في صنعاء والمحافظات.. فعاليات علمائية وشعبية واسعة رفضًا للإساءة الأمريكية للقرآن الكريم

يمانيون | تقرير
في مشهد وطني وديني متكامل، شهدت العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، اليوم السبت، حراكًا واسعًا ومتعدد المستويات تنديدًا بالإساءة الأمريكية للقرآن الكريم، في تأكيد جديد على أن اليمن يتعامل مع هذه الجريمة باعتبارها عدوانًا مباشرًا على هوية الأمة ومقدساتها، ومعركة لا تنفصل عن مسار المواجهة الشاملة مع قوى الاستكبار العالمي.

هذا الحراك، الذي جمع العلماء والقبائل والمؤسسات الرسمية والقطاع التعليمي والهيئات النسائية، عكس وحدة الموقف اليمني قيادةً وشعبًا، ورسّخ صورة اليمن كجبهة متقدمة في الدفاع عن المقدسات، في وقت يخيّم فيه الصمت والتواطؤ على معظم الأنظمة العربية والإسلامية.

العلماء في الصدارة: الموقف اليمني حجة بالغة على الأمة

رابطة علماء اليمن دشّنت هذا المشهد بلقاء علمائي موسع في صنعاء، تحت شعار مسؤولية العلماء في الانتصار لكتاب الله والمقدسات، حيث أكّد القائم بأعمال رئيس حكومة التغيير والبناء العلامة محمد مفتاح أن استهداف القرآن الكريم يأتي ضمن مخططات صهيونية منظمة تهدف إلى تفريغ المقدسات من قدسيتها في وعي الأمة، مشددًا على أن الموقف اليمني اليوم، بفضل قيادته الربانية، بات موقفًا متقدمًا وملهمًا، وحجة بالغة على شعوب الأمة كافة.

مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين حمّل بدوره الإساءة أبعادها العقدية والسياسية، معتبرًا أن ما أقدم عليه المرشح الأمريكي يعكس حالة الغفلة التي تعيشها الشعوب الإسلامية، وأن اليمن كان في طليعة المنتصرين للمقدسات، وهو مقام يستوجب الحمد لله تعالى.

ومن خارج اليمن، أطلق أحد مشايخ الأزهر الشريف، العلامة سعيد سلامة، شهادة لافتة، عبّر فيها عن أسفه لغياب أي موقف مشرف من المؤسسات الدينية التقليدية، مؤكدًا أن الموقف الوحيد المشرف في هذه المرحلة هو موقف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في مواجهة مشاريع الاستكبار.

أما نائب رئيس رابطة علماء اليمن العلامة عبدالمجيد الحوثي، فقد وضع المعركة في سياقها الوجودي، معتبرًا أن القرآن الكريم هو القضية المركزية التي يجب أن تُخاض من أجلها المعركة، وأن العيب ليس في أعداء الإسلام، بل في أبناء الأمة الذين انفصلوا عن القرآن حتى صاروا جسدًا بلا روح، مؤكدًا أن اليمن لا يزال الصوت المعبر عن الإسلام المحمدي الأصيل.

وقفة احتجاجية لوزارة الصحة والبيئة في العاصمة صنعاء

وفي السياق ذاته، نظّمت وزارة الصحة والبيئة وقفة احتجاجية غاضبة في صنعاء، أكدت فيها أن الإساءة للقرآن ليست حادثة فردية، بل جزء من حرب شاملة تستهدف هوية الأمة وفصلها عن مصدر عزتها.

بيان الوقفة، الذي تلاه الناطق الرسمي للوزارة الدكتور أنيس الأصبحي، شدد على أن أي اعتداء على القرآن هو اعتداء على الأمة جمعاء، محملًا أمريكا وبريطانيا وكيان الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة، ومؤكدًا استمرار الموقف الإيماني المساند لفلسطين، ومواصلة المقاطعة الاقتصادية والتعبئة الشاملة.

مشاركة مؤسسات تعليمية في فعاليات التنديد بالإساءة
مدرسة تعليم وتحفيظ القرآن الكريم بأمانة العاصمة بدورها قدّمت مشهدًا رمزيًا بالغ الدلالة، حيث خرج المعلمون والطلاب حاملين المصاحف، معلنين أن استهداف القرآن هو استهداف مباشر لهوية الأجيال.

كلمات الطلاب والبيان الصادر عن الوقفة أكدت أن هذه الجريمة تمثل استخفافًا متعمدًا بمقدسات الأمة، وأن الرد الحقيقي يبدأ بالتمسك العملي بالقرآن، والاستعداد لجولة المواجهة القادمة مع الأعداء.

قبائل بني مطر بصنعاء : الجهوزية القتالية بوصفها موقفًا دينيًا وسياديًا

وفي رسالة بالغة الدلالة، جسّدت قبائل بني مطر بمحافظة صنعاء الموقف القبلي اليمني الأصيل، عبر لقاء مسلح واسع لعزلتي الحدب وبني قيس، أكدت خلاله أن الإساءة للقرآن الكريم ليست حدثًا إعلاميًا عابرًا، بل إعلان حرب على عقيدة الأمة وهويتها الجامعة.

