Herelllllan
herelllllan2

ترحيل اليمنيين من السعودية خروج واضح عن إتفاقية الطائف

د. فضل الصباحي

اليمن سوف يعود سعيدًا مزدهراً ينعم أهله بالرخاء والتقدم والأمن والسلام!

جميع الإمبراطوريات، والممالك عبر التاريخ مهما كانت قوتها وسطوتها وجبروتها إلا أنها بعد فترة من الزمن تبداء في السقوط وغياب تأثيرها، هذا قانون في فلسفة التاريخ، ينطبق على جميع الإمبراطوريات، والدول المتسلطة السابقة والحالية!

السعودية: تسير بخطوات متسارعة نحو التصالح مع محيطها العربي والإسلامي، خاصة الدول التي كانت مصدر قلق وتخوف، وذلك استعدادًا لرؤية 2030 وضمان نجاح المشروع الإستراتيجي الكبير والمهم في تاريخ المملكة مشروع “نيوم”حيث تسعى لسد كافة الثغرات، والهواجس خاصةً الأمنية، وقرار ترحيل اليمنيين بصورة مفاجئة، قد يكون مطلبًا غربيًا يخص الدول المشاركة في المشروع، وتمهيدًا لنهاية الحرب في اليمن.

السر في المشاريع الكبيرة

المثير للجدل التشابه الكبير بين مشروع “نيوم” في السعودية، ومشروع “مدينة النور” في اليمن… المشروع السعودي العملاق “نيوم” تبلغ تكلفته 500 مليار دولار يمتد المشروع من شمال غربي المملكة، على البحر الأحمر وخليج العقبة بمساحة إجمالية تصل إلى 26500 كيلومتر مربع، ويمر داخل الأراضي المصرية والأردنية.

التكلفة التي كانت مطروحة لمشروع “مدينة النور العالمية” في اليمن بالقرب من باب المندب، هي 500 مليون دولار يصاحب المشروع بناء جسر بحري يمتد من اليمن إلى جيبوتي، يربط القارة الآسيوية بالقارة الأفريقية، هذا المشروع العملاق سوف يحدث طفرة إقتصادية كبيرة ويوفر ملايين الوظائف في حال تم تنفيذه.

قرار ترحيل اليمنيين وقانونية المعاهدات

كثر الحديث عن ترحيل المغتربين اليمنيين من السعودية وتداولته وكالات الانباء العالمية، السعودية بهذا الإجراء المفاجئ فيه الكثير من الغموض والجرأة والتعسف، ويتطلب تدخلًا دوليًا يضمن حقوق اليمنيين في العمل والتجارة وحفظ الأموال، الموضوع ليس بسيطًا إنها كارثة كبيرة سيكون لها تبعاتها وأضرارها على اليمن والسعودية.

المغترب اليمني ليس مغتربًا عاديًا حتى يتم الاستغناء عنه واستبداله بجنسيات أخرى، الانسان اليمني صاحب حق في الأرض والتاريخ، والجغرافيا وبين اليمن والسعودية إتفاقيات ومعاهدات تاريخية تلزم جميع الأطراف بالوفاء بتعهداتها بعدل وإنصاف، ومن أهم نقاطها معاملة اليمني في السعودية مثل المواطن السعودي، ودعم الإقتصاد اليمني.

مع الأسف سبق هذه القرارت المجحفة بحق اليمنيين، ظهور بعض الكتاب السعوديين الذين يحاولون طمس التاريخ وتغيير الحقائق حيث كتب بعضهم بأن (جيزان ونجران وعسير) لم تكن يومًا ملك لليمن، هذا تصرف فيه جراءة واستخفافًا واضحًا بالحقوق التاريخية إنهم يسعون بكل الطرق إلى اغتيال الروح الحضارية في قلوب ووجدان اليمنيين، الهيمنة على اليمن، ومحاولة ابتلاعها، وإستغلال ثرواتها، وتغيير خارطتها، والتعدي على أرضيها، ومحاولة طمس هويتها، وتشويه تاريخها، كل ذلك يعتبر جريمة بحق الجوار ، وتشويه للقيم الإنسانية، وتعالي، وكبرياء في التعامل مع الشعب اليمني.

الحقائق التاريخية في المعاهدات

الخروج عن بنود المعاهدة من أي طرف قد يعرضها للمراجعة الشعبية والقانونية والدولية.

“إتفاقية الطائف” التي وقعت سنة 1934 بين المملكة المتوكلية اليمنية والمملكة العربية السعودية، وتنص المعاهدة: على تجديدها كل 20 سنة، أو إعادة النظر فيها برغبة الطرفين.. كذلك “إتفاقية جدة” سنة 2000 التي وقعت بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية الاتفاقيتان تشيران إلى ضرورة حسن الجوار وعدم التدخل في شؤن الغير وتسهيل حركة التنقل والإستثمار والتجارة والإقامة بين الشعبين الشقيقين الجارين.

المغترب اليمني في السعودية سواءً كان مقيمًا أو حاصلًا على الجنسية السعودية جميعهم ساهموا في التطور والبناء، والتنمية والنهضة العمرانية والتجارية والإقتصادية التي شهدتها المملكة التي تربطها باليمن العادات والتقاليد، والتداخلات الأسرية والقبلية، والجغرافيا والتاريخ المشترك، ولا شك بأن ترحيل العمالة اليمنية، سوف يتسبب بمشاكل، اقتصادية على اليمن واجتماعية على السعودية.

لجنة عالية المستوى لاستقبال المرحلين

العودة المنظمة للمغتربين: إلى اليمن تحتاج إلى اهتمام ورعاية واستثمار للطاقات والجهود والاستفادة من الكوادر القادمة، أتمنى تشكيل لجنة وطنية عالية المستوى تستقبل المغتربين اليمنيين (المرحلين قصرًا من السعودية) ولجنة أخرى من المغتربين تتكون من رجال الأعمال، والخبراء والأكاديميين والأطباء والمهندسين ورجال الفكر والأدب، والحرفيين والفنيين، والمجالات الأخرى.

يتضمن برنامج عمل هذه اللجان وضع إستراتيجية وطنية لتأسيس مشروعًا نهضويًا، ورؤية اقتصادية، وسياحية وتنموية تهدف إلى تطوير ونهضة اليمن معتمدين على الله ومستعينين بالتجارب والخبرات، والمعارف التي يمتلكونها لأن الوطن هو المكان الصحيح لتحقيق الأحلام، والطموحات مهما كانت الصعاب سوف ينتصر العقل اليمني ويغير واقعه إلى الأفضل.

الإنسان هو محور التغيير

يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي: “نحن لا تنقصنا المادة ولكن تنقصنا الأفكار والسواعد والعقول” اليمن غنية بثرواتها، ورجالها لا ينقصها غير الإدارة الناجحة، وتطبيق القانون وإعطاء الفرصة للكوادر المؤهلة المحملة بخبرات التاريخ ومرارة التجارب، القادرة على تحمل أعباء المرحلة، من أجل نهضة اليمن وتقدمه، وتحقيق الرخاء لشعبه.

قال تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون، كتب الله الرزق في السماء كي لا تعبث به البشر على الأرض، وكل بلاء بعده رحمة وخير لا يعلمه إلا الله، الذي قدر الأرزاق وضمنها لخلقه وذكرها في تسعين موضعًا في القرآن حتى تطمئن قلوب عباده، وغدًا يفرح أهل اليمن بعطاء الله وفيض كرمه وتعود الفرحة إلى اليمن السعيد، بُمعجزة إلهية تغير الأقدار وتُفرح القلوب التي عانت من ظلم البشر .

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com