Herelllllan
herelllllan2

ولد الشيخ ….ومهمة تلميع الوجوه الكالحة لقادة العدوان على اليمن …آل سعود والفار هادي

يمانيون : عبدالعزيز المكي

بعد فترة جمود وسبات، ليست بالقصيرة، تحرك المندوب الأممي في الأزمة اليمنية اسماعيل وليد الشيخ أحمد ليقود جهوداً جديدة لتسوية الأزمة اليمنية،سياسياً، أو لإيجاد حلول سياسية،لإيقاف الحرب الظالمة على الشعب اليمني. واللافت، أن تحركات ولد الشيخ الدبلوماسية، تأتي بعد كل جولة تصعيد عسكري للعدوان السعودي العربي على الشعب اليمني!!

فهذه القاعدة، حكمت جولات ولد الشيخ الأربع الماضية لتسوية الأزمة، بحسب ما يدعي ويصرح ولد الشيخ نفسه في كل جولة تحرك من هذا القبيل. واللافت أيضاً أن جولته الخامسة حالياً ، أيضاً هي محكومة بنفس القاعدة، فقد سبقت هذه الحركة لولد الشيخ، موجة تصعيد عسكري سعودي إماراتي على الشعب اليمني لم يسبق لها مثيل في كل الجولات التصعيدية السابقة، إذ شهدت جبهة باب المندب وميدي معركة حامية الوطيس، أعد لها النظامان السعودي والإماراتي، إعداداً عسكرياً هائلاً، عدة وعديداً، وشاركت فيها أسلحة الطيران والبحرية بكل أنواعها، ذلك إلى جانب الدعم الخفي الذي يقدمه الأميركان والصهاينة عبر الخبراء العسكريين الذين يشرفون على قيادة المعارك والهجمات على مواقع أنصار الله، وعبر تقديم الدعم العسكري اللوجستي وغیر اللوجستی لقوات العدوان. ويقول الكاتب اليمني الباهوت الخضر “…ستة أيام بلياليها دارت معارك طاحنة تغيّرت معها كل القواعد والمبادئ من العسكرية إلى المنطقية إلى المنهجية العلمية وجاءت النتائج صادمة بكل المقاييس-مئات الصواريخ الحرارية الذكية والدقيقة أطلقت من ثلاثة أبعاد، من البعد الجوي بأنواعه والبري والبحري بأنواعهم أيضاً، فضلاً عن مئات المئات من المقذوفات البرية الى درجة ان كل متر من ساحة المعركة عانق العديد من الأنواع من المتفجرات”.ويضيف الباهوت الخضر قائلاً ” عشرات الآليات زحفت الى ميدان المواجهة والآلاف من الأجلاف من كل الأجناس والأعراق يجمعهم شيئان، حب المال والاسترزاق والتوحش البهيمي وبعرق اللقطاء اتحدوا تحت أمر اللقطاء الخليجيين والصهيونية العالمية.” ولکن النتیجة من عشرات الزحوفات التي نفذها العدوان على مدى أسبوع من المعارك المحتدمة مع أنصارالله والجيش اليمني،كانت “انتصار عسكري ساحق بكل المقاييس والقواعد ومناقض لكل نظريات الحروب عبر التاريخ…لواء عسكري قتل قادته وجرحوا-الصبيحي وتركي- هذا لوحده كافياً كمعيار عسكري للانتصار-وانتهت معظم منظوماته ودمرت فعاليته بالكامل مالايقل عن أربعين آلية مدرعة (كتيبة ونصف إلى كتيبتين مدرعات) ومئات الجثث المتفحمة والمتناثرة ومئات الجرحى”. ما تضح أن ما كان يروجه العدوان حول الانتصارات المزعومة في جبهة باب المندب وميدي، لم تكن سوى أوهام لرفع معنويات المهاجمين المنهارة، ففي كل مرة يهرج إعلام العدوان حول تحقيقه انتصارات ساحقة!! سرعان ما يتضح أنها هزائم ساحقة، وجدير بالإشارة إلى هزائم العدوان في موجة التصعيد العسكري في جبهة ميدي وباب المندب، سبقتها موجة تصعيد في جبهة نهم وعلى مدى عشرة أيام، حيث ابتلعت جبهة نهم كما هو حال جبهة ميدي مؤخراً، ارتالاً من المرتزقة ومن الآليات وصلت أعدادها إلى العشرات من الدبابات والمصفحات وباقي الأنواع من الأسلحة الثقيلة، وهلكت فيها قيادات عسكرية من جماعة هادي ومحسن الأحمر ومن السعوديين والإماراتيين…فكل هذه الزحوفات وكل هذا التصعيد العسكري للعدوان وغير المسبوق التهمته صخرة صمود أنصارالله والجيش اليمني المدافعين عن الشعب اليمني، والذين قال عنهم، أحد الجنرالات التابعين والمؤسسين لمنظمة بلاك ووتر ” ان من يستهين بقوة وتكتيك هذا الجيش لم يعرف الحرب ولا تكتيكاتها العسكرية وانه فعلاً سيلاقي حتفه في أول معركة يشارك فيها في مواجهة هذا الجيش الذي لا يستهان به بالرغم من الإمكانيات العسكرية البسيطة التي يمتلكها .” وأضاف الجنرال المقرب من ايريك برنس قائلاً : ” لقد خدعونا بالدخول إلى الأراضي اليمنية، وقالوا لنا بأننا سنواجه من لا يعرفون كيف يتعاملون مع السلاح وان هزيمتهم ستكون سهلة جداً كونهم أقل خبرة من الجيش العراقي والجيوش الأخرى التي واجهناها من قبل..” واعترف الجنرال بأنهم خسروا خسارة كبيرة في العتاد والارواح، كونهم واجهوا مقاتلين يفوقونهم في الخبرة والمهارة القتالية العالمية التي لم يواجهوها أو يمارسوها من قبل…واستطرد الجنرال التابع لمنظمة بلاك ووتر في تقييمه لأنصار الله والجيش اليمني قائلاً ” ان هؤلاء يقاتلون وينتصرون بدون أي حماية أو غطاء جوي بعكس ما كنا عليه من حماية بحرية وغطاء جوي إلا أنهم لقنونا درساً لن ننساه وهو ما جعلنا نطلب المغادرة حفاظاً على من تبقى منا”. وأشار هذا الجنرال إلى ” ان من يعتقد انه سيهزم تلك القوات واهم وغير ملم بسياسة الحروب، لان هذه القوات لو امتلكت الغطاء الجوي والبحري لاستطاعت هزيمة البوارج والأساطيل وغيرها خلال أسبوع واحد ، وكذلك لو يمتلكون فقط غطاء جوي من طائرات الأباتشي وطائرات أف16 لوصلوا الرياض في عشرة أيام فقط برغم كل الأسلحة المتطورة التي تمتلكها السعودية، موكداً بأن منظمة بلاك لو حصلت على مائة من المقاتلين اليمنيين فقط، لاستطاعت بهم احتلال دول وكسر جيوش”.

