السيد القائد يكشف خريطة العدوان ومآلات التخاذل العربي والإسلامي
في كلمته الأسبوعية التي تتناول آخر المستجدات وتطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة، رسم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، صورة شاملة لأبعاد الجريمة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، كاشفًا في الوقت ذاته خيوط التآمر الدولي والإقليمي، ومحذرًا من النتائج الكارثية التي قد تطال الأمة الإسلامية جمعاء إن استمر الصمت والتخاذل.
يمانيون / خاص
أكد السيد القائد أن ما يجري في غزة هو “جريمة القرن”، وأن مشاهد الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزّل تستفز الضمير الإنساني العالمي. وفي هذا السياق، أطلق السيد القائد دعوة صريحة لكل من بقي لديه “ذرة من ضمير” إلى التحرك، مشددًا على أن الصمت لم يعد مقبولًا، بل هو شراكة غير مباشرة في الجريمة.
وتطرق السيد القائد إلى الدور الغربي، لا سيما الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، في دعم آلة القتل الصهيونية، من خلال تزويدها بالقنابل والأسلحة، مع الإشارة إلى مفارقة أن هذا القتل يتم بوقود وبترول عربي، ما يعكس حجم التواطؤ والخيانة الإقليمية.
ولم يغفل السيد القائد حالة التخاذل المخزية في العالم الإسلامي، مشيرًا إلى أن العدو لا يستهدف فلسطين فقط، بل الأمة الإسلامية برمتها، وأن السكوت عن الجرائم هو انتحار سياسي وعقائدي للأمة.
وأولى السيد القائد أهمية كبرى لاستهداف المسجد الأقصى ومدينة القدس، موضحًا أن ما يحدث من اقتحامات يومية وتدنيس متعمد هو جزء من مخطط صهيوني مبرمج لتهويد المدينة وتغيير طابعها الإسلامي.
وأشار إلى مشاركة شخصيات أمريكية وصهيونية رفيعة مثل نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي روبيو في أداء طقوس تلمودية مشتركة في ساحة البراق وافتتاح أنفاق تحت الأقصى، ما يؤكد،أن التحالف الأمريكي مع العدو الإسرائيلي تحالف عقدي ومشروع مشترك لا يستهدف فلسطين وحدها، بل كل مقدسات الأمة.
استحضر السيد القائد مجزرة صبرا وشاتيلا (1982)، مذكرًا بأن تلك المجازر وقعت بعد نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، ليؤكد أن غياب القوة الدفاعية يعرض الشعوب للإبادة والاستباحة.
وأوضح أن من يسعى لنزع سلاح المقاومة اليوم في لبنان أو غيرها، إنما يسير في ذات المسار الذي أدى إلى المجازر في السابق، كما انتقد الضغوط الأمريكية على لبنان لنزع سلاح حزب الله، محذرًا من تكرار سيناريو صبرا وشاتيلا إن تمت الاستجابة لهذه الإملاءات.
ومن أهم الرسائل التي وجهها السيد القائد للأمة الإسلامية، ’’عليكم أن تدركوا أنكم جزء من الهدف، ولستم بمنأى عن المخطط الصهيوني’’ وكذلك للعلماء والمثقفين وحثهم على اتخاذ موقف محذراً من السكوت الذي يعد خيانة صريح، ووجه حفظه الله للقماومة تحذيراً بضرورة التمسك بالسلاح، فهو صمام الأمان الوحيد أمام الإبادة والاستعمار.
بدء السيد القائد بجرعة تحذير ووعي إلى عالم يلتزم الصمت بينما تُباد أمة بأكملها، ودعوة لمراجعة المواقف، وتحمل المسؤولية الدينية والإنسانية قبل فوات الأوان، وتأكيد على أن التحرر من الاحتلال لا يكون إلا بإرادة حرة وسلاح مقاوم.