المولد النبوي في اليمن.. مناسبة جامعة لتجديد الولاء والتمسك بخيار المقاومة

يمانيون | تقرير
يتجدّد كل عام احتفاء الشعب اليمني بذكرى المولد النبوي الشريف، مناسبة إيمانية وروحية تحضر في وجدان اليمنيين كأحد أهم محطات تجديد الولاء والارتباط بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

هذا العام 1447هـ/2025م، حملت الفعاليات التي عمّت مختلف المحافظات والوزارات والمؤسسات الرسمية والشعبية، رسائل إيمانية وسياسية عميقة، أكدت أن محبة اليمنيين للرسول الكريم ليست شعارات تقال، بل التزام عملي يتمظهر في مواقفهم الصلبة ضد العدوان، وفي وقوفهم المبدئي إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة.

المولد النبوي في اليمن.. مناسبة جامعة لتجديد الولاء والتمسك بخيار المقاومة

Prev 1 of 12 Next

فعاليات حكومية وشعبية واسعة

في صنعاء، أقامت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فعالية احتفالية، شدد فيها رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي على أن الرسول الأعظم هو أعظم قائد في التاريخ، وأن سيرته تمثل مصدر إلهام للأمة في مواجهة التحديات الراهنة، وفي مقدمتها العدوان الصهيوني على غزة.

وأكد أن اليمن سيبقى ثابتاً في دعم المقاومة الفلسطينية باعتبارها الخيار الاستراتيجي لمواجهة قوى الاستكبار.

وزير الشؤون الاجتماعية سمير باجعالة بدوره ربط بين ذكرى المولد النبوي وبين ثورة 21 سبتمبر، معتبراً أن الثورة في جوهرها امتداد للنهج المحمدي التحرري، فيما دعا إلى تعزيز التكافل الاجتماعي في ظل الحصار والعدوان.

أما نائب الوزير إبراهيم الحملي فقد أكد أن الشعب اليمني يستمد من سيرة النبي الخاتم قوةً وثباتاً، مستحضراً دور الأنصار التاريخي الذين كانوا أول من ناصر الرسول الكريم.

فعاليات في أمانة العاصمة وصنعاء

مكاتب المالية والخدمة المدنية والتخطيط والإحصاء في أمانة العاصمة نظّمت فعالية خطابية بذكرى المولد النبوي، حيث أكد المشاركون أن إحياء المناسبة يرسّخ ارتباط اليمنيين بنبيهم ويمثل امتداداً لعطاء الأنصار الأوائل.

وشدد المتحدثون على أن نصرة اليمنيين لغزة هي امتداد طبيعي للتمسك بالنهج المحمدي في مواجهة اليهود والنصارى والمنافقين الذين يستهدفون الأمة.

كما شهدت مديريات صنعاء فعاليات متنوعة، من أمسيات خطابية في همدان وصنعاء الجديدة إلى فعاليات جماهيرية في مناخة، أكدت جميعها أن المناسبة تمثل فرصة لتعزيز الصمود والتلاحم المجتمعي، وترسيخ قيم البر والإحسان والتكافل اقتداءً بالرسول الأعظم.

فعاليات عسكرية وأمنية

المنطقة العسكرية السابعة في البيضاء نظّمت فعالية ثقافية وخطابية أكدت أن إحياء ذكرى المولد النبوي رسالة عملية لأعداء الإسلام، وتجديد للعهد مع الرسول في نصرة المستضعفين، خصوصاً في فلسطين.

وفي عمران، أقام المعهد الصحي فعالية ثقافية حضرها مسؤولون عسكريون وأمنيون، شددوا فيها على أن المشاركة الشعبية الواسعة في إحياء المولد ستشكل رسالة قوية للعدو، ودليلاً على تمسك اليمنيين بالرسول الكريم وقيمه.

الجامعات والمؤسسات التعليمية

في جامعة حجة، احتضنت كلية التربية والعلوم الإنسانية فعالية فكرية وتربوية أبرزت أهمية استلهام الدروس من حياة الرسول الأعظم، وأكدت أن نصرة اليمنيين لفلسطين تنبع من القيم المحمدية الأصيلة.

كما شهدت محافظة ريمة فعاليات طلابية وخطابية متعددة، أكدت على الارتباط الوثيق بالرسول الأعظم، ودعت إلى مواصلة الحشد للفعالية المركزية الكبرى.

صعدة وإب والحديدة.. حراك متواصل

في صعدة، أقام القطاع الإنساني والوحدة الاجتماعية فعالية تحت شعار رحمة للعالمين، جددت التأكيد على أن اليمنيين متمسكون بالرسول الأعظم في مواجهة الطغاة والمستكبرين.

أما في إب، فقد نظمت مديرية السدة لقاء موسعاً وأمسيات خطابية تعكس روح الحشد الكبير للفعالية المركزية القادمة. وفي الحديدة، احتضنت مديرية الميناء فعالية تربوية أكدت على أن إحياء المولد يتزامن مع واجب نصرة غزة باعتبارها قضية الأمة المركزية.

ريمة.. حضور إيماني ومجتمعي واسع

محافظة ريمة بدورها شهدت سلسلة فعاليات خطابية وتربوية عكست ارتباط أبنائها الوثيق بالرسول الكريم. في مدرسة شهيد القرآن الثانوية للعلوم الشرعية، أكد عضو مجلس الشورى أحمد النهاري أن المناسبة تجسد العلاقة العميقة بين اليمنيين والرسول، فيما أوضح مدير المدرسة طارق عبيد أن الاحتفاء بالمولد فرصة للتعرف على شخصية النبي الأعظم والاقتداء بأخلاقه.

خاتمة
من صنعاء إلى ريمة، ومن صعدة إلى الحديدة، أثبت اليمنيون أن ذكرى المولد النبوي ليست مناسبة شكلية، بل فعل جماعي متجذر في الهوية الإيمانية للشعب.

هذه الفعاليات تؤكد أن محبة الرسول الكريم تقترن بالموقف المقاوم، وأن اليمنيين يرون في إحياء المولد محطة لتجديد العهد مع الله ورسوله، وتعزيز الصمود في مواجهة العدوان، والتأكيد على نصرة فلسطين كواجب ديني وأخلاقي.

ومع الحشود المرتقبة في الثاني عشر من ربيع الأول، يبعث اليمن رسالة قوية للعالم: أن ارتباطه برسول الله هو ارتباط بالحرية والكرامة والجهاد، وأن هذا الشعب ماضٍ بثبات في خط الصمود حتى تحقيق النصر وزوال قوى الاستكبار.