محافظ حضرموت: ثورة 14 أكتوبر مستمرة وحيّة في وجدان اليمنيين حتى استكمال التحرر

يمانيون|حوار: هاني علي أحمد*

أكد محافظ محافظة حضرموت، اللواء لقمان باراس، أن ثورة 14 أكتوبر المجيدة رد فعل على استعمار دام أكثر من 129 عامًا، وتعبيرًا حقيقيًا عن إرادة شعبية واعية وحركة نضالية شاملة تهدف إلى التحرر وبناء دولة مستقلة ذات سيادة.

وأشار المحافظ في حوار خاص مع “المسيرة نت”، إلى أن نجاح الثورة ارتكز على وحدة الصف الوطني والدعم الشعبي الكبير من مختلف مناطق الجنوب، بالإضافة إلى الإسناد القومي من أبناء اليمن شمالًا وجنوبًا، مؤكدًا أن النضال لم يكن محصورًا بالعمل المسلح فقط، بل تزامن معه نضال سياسي وإعلامي واجتماعي طويل الأمد.

ونوّه بالدور الريادي للجبهة القومية في قيادة مرحلة الكفاح المسلح، وبالدور المحوري للتنظيمات السياسية والنقابات والجمعيات في عدن وحضرموت في تمهيد الطريق للثورة، مشيرًا إلى دعم الشمال اليمني للثوار الجنوبيين بعد قيام ثورة 26 سبتمبر.

وحذّر باراس من محاولات إعادة إنتاج مشاريع الاحتلال بصيغ جديدة عبر خلق الفصائل وتعزيز النزعات المناطقية، مؤكدًا أن ما تقوم به بعض القوى الإقليمية اليوم يُشبه سياسات “فرق تسد” التي استخدمها الاحتلال البريطاني سابقًا.

وأشار إلى أن الثورة لا تزال حيّة في وجدان اليمنيين، وأن أهدافها الراهنة تتطلب النهوض لمواجهة كل محاولات الهيمنة وبناء يمن حر ومستقل لجميع أبنائه، فإلى نص الحوار:

– باعتباركم أحد رموز ثورة 14 أكتوبر، ما أبرز مقومات نجاح الثورة؟

ثورة 14 أكتوبر لم تكن مجرد رد فعل على استعمار دام أكثر من 129 عامًا، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن وعي شعبي متراكم ورغبة حقيقية في التحرر وبناء دولة مستقلة، مبيناً أن من أهم مقوماتها: الإرادة الوطنية الصلبة، ووحدة الصف بين الفصائل، والدعم الشعبي الكبير من مختلف مناطق الجنوب، إضافة إلى الالتفاف القومي من أبناء اليمن شمالًا وجنوبًا، لافتاً إلى أنها كانت ثورة شعبية شاملة، جذورها في الأرض وأحلامها في السماء.

– هل سبق للثورة ظهور تنظيمات وجمعيات في عدن وحضرموت، وما أبرزها؟

نعم، ومن أبرز تلك التجمعات قبل الثورة، الجمعية العدنية عام 1950، رابطة أبناء الجنوب العربي عام 1951، اتحاد العمال بقيادة عبدالله الأصنج، ومنظمة السفي بقيادة عبدالله بازهيب، بالإضافة إلى الأندية الرياضية والصحف مثل “النهضة” و”الفجر”، كما أثر المهاجرون الحضارم في الهند وإندونيسيا على تطورات الثورة.

– ما الدور الذي لعبته الجبهة القومية والكفاح المسلح؟

التحول النوعي جاء بعد تأسيس تنظيم في صنعاء أطلق عليه “جبهة التحرير الوطنية”، ثم تحول إلى “الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل”.

شكلت الجبهة تسعة فصائل رئيسية، ونجحت في كسر الحظر البريطاني على نشاطها. بدأت شرارة الكفاح المسلح في جبال ردفان بقيادة راجح بن غالب لبوزة، امتدت إلى مناطق أخرى، وجمعت الثورة بين العمل المسلح والنضال السلمي من مظاهرات وإضرابات وتوزيع منشورات، وصولًا إلى الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م.

– كيف تشابهت أهداف القوى الطاغية الحالية مع أهداف الاحتلال البريطاني؟

كلاهما يسعى للسيطرة على اليمن ونهب موارده، معتمدًا على أدوات محلية من المرتزقة والعملاء، بما في ذلك بعض أبناء الوطن. هذا التشابه يعكس أن الاحتلال لا يأتي دائمًا بالدبابات بل عبر أدوات محلية واستغلال حاجات الناس.

– كيف واجهتم الاستعمار رغم فارق السلاح والعتاد؟

الفارق كان كبيرًا، البريطانيون يملكون الطائرات والدبابات، ونحن لم نملك إلا بنادق بسيطة، لكن كان سلاحنا الأهم هو الإيمان بالقضية ورفض الاحتلال، استخدمنا المعرفة بالتضاريس، هجمات مباغتة، وألغام، بالإضافة إلى الوحدة الوطنية والدعم الشعبي.

– ما أبرز المحطات التاريخية للثورة؟

المقاومة الثورية الوطنية، المقاومة القبلية، تشكيل المكونات السياسية والجمعيات، انطلاق الكفاح المسلح من جبال ردفان بقيادة راجح بن غالب لبوزة، والاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م.

– ما دور شمال اليمن في نجاح الثورة؟

كان حاضنًا وداعمًا أساسيًا للثوار، من خلال فتح الحدود، توفير الدعم اللوجستي، تدريب الفصائل، المشاركة الشعبية والسياسية، والاحتضان الإعلامي والسياسي عبر إذاعة صنعاء.

كلمة أخيرة:

نشكر المسيرة على اهتمامها بتاريخ الثورة، ونؤكد أنها مستمرة، وقيمها وأهدافها حية في قلوب اليمنيين، وندعو إلى النهوض من جديد لبناء يمن حر ومستقل وشامل لكل أبنائه.

*نقلا عن المسيرة نت.

You might also like