هذا وكشف مصدر مطلع لموقع لحج نيوز اليمني في 16/1/2017، عن اعترافات الناطق باسم العدوان العميد أحمد العسيري، بضعف قوات التحالف، على خلفية التصريحات التي أولى بها جنرال بلاك ووتر المشار إليه، وقال المصدر أن عسيري قال ” صحيح أن قواتنا أثبتت من خلال المواجهات، أن جاهزيتها العسكرية ضعيفة جداً والسبب يعود إلى أن قواتنا العسكرية أصيبت بالتخمة وفقدان اللياقة القتالية، لانهم لم يكونوا يتوقعون بأنهم سيدخلون في مواجهات قتالية، والخطأ الذي إرتكبناه هو أننا اعتمدنا على قوات أجنبية تقاتل بالانابة عن المقاتل السعودي والخليجي”.

ونقل المصدر عن عسيري قوله ان السعوديين لجأوا إلى استئجار مقاتلين يمنيين، لكن هؤلاء هُزموا في المعارك أمام أنصارالله والجيش اليمني لأنهم كانوا غير مدربين بحسب عسيري ولا يمتلكون الخبرة القتالية التي يمتلكها ” الانقلابيون ” على حد قول عسيري الذي أكد انه اعترف بالقوة والمهارة والخبرة القتالية العالية التي يمتلكها الجندي اليمني المقاتل في صفوف ” انقلابيين “، وهزيمة قوات التحالف أمامه، وأنها لا ترتقي إلى مستوى جاهزيته القتالية.

