Herelllllan
herelllllan2

الحديدة تتوشح الأخضر احتفاءً بذكرى مولد الرسول الأعظم

يمانيون../
تتوشح مدينة الحديدة بمبانيها ومساجدها وشوارعها اللون الأخضر ابتهاجاً بذكرى المولد النبوي الشريف.

وتكتسي المدينة حلة بهية من الزينة الضوئية والأقمشة البيضاء والخضراء وتزدان أعمدة الكهرباء والجزر الوسطية باللافتات المعبرة عن حب خير البرية، في صورة تعكس الحفاوة لاستقبال ذكرى مولد سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وتصاحب الصور الفرائحية فعاليات جماهيرية تتجلى فيها روحانية وعظمة المناسبة، إذ تشهد أحياء وحارات الحديدة وخصوصا القديمة منها فعاليات ومهرجانات متواصلة احتفالاً بذكرى مولد نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم .

وتميز تلك المهرجانات الشعبية تلقائيتها وروحانيتها وبساطتها، والجهود الذاتية والتنافس بين شباب وسكان الأحياء والحارات في إحياء ليالي المناسبة التي تستمر أياماً قبل الاحتفال الكبير بيوم المولد الشريف، الذي يتميز أيضا عن أي احتفالات سابقة بسعة المكان وحجم الحضور من كل الفئات.

المجتمع التهامي وعلماؤه منذ القدم يرى أن المولد النبوي مناسبة دينية يجب الاحتفاء بها وإحيائها وإظهار السرور والفرح إمتثالا لقول الله تعالى : “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا”.

ولذلك تجد أبناء تهامة يتخذون من مناسبة المولد فرصة لتصفية النفوس وتنقية القلوب من كل ما علق بها من أدران وذلك من خلال قراءة سيرة الرسول الأعظم والوقوف على أهم المحطات الرئيسية في حياته صلى الله عليه وآله وسلم واستلهام الدروس والعبر منها .

كما أنهم يعتبرونها فرصة عظيمة لتعريف الأجيال بنبيهم المرسل رحمة للعالمين ، حيث يتم إشراك الأطفال والفتيان في الفعاليات من خلال تكليفهم بقراءة أجزاء من سيرة الرسول الكريم وحفظ قصة مولده الذي أضاء الكون وفرق بين الحق والباطل.

ويستقبل أبناء الحديدة ذكرى المولد بالتحضير والاستعداد بكل مظاهر الفرح ابتداءً من منتصف شهر صفر وانتهاءً بانتهاء شهر ربيع الأول، بتشكيل جماعات وفرق في الأحياء والحارات لتنظيف المساجد ومرافقها وتزيين الساحات وأعالي المنازل والشوارع وإضائتها لتظهر المدينة بصورة رائعة تعكس عظمة المناسبة ومدى ارتباطهم بالرسول الأكرم، وتمسكهم بنهجه.

وتشهد المحافظة هذه الأيام إقامة الفعاليات والأمسيات والأنشطة الرياضية والندوات والمسابقات الثقافية في مختلف المناطق والمديريات، كما تقام الإذاعات والأنشطة المدرسية في كافة مدارس المحافظة للتعريف بالسيرة النبوية للرسول الأعظم بهدف غرس أخلاقه وقيمه في نفوس الأجيال.

وعلى المستوى الرسمي، عقدت لقاءات واجتماعات لقيادة المحافظة بالتنسيق مع المجلس الإشرافي والمكاتب التنفيذية والشخصيات الاجتماعية، لمناقشة خطة الاحتفال المركزي وإقامة الفعاليات والأنشطة على مستوى مركز المحافظة والمديريات ووضع الترتيبات اللازمة بما يليق بعظمة هذه المناسبة.

كما تم تشكيل لجان ميدانية وتوزيع المهام على الجهات ذات العلاقة للقيام بدورها للإعداد والتنظيم الجيد لