القبائل اليمنية ركيزة ثورة21 سبتمبر
يمانيون| بقلم الشيخ: عبدالله بن عبدالله العامري*
على كافة مراحل الصراع في التاريخ تشكل القبيلة اليمنية الركيزة الأساسية في صون المنظومة الأخلاقية ومعالجة النزاعات الداخلية أمام كافة الأخطار والمؤامرات التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا, ونالت شرف التحرك والجهاد والتحرر على مختلف الأزمنة في مواجهة المشاريع الاستعمارية وسحقها حتى أطلق عليها “مقبرة الغزاة” بين شعوب العالم.
وفي زمننا هذا ترجمت القبائل هذه المقولة في خضم الأحداث التي تعصف بالمنطقة والجزيرة العربية بالذات, وكانت في طلائع الثورة الشعبية المباركة 21 سبتمبر أيلول, الذي نحتفل فيه هذه الأيام بحلول العيد الـ11 عشر, وبما حققته من إنجازات في مختلف الميادين والأصعدة, وصولا للمواجهة المباشرة مع رأس الشيطان الأكبر أمريكا والغدة السرطانية إسرائيل, رغم المعاناة التي نعيشها جراء العدوان والحصار المتواصل.
وقد لعبت القبائل اليمنية في دعم ثورة 21 سبتمبر 2014 دور محوري ورئيسي في تعزيز مسار الثورة وتحقيق أهدافها في انهاء الفساد والتحرر من الوصاية والارتهان لقوى خارجية كانت تدير أمور البلاد وفقا لأجندتها ومصالحها الخاصة ضاربة بمعاناة الشعب اليمني عرض الحائط.
ومع انطلاق ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر أثبتت القبائل حضورها الفاعل والراسخ في مواجهة التحديات، خاصة مجابتها للـعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني, حيث كانت القبيلة اليمنية عمود الصمود وبوصلة التلاحم في مواجهة التحديات، وساهمت في تعزيز تماسك الجبهة الداخلية والتصدي لمحاولات تمزيق النسيج المجتمعي التي سعت أمريكا والسعودية لضربه بعدة وسائل وأساليب.
هذا من جانب وهناك عدة جوانب أخرى تمثلت في دورها الكبير والمشرف في رفد الساحات والجبهات بقوافل الدعم بالمال والرجال والذي لا زال مستمر حتى اليوم بسخاء وعطاء لا مثيل له.
فالقبائل عندما ادركت حجم التآمر علي بلدنا تحركت بكل قوه لنصرة هذه الثورة المباركة الملبية لآمالها وتطلعاتها والالتفاف حول قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله الذي حمل هم وحلم الامة في التحرر من الوصاية ومقارعة المستكبرين والفاسدين وإنقاذ اليمن في أخطر المراحل التي كانت تعصف بها نحو المجهول ,متجها لإقامة دولة العدل والحرية والاستقلال والعزة والكرامة في زمن الانبطاح والتولي لأعداء الله واعداء الدين والإنسانية.
ومن خلال ذلك برز أهمية دور القبيلة كدور مركزي في حماية الهوية وتأمين الجبهة الداخلية وتوحيد الصف والصمود في مواجهة التدخلات الخارجية صفا واحدا كالبنيان المرصوص, متجاوزة المشاكل والنزاعات بكافة أنواعها وتفاصيلها, ومسارعة مبادرة لحلها وإنهائها, لتقدم النموذج الأسمى لبقية شعوب العالم التواقة للخروج من حالة الذل والانبطاح والعبودية لغير الله تبارك وتعالى.
- شيخ ضمان بمديرية جبل الشرق ذمار.