صحيفة عبرية: (إسرائيل) وحيدة في مواجهة اليمن وتبحث عن “طرق خلاقه” للردع

يمانيون |
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في تقرير موسع للكاتب الصهيوني زفي بارئيل، أن كيان الاحتلال يعيش مأزقاً حقيقياً في مواجهة الضربات اليمنية، وأنه بات “يبحث عن مخرج خلاق” لردع صنعاء بعد أن تُرك وحيداً في الساحة إثر غياب الدعم الأمريكي.

وأكدت الصحيفة أن واشنطن سبق أن جربت خيار التصعيد العسكري ضد اليمن، لكن إعلان ترامب وقف إطلاق النار مع صنعاء بعد أشهر قليلة من عدوانه، جعل الولايات المتحدة عملياً خارج المواجهة المباشرة. وتبعت ذلك انسحابات وتفاهمات من أطراف إقليمية، مثل الإمارات والسعودية، لتبقى (إسرائيل) الطرف الوحيد الذي يشن عدواناً مباشراً ضد اليمنيين.

ووصفت هآرتس الحرب الحالية بأنها “حرب استنزاف لا تشبه صراع جيشَين”، إذ يقاتل اليمنيون في إطار إسنادهم لغزة ويربطون وقف هجماتهم بوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات الصهيونية حتى الآن استهدفت في معظمها بنى تحتية مدنية، فيما تبقى الأهداف العسكرية محصنة داخل الجبال والمغاور، ما يعقد مهمة جيش الاحتلال. ونقلت عن مسؤول سابق في جهاز “الموساد” أن الوصول إلى هذه الأهداف يتطلب جهداً استخبارياً طويلاً وشبكات واسعة من العملاء، وهو ما يصعب تحقيقه في اليمن بسبب طبيعة المجتمع والبيئة المحلية.

وأضاف التقرير أن كيان الاحتلال أعاد فتح ملف “الاغتيالات” كأداة ضغط، لكنه يواجه صعوبات لوجستية واستخبارية في تنفيذها على الأراضي اليمنية.

وفي ظل هذه التحديات، كشفت الصحيفة عن نقاش داخلي في تل أبيب حول “ابتكار وسائل جديدة” لتفكيك البيئة الاجتماعية اليمنية، عبر محاولة “تعكير حياة اليمنيين ودفعهم إلى الانتفاض ضد أنصار الله”، مع التركيز على ورقة الوضع الاقتصادي والغذائي الهش.

ولفتت هآرتس إلى أن أطرافاً يمنية مرتبطة بالإمارات والسعودية – بينها الانتقالي الجنوبي وميليشيا العمالقة وطارق صالح – أبدت استعداداً للتحالف مع (إسرائيل) مقابل التمويل، بل وصل الأمر إلى تواصل مباشر مع ضباط الموساد. والأخطر – بحسب التقرير – هو ما صدر عن شخصيات إصلاحية بارزة أعلنت صراحةً استعدادها للتحالف مع الكيان لمواجهة صنعاء.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن مأزق (إسرائيل) في اليمن لم يعد عسكرياً فقط، بل استخبارياً وسياسياً أيضاً، الأمر الذي يجعلها تبحث عن “مخارج خلاقه” تتجاوز الأدوات التقليدية التي لم تنجح في ثني اليمنيين عن مساندة غزة أو وقف عملياتهم النوعية.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com