القبائل شددت على أن خروجها المسلح يأتي انطلاقًا من المسؤولية الدينية والإيمانية، وتجسيدًا للعهد التاريخي الذي حملته القبائل اليمنية في نصرة الدين والدفاع عن المقدسات، معتبرة أن الاستهداف المتكرر للقرآن الكريم يندرج ضمن حرب شاملة وممنهجة تقودها أمريكا وكيان الاحتلال الصهيوني لفصل الأمة عن مصدر قوتها وعزتها.

البيان الصادر عن اللقاء القبلي حمّل أمريكا وبريطانيا وكيان الاحتلال الصهيوني كامل المسؤولية عن هذه الجرائم، مؤكدًا أن الشعب اليمني لن يتراجع عن نصرة غزة ولا عن مواجهة العدو الصهيوني وأدواته، وأن القبائل ستبقى في مقدمة الصفوف، حاملة راية الجهاد والدفاع عن المقدسات حتى تحقيق النصر.

وقفات احتجاجية في قطاعات خدمية بمحافظة الحديدة

وفي محافظة الحديدة، عبّر موظفو المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي عن موقف وطني متقدم، من خلال وقفة احتجاجية واسعة، أكدت أن استهداف القرآن الكريم يعكس انحطاطًا أخلاقيًا وفكريًا لدى المشروع الأمريكي الصهيوني، وأن هذه الإساءات تمثل تصعيدًا خطيرًا في خطاب الكراهية والتحريض ضد الإسلام.

المشاركون اعتبروا أن ما يجري هو جزء من حرب ناعمة تستهدف وعي الأمة وثوابتها، وتسعى لتطبيع الإساءة للمقدسات تحت عناوين زائفة، مشددين على أن القدسية الراسخة للقرآن الكريم في وجدان المسلمين تجعل كل محاولات التشويه ساقطة وفاشلة.

البيان الصادر عن الوقفة شدد على أن تكرار هذه الإساءات يكشف حجم الاستهداف المنظم للهوية الدينية، ما يستدعي يقظة مجتمعية شاملة، وتصعيدًا مدروسًا للفعاليات الاحتجاجية، وتحمل العلماء والمثقفين والمؤسسات مسؤولياتهم التاريخية في الدفاع عن المقدسات.

مشاركة نسائية في وقفات تنديد بمحافظة المحويت

وفي مديرية شبام كوكبان بمحافظة المحويت سجلت الهيئة النسائية حضورًا فاعلًا في مشهد الانتصار للقرآن الكريم، من خلال وقفة احتجاجية أكدت أن المرأة اليمنية شريك أصيل في معركة الدفاع عن المقدسات.

المشاركات عبّرن عن استنكارهن الشديد للإساءة للقرآن الكريم، واعتبرنها اعتداءً صارخًا على القيم الدينية والإنسانية، وانتهاكًا فاضحًا لمبدأ احترام الأديان، مؤكدات أن هذه الممارسات تأتي ضمن حرب ثقافية وإعلامية تقودها قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وكيان الاحتلال الصهيوني.

وأكدت كلمات الوقفة أن الرد الحقيقي لا يقتصر على الإدانة، بل يتمثل في التمسك العملي بتعاليم القرآن، وترسيخ الهوية الإيمانية في السلوك والمواقف، وتوحيد الصف الإسلامي في مواجهة هذه الحملات العدائية، مع الدعوة إلى مقاطعة الدول التي تسمح أو تبرر مثل هذه الجرائم.

كما استنكرت المشاركات حالة الصمت العربي والإسلامي، معتبرات إياه تقصيرًا خطيرًا وتفريطًا غير مبرر في نصرة أقدس مقدسات الأمة.

اليمن في قلب المواجهة الحضارية

المشهد العام الذي رسمته هذه الفعاليات المتزامنة، من العلماء إلى القبائل، ومن المؤسسات الرسمية إلى القطاعات الخدمية والنسائية، يؤكد أن اليمن لا يتعامل مع الإساءة للقرآن الكريم كحادثة معزولة، بل كجزء من معركة حضارية شاملة، تستهدف الدين والهوية والسيادة.

وفي مقابل الصمت الدولي والتخاذل العربي، يبرز اليمن اليوم كنموذج متقدم في تحويل الغضب الإيماني إلى موقف عملي، يجمع بين الوعي والتعبئة والجهوزية، ويؤكد أن الدفاع عن القرآن الكريم هو في جوهره دفاع عن كرامة الأمة ومستقبلها، وأن هذه المعركة ستبقى مفتوحة حتى كسر مشاريع الاستكبار، وصون المقدسات، وتحقيق النصر الكامل.

You might also like