Herelllllan
herelllllan2

الشهيد المؤسس ومسيرة الخلود (2- 2)

عبدالفتاح علي البنوس

قبل 17عاما أقدم النظام السابق على ارتكاب واحدة من أبشع الجرائم في العصر الحديث ، جريمة ارتكبت مع سبق الإصرار والترصد ، عندما أعطى الضوء الأخضر لمليشياته الإجرامية الحاقدة لاغتيال الشهيد المؤسس السيد حسين بدرالدين الحوثي بعد خروجه جريحا من جرف سلمان ، حفاظا على أرواح أفراد أسرته ومن كان معه من رفاقه ، خرج مضحيا بنفسه ، مجسدا ذلكم الموقف الفدائي الذي سيخلده التاريخ في أنصع صفحاته ، خرج وهو يدرك قرب معانقته للشهادة وارتقاء روحه الطاهرة إلى بارئها ، حيث صبت مليشيات الحقد والإجرام رصاصاتها الغادرة على جسده الطاهر مبتهجة بجريمة بشعة ، ظنوا أنهم حققوا بها نصرا كبيرا، ولم يدركوا أنهم بإقدامهم على هذا الفعل الشنيع أشعلوا جذوة ثورة حسينية جديدة ، ثورة حيدرية تشتث قوى الباطل والطاغوت والإجرام وتهز عروش المستكبرين والمستبدين

ارتقى الحسين بن بدرالدين شهيدا على يد أشقياء هذا العصر ، قربانا منهم لأمريكا وإسرائيل وآل سعود ، وسارعوا إلى زف البشارة للسفيرين الأمريكي والسعودي ، وليتهم ما أقدموا على فعلهم البشع وجرمهم الشنيع ، صعدت روحه الطاهرة إلى أعلى عليين وذهب النظام العميل ، النظام الذي جمع في عمالته بين الأمركة والسعودة بعد قتله إلى إخفاء جثته ودفنها في مكان مجهول ، رافضا تسليمها لأسرته من باب الحقد والكره والرغبة في محو أثره وإغفال ذكره ، وطمس فكره ، والقضاء على ثقافته المستمدة من آيات الكتاب المبين القرآن الكريم ، وفي 18 ديسمبر من العام 2012م كشف نظام المبادرة الخليجية عن مكان الجثمان وفي 28 ديسمبر 2012م تم تسليم الجثمان الطاهر

حيث خضع للفحوصات الدقيقة للتأكد من هويته بواسطة الفحص بالحمض النووي DNA في 15 يناير 2013م بالجمهورية اللبنانية ، وفي الأول من مارس 2013م أجري فحص مماثل في ألمانيا وجاءت النتيجة مطابقة لفحص لبنان ، وبعد التأكد أعلن أنصار الله رسميا عن استشهاد الشهيد المؤسس ، لتبدأ الاستعدادات لتشييع جثمانه الطاهر ، حيث أقيمت للشهيد المؤسس في الخامس من يونيو 2013م مراسيم تشييع مهيبة تليق بمقامه ومكانته ، شاركت فيها الجموع الغفيرة من مختلف المحافظات اليمنية ، على اختلاف أطيافهم السياسية وفاء وتكريما وتخليدا له.

هكذا شاءت مشيئة الله ، بأن يكون استشهاد الشهيد المؤسس السيد حسين بدرالدين الحوثي أيقونة البذل والتضحية والفداء ، معراجا للنصر والتمكين للمستضعفين ، وانطلاقة كبرى للمسيرة والثقافة القرآنية التي خط مسارها ومنهجها ورسم ملامحها وأسس دعائمها وثبت أركانها رضوان الله عليه ، ورغم مواصلة النظام لحروبه الظالمة على صعدة عقب استشهاده إلا أن إرادة الله شاءت بأن تكون العاقبة للمتقين ، وأن يكون النصر والتمكين للمستضعفين تحت قيادة السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين ، الذي تمكن بفضل الله وتأييده من قيادة السفينة والإبحار بها وسط الزوابع والأعاصير إلى أن وصلت إلى شاطئ الأمان ، مكللة بالنصر ، بعد سفر بطولي ونضالي وتضحيات كبيرة قدمت في سبيل الله ، إعلاء لرايته ، ونصرة لرسوله ، وتطبيقا لدينه ، وعملا بمقتضى كتابه الذي لا ينطق عن الهوى .

حاربوا الشعار في مران وصعدة ، وسعوا للقضاء على المسيرة في مراحلها الأولى ، ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا وشاء الله بأن يتم نوره ، ويتحول هذا الشعار إلى ثقافة تجاوز عبقها الحدود اليمنية وبلغ صداه العالم قاطبة ، وباتت المسيرة القرآنية وأنصار الله رقما صعبا في المنطقة ، وهو ما أرعب الأعداء وأدواتهم وخصوصا عقب ثورة21سبتمبر 2014م والتي قادها أنصار الله والتي نجحت في إسقاط نظام المبادرة وحكومة الوصاية والعمالة والارتهان للسعودية والأمريكان ، مما دفع بهم إلى شن العدوان على اليمن وفرض الحصار على اليمنيين تحت ذرائع وأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان ، تارة بمحاربة إيران ، وتارة بمحاربة المجوس

وعرجوا على الخطر الإيراني ، والمد الإيراني ، وحزب الله اليمني وغير ذلك من المبررات المضحكة ، والتي لا يمكن أن يصدقها من يمتلك ذرة عقل ، وبعد ست سنوات اتضحت الحقائق جلية للعالم ، وظهرت أسباب وأهداف العدوان ، التي لا علاقة لها بإيران ، والتي تهدف إلى احتلال ونهب خيرات يمن الحكمة والإيمان .

بالمختصر المفيد، في الذكرى الـ 17 لاستشهاد المؤسس السيد حسين بن بدرالدين الحوثي والتي تتزامن مع قرب انتهاء العام السادس للصمود اليمني ، يقف أحرار اليمن مواقف الرجولة ، مواقف العزة والإباء والشموخ على درب الشهيد الحسين بن بدرالدين ، ينهلون من فيض علمه ومعين ثقافته القرآنية

يسلكون مسلكه ، وينهجون منهجه ، على طريق الخلاص والتحرر من براثن الغزاة والمرتزقة ، وثقافتهم المغلوطة التي دجنوا بها عقول الأمة خدمة للملوك والأمراء ، وتحصينا لعروشهم وممالكهم وإماراتهم ، ليعانق الشعب اليمني حياة الحرية والاستقلال والكرامة والعزة ، وينهلون من ثقافة القرآن الكريم ، الثقافة السليمة الخالية من الأساطير والأكاذيب والتدليس والكذب والتضليل ، فسلام الله عليك أيها الشهيد المؤسس ، سلام على روحك الطاهرة ، ها هو غرسك قد أثمر بفضل الله وتأييده ، سلام الله عليك وعلى كل الشهداء الأبرار ، ما تعاقب الليل والنهار .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وجمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com