ما وراء تحركات ولد الشيخ

ما تقدم إذن يشكل خلفية تحرك المندوب الأممي، والذي التقى المسؤولين السعوديين والقطريين، والمسؤولين العمانيين قبل أن ينتقل إلى عدن حيث التقى الرئيس المنتهية صلاحية والفار هادي عبدربه منصور، ورئيس وزرائه بن دغر ووزير خارجيته عبد الملك المخلافي- وكما في كل مرة، راح الأعلام السعودي والإعلام المتواطئ مع العدوان يسلط الأضواء على هذا التحرك، عاكساً بشكل لافت مواقف الرئيس هادي من هذا التحرك، ومن مشروع التسوية الذي كان ولد الشيخ قد حمله إليه، وينص هذا المشروع طبقاً لما أشارت إليه بعض الأوساط الإعلامية المقربة من العدوان مثل قناة سكاي نيوز التلفزيونية التي ثبت من الإمارات: بأن مسودة السلام الدولية المعدلة تحافظ على ما اسمته شرعية ” الرئيس” هادي، وتقضي بتعيين نائب رئيس جديد وحكومة وحدة وطنية، وتنص المسودة على إنهاء “الانقلاب” وانسحاب “الميليشيات”، وتسليم الأسلحة قبل الانتقال إلى المسار السياسي، وبحسب مصادر نيوز فأن المسودة تنص أيضاً على انه سيتم منح نائب الرئيس صلاحيات كبيرة.

وإذا صح ما نقلته قناة سكاي نيوز حول مسودة ولد الشيخ، فأن هذه المسودة لم تأت بشيء جديد، إنما هي وبنودها تشكل تأكيداً للطروحات السابقة التي حملها ولد الشيخ إلى صنعاء في الجولات السابقة. هذا من جانب ومن جانب آخر، أن هذه المسودة أجريت عليها تعديلات خلافاً لما اتفق عليه أنصارالله والمؤتمر الشعبي مع ولد الشيخ بتعيين نائب بكامل الصلاحيات ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء حوار والتوصل إلى اتفاق شامل وبعد ذلك تحري الخطوات اللاحقة بتسليم الأسلحة والانسحابات وما إلى ذلك.

إذن ما نصت عليه مسودة السلام التي حملها ولد الشيخ للفار هادي وجماعته إنما تؤكد بما لا يقبل الشك أن السعودية غير جادة في حل الأزمة اليمنية حلاً سلمياً، وما يعزز هذا الرأي، هو الشروط التي وضعها هادي للحوار مع الطرف الآخر، أنصارالله وحلفاؤهم المؤتمر الشعبي، فهادي حمّل أنصارالله وحلفائهم مسؤولية ما أسماه التعنت وتعثر قطار التسوية حتى قبل أن يلتقي معهم ولد الشيخ ! ثم اشترط على ولد الشيخ أن يبقى هو الرئيس وان يستند الحوار والعملية السلمية برمتها إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار، والقرار الدولي2216،وكل هذه المرجعيات تجاوزتها الأحداث وباتت غير صالحة كأساس للمصالحة في اليمن، فحتى ولد الشيخ المتعاون مع السعودية وهادي أقر أكثر من مرة إن الإصرار على هذه الشروط من شأنه أن يعرقل عملية السلام، وحتى في هذه الجولة الأخيرة طالب ولد الشيخ هادي بالتنازل عن بعض شروطه.

على أي حال، قد يكون ذلك من ألفه الى يائه مسرحية لتخليص ولد الشيخ من الإحراج وإلا فان المندوب الأممي منحاز تماماً للجانب السعودي ولجانب العدوان ضد أنصارالله وحلفائهم. ولذلك فأن نصوص المسودة التي حملها ولد الشيخ وبالمواصفات التي تريدها السلطات السعودية، ثم الشروط التي وصفها هادي، كل ذلك يؤشر إلى أن هذه الأطراف غير جادة في معالجة الأزمة اليمنية والعمل على حلّها حلاً سلمياً، لأنه كما أشرنا قبل قليل، أن النظام السعودي ومرتزقته يريدون تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه في عدوانهم من أهداف، عبر طروحات الحوار والتسوية وما إلى ذلك من هذه العناوين…وبالتالي أن إصرارهم على الشروط التعجيرية للحوار ولحل الأزمة سلمياً، يؤكد إنهم مازالوا يصرون على الخيار العسكري، رغم أن هذا الخيار بات يشكل عامل استنزاف للنظام السعودي ولمرتزقته، ويشكل خطراً متزايداً على مستقبل هذا النظام ووجوده، لأن الولايات المتحدة مازالت تصر على استمرار العدوان. وإذا كان الأمر كذلك، إذن لماذا هذا التحرك وفي هذا الوقت بالذات أي بعد التصعيد العسكري للعدوان، وبعد الهزائم الساحقة التي مني بها هذا العدوان في نهم، ثم في ميدي وباب المندب ؟ والجواب هو كما قلنا في بداية الحديث، لم يكن هذا التحرك سوى مناورة دبلوماسية وإعلامية سياسية يقوم بها ولد الشيخ بالتنسيق مع السعوديين ومرتزقتهم، لتحقيق عدة سياسية يقوم بها ولد الشيخ بالتنسيق مع السعوديين ومرتزقتهم، لتحقيق عدة أهداف نذكر منها ما يلي:

