Herelllllan
herelllllan2

حقائق كشفها الصمود أمام العدوان الدولي على اليمن

حقائق كشفها الصمود أمام العدوان الدولي على اليمن

يمانيون../

في العام الخامس للعدوان الوحشي على اليمن، تم افتضاح العديد من الدول والكيانات والمؤسسات والتي كانت تحظى باحترام وهمي بفضل الأقنعة التي ارتدتها والتي أزالها الصمود أمام العدوان.

ولإن بضدها تتمايز الأشياء، فلنتأمل قليلا لو أن العدوان نجح كما كان مخطط له سريعا، واستسلم اليمنيون وفرضت إرادة الاستعمار بتعيين حكومة تابعة تحت عنوان الشرعية، هل كان اتضح بل وافتضح الدور الأمريكي والصهيوني وتواطؤ المؤسسات الدولية، بل ومؤسسات عربية، والأدهى والأمر مؤسسة كالأزهر الشريف؟! ان الصمود أمام العدوان وإطالة أمد المعركة وإفشالها بل والهجوم الذي ابدته المقاومة بما هدد أمن المعتدين وبنيتهم العسكرية والاقتصادية هو الذي كشف حجم التواطؤ، وشكل اختبارا نجح به الشرفاء وسقط به المعتدون وأنصارهم وذيولهم.

ولعل أبرز الحقائق التي كشفها الصمود يمكن تلخيصها فيما يلي:

1- فشل الاستعمار في إخضاع الشعوب الحرة طالما كانت هناك مقاومة وإرادة للاستقلال، ومهما بلغ حجم العدوان وقوته واحدث الوسائل العسكرية والمخابراتية به، ومهما بلغ التواطؤ الدولي وغياب الردع من قبل القانون الدولي، فإنه لا يقوى على انفاذ مهمته العدوانية أمام الصمود والرفض، وأمام المقاومة الباسلة.

2- كشف الصمود حقيقة النظام الدولي وقانونه الهش الخاضع للرشاوى والتمويل، وبرزت حقيقة ساطعة، هي أن قانون الغاب هو من يتحكم بالعالم، وأن القانون لا يتم تطبيقه الا على المستضعفين، بينما أصحاب الثروات ومن يتحكمون في الاقتصاد الدولي يفلتون بجرائمهم دون حساب ومحاكمة، ولا حتى تنديد مباشر، وأقصى ما يحدث هو مجموعة من التقارير الراصدة والتي لا تحمل المعتدين أي مسؤوليات يمكن محاسبتهم عليها قانونا.

3- فضح العدوان الفاشل بفضل الصمود والمقاومة، حقيقة النظام الرسمي العربي وارتهانه للخليج بفضل التمويلات والمساعدات، وللمشروع الصهيو أمريكي إذا ما مددنا الخيط، باعتبار السعودية والامارات أدوات لهذا المشروع، والصمت عن الحق الشعبي والشرعي، والتواطؤ مع العدوان بمختلف الوسائل، بداية من الصمت، ووصولا للمشاركة الفعلية.

4- فضح العدوان مؤسسات عربية يفترض أنها لصالح العرب لا لصالح دول معينة تقوم بالتمويل، وعلى رأسها الجامعة العربية والتي تؤيد العدوان ولا تعترف بحق المقاومة، مما كشف أنها مؤسسات رهينة يتحكم بها المال ولا تتحكم بها قيم العروبة ولا تعمل للصالح العربي، وانما تحولت لأدوات تعمل لصالح النفط ودوله.

5- كشف العدوان الغاشم والجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين والنساء والأطفال دور مؤسسات من المفترض أنها دينية وتحظى باحترام شعوب الأمة، مثل مؤسسة الأزهر، والذي تحول هو الآخر لتابع للخليج، يصدر بيانات سياسية لإدانة المقاومة وإدانة ما يمس السعودية والامارات، في حين لم ينطق كلمة واحدة في حق الضحايا الابرياء للقصف وجرائم الحرب التي تستخدم الأسلحة المحرمة دوليا.

6- حقق العدوان طويل الأمد فرزا للنخب العربية والدولية، وكشف حقيقة من ارتدوا اقنعة الاستقلال الوطني والعروبة والمقاومة، بينما تواطؤوا مع السعودية والامارات، وادانوا المقاومة، وهناك نخب ادعت انتمائها لعبد الناصر بما يشكله من مشروع مقاوم ضد الاستعمار والرجعية العربية التي تمثلها السعودية والامارات، بينما هم يرتمون في الحضن السعودي والاماراتي!

هل كانت هذه الحقائق ستتكشف لو انتصر العدوان بشكل خاطف؟ لا نظن ذلك، بل نظن أن الأقنعة كانت ستظل في أماكنها، وسيظل اصحاب الأقنعة مستمرون في خداع الشعوب، ولكن وبعد الصمود الأسطوري، فقد زالت الأقنعة وانكشف الجميع، وبكل أسف انكشف أن هذه النخب وهذه المؤسسات هي مجموعات من المرتزقة، لا ترتكب جرائم في حق نفسها فقط، ولكن في حق مؤسساتها وسمعتها وتاريخها، وفي حق اللافتات التي ترفعها وتعلن زورا انتمائها إليها. المقاومة مستمرة إلى أن يزول العدوان، والفرز أيضا مستمر، وطوبى للشرفاء الذين لم يسقطوا في الاختبار، ولا عزاء لكل الساقطين وكل من ارتهنوا وضعفوا وارتزقوا على حساب الحق والشرف ودماء اليمنيين الزكية.

(إيهاب شوقي – كاتب مصري)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com