Herelllllan
herelllllan2

دلالة العدوان.. انغلاق السعودية دينياً

 

 

بقلم / عدنان السكسكي

 

 

سيتحدث التاريخ في صفحاته عن أنه ما من شعب كافح وناضل في سبيل الحفاظ على حقه التاريخي في الأرض مثل اليمنيين، إذ شاركت البلاد العربية كل بما لديه من وسائل متاحة في القصف والدمار لهذا الشعب وتأييد ودعم العدوان على أرض اليمن.

عدوان مارس أو عدوان رجب وشعبان هو إحدى حلقات هذا الكفاح الدامي الذي لا يزال مستمراً في قلب الأرض اليمنية من قبل آل سعود فلماذا يجري ما يجري؟

وما نوع العدوان الذي يشن على أرض الحكمة والإيمان؟

والحروب أنواع منها الحروب النووية والحروب الشاملة وحروب العصابات والحروب المحدودة وكلها حروب سياسية، والذي يصدر الأمر ببدايتها القيادة السياسية والذي يشرف عليها ويوجهها القيادة السياسية والذي يعلن نهايتها ويتابع خطواتها بعد ذلك هي القيادة السياسية، لأن أي قتال لا يمكن أن يستمر، إذ لا بد أن ينتهي إلى طاولة المفاوضات حيث تصاغ المواقف العسكرية والقدرات الحربية في اتفاقيات تعبر عن موازين قوى الموقعين عليها لا عن توازن مصالحهم.

فاليمن تقصف ويشن عليها دمار وحرب سعودية ودول العالم جميعاً صامتون عن هذا العدوان، واعتقد أنهم متحيرون في تسمية هذه الحرب على اليمن لانعدام أسبابها وعدم وجود مبررات لها.

لكنه كما يقال “القرش يلعب بحمران العيون” وهذا الذي أصمت العالم!!

ومن الطبيعي وترتيباً على ذلك أن مثل هذه الحرب لا تحل أو تحسم شيئاً للوصول لتحقيق أهدافهم ولا تحل كل المشاكل القائمة داخل الأراضي اليمنية كما يدعون، لذلك يجب النظر من خلال أزيز الطائرات ودوي المدافع والصواريخ ودخان العدوان على شكل السلام الذي العدوان.

إن هذا العدوان جاء شكلياً بحجة إعادة الشرعية الوهمية إلى اليمن وإلا فهو في الواقع كما هو مشاع ومعلن في الساحة السعودية بأنه حرب دينية ضد الشيعة الزيدية في اليمن، وعلى هذا ألزموا علماءهم بتكثيف التوعية والتثقيف بين أوساط المجتمع السعودي بأن ما يحدث بعدوانهم على اليمن إلا لحرب بين السنة ضد الشيعة الزيدية في اليمن وهذا ما يبثه بعض وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي.

فإذا كان كذلك فأقول: لم يحدث في التاريخ منذ الرعيل الأول وحتى واقعنا المعاصر ما يسمى بحرب دينية وطائفية من أجل الإذعان والرضى بمعتقداتهم ومذهبهم، فلو تصفحنا على الأقل شيئاً من التاريخ الإسلامي واقتطفنا شيئاً يسيراً من مراجعة الشيخ محمد عبده لأمر ما يسمى بالحروب الدينية في الإسلام ومن يريد التدقيق أو الاستزادة فليرجع إلى الأعمال الكاملة لهذا المفكر والداعية الإسلامي المستنير، وعن حقيقة الحروب الدينية يقول “عن بعض الملل حمل الناس على الدخول في دينهم بالإكراه، وهذه المسألة ألصق بالسياسة منها بالدين، لأن الإيمان هو أصل الدين وجوهره عبارة عن إذعان النفس، ويستحيل أن يكون الإذعان بالإلزام والإكراه، وإنما يكون بالبيان والبرهان ومن هنا كانت آية “لا إكراه في الدين” قاعدة كبرى من قواعد دين الإسلام وركنا عظيماً من أركان سياسته، فهو لا يجيز إكراه أحد على الدخول فيه ولا يسمح لأحد أن يكره أحداً من أهله على الخروج منه… ناهيك عن الإجبار على المعتقدات الإسلامية، ويقول: ما كان بعد ذلك من الفتوحات الإسلامية اقتضته طبيعة الملك ولم يكن كله موافقاً لأحكام الدين، فإن من طبيعة الكون أن يبسط القوي نفوذه على جاره الضعيف، ولم تعرف أمة أرحم في فتوحاتها بالضعفاء من الأمة العربية، شهد لها علماء الإفرنج بذلك ولم يسمع في تاريخ المسلمين بقتال وقع بين السلفيين والأشاعرة مع الاختلاف العظيم بينهم ولا بين هذين الفريقين من أهل السنة والمعتزلة مع شدة التباين بين عقائد أهل الاعتزال وعقائد أهل السنة سلفيين وأشاعرة وبين غيرهم.

نعم سمح بحروب تعرف بحروب الخوارج كما وقع من القرامطة وغيرهم، وهذه الحروب لم يكن مثيرها الخلاف في العقائد وإنما أشعلتها الآراء السياسية في طريقة حكم الأمة، ولم يقتتل هؤلاء مع الخلفاء لأجل أن ينصروا عقيدة، ولكن لأجل أن يغيروا شكل حكومة، وأما ما كان من حروب الأمويين والهاشميين فهي حرب على الخلافة وهي بالسياسة أشبه بل هي أصل السياسة والكل يعلم بعد هذا بأن السعودية اعتدت ولازالت تعتدي على اليمن على أساس طائفي وعقائدي لأن اتجاهها الديني يقوم ويتركز على التكفير والتعصب، وهما أول الطريق الذي يقود إلى هذه الحالة الكارثية من فوضى التطرف والدمار الذي يكون من عواقب هذه الفوضى، وهم بهذين المرتكزين “التكفير والتعصب” واللذين يعدان استعلاء مقيتاً وادعاء بامتلاك الحقيقة كلها فيخرجون المتهم من حصانة الملة ومن ثم استباحته والعدوان خير شاهد على هذا في اليمن.

فما على الساسة السعوديين وعلمائهم إلا أن يغيروا من مسارهم الديني المتشدد الذي من خلاله أودى بقتل الأبرياء من المسلمين وخصوصاً أطفال ونساء اليمنيين بحجة أن الحق هم وهم الحق ومن خالفهم فهو على الباطل ويجب مقاتلته.

لا، فما هذا الدين الذي تلقيناه من سماحة وهدي الإسلام وكما هو مشهود علناً بأنهم يحاربون ويضايقون كل المخالفين لهم من كل الطوائف الإسلامية في أرض مملكتهم رافضين مبدأ التعايش الإسلامي من باب أولى ناهيك عن التعايش الديني في أرضهم، وما هكذا تورد الإبل يا آل سعود؟!!

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com