1- تبرير إستمرار العدوان بتحميل الطرف الآخر المسؤولية عن تعثر حل الأزمة حلاً سلمياً، ذلك لان الرأي العام الغربي على مستوى الأوساط الإعلامية وبعض الأوساط السياسية، يوماً بعد آخر، يضاعف من اعتراضاته على استمرار هذا العدوان، ويوماً بعد آخر، بات يرفع اعتقاداته للنظام السعودي لارتكابه الجرائم والمذابح بحق الشعب اليمني المحروم، ويطالب بوقف هذا العدوان البعثي والهمجي، ولذلك تأتي هذه المناورات البهلوانية التي يقوم بها ولد الشيخ أحمد في إطار المحاولات السعودية والأمريكية والصهيونية لاحتواء هذه الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها العدوان من قبل الغرب، وحتى من قبل الأوساط الأمريكية نفسها، فمثلاً قال موقع ” ذا انترسيبت” الأمريكي يوم الاثنين الموافق14/1/2017….” انه لمدة 21شهراً يقصف تحالف من الدول بقيادة السعودية بلا هوادة اليمن وذلك باستخدام الأسلحة المنتخبة في الولايات المتحدة وبريطانيا فضلاً عن الخدمات التي تقدمها مخابرات البلدين للسعودية في الحرب التي دمرت اليمن وقتلت أكثر من 10 آلاف شخص من المدنيين” وأضاف الموقع الأمريكي ” أن هناك أدلة كثيرة على أن عدد القتلى المدنيين في اليمن هو نتيجة ضربات متعمدة من قبل السعودية وليس من قبيل الخطأ أو الصدفة، حيث قصفت السعودية خلال حملتها الجوية أهدافاً مدنية بما في ذلك المنازل والمزارع والأسواق والمصانع والبنية التحتية للمياه ومستشفيات ومدارس الأطفال، بل وصل الأمر إلى حد استخدام الأسلحة العنقودية المحرمة دولياً والتي تهدف إلى إلحاق الضرر على مساحة واسعة وغالباً ما تظل سنوات “.

2- محاولة استثمار الضغوط العسكرية المتلاحقة، بممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية، من خلال تحرك ولد الشيخ، وعلى الشعب اليمني بنفس الوقت، ومحاولة التضليل على هذين الطرفين بالكذب والخداع بالادعاء بتحقيق انتصارات في مساحات الميدان، وبتحميل أنصارالله وحلفائهم مسؤولية تعثر عملية الحل بالحوار، كما اشرنا قبل قليل، وهو ما يفسر إصرار هادي والنظام السعودي وباقي الجوقة المطبلة على الادعاء والتهريج بأن ما يسمونهم انقلابيين أي أنصارالله هم المسؤولون عن تعثر جهود ولد الشيخ، في حين أن الأمر ليس كذلك. وفي الحقيقة أن مثل هذه المحاولات البائسة لا تنطلي على الشعب اليمني مطلقاً.

3- إن ذلك يكشف بشاعة التعتيم الإعلامي على ما يجري في اليمن، ويعني ذلك، أن الحرب الإعلامية التي تشن على الشعب اليمني لا تقل دماراً وتخريباً عن تلك العسكرية المتواصلة، فإذا كانت الأخيرة تقتل الأبرياء وتدمر البنى التحتية فأن الأولى تقصف العقول وتخريب التفكير وتشوش الرؤية، وهذا ما دأب عليه العدوان منذ اليوم الأول لشن الحرب لحجب الحقيقة وكشف الفضائح التي يرتكبها هذا العدوان، ثم مناوراته الخبيثة من أجل التأثير على مواقف الرأي العام الإقليمي والدولي، وبالتالي تمكينه من تسوق أجندته وخططه على الرأي العام، ما يتطلب ذلك نهضة كبيرة من الإعلام اليمني ومن علماء ومفكري هذه الأمة ومثقفيها وإعلامييها، لفضح ما يقوم به آل سعود من جرائم، ومن كشف للمظلومية المركبة التي يتعرض لها الشعب اليمني في هذا العدوان المتعدد الجوانب وبكل أنواعه.

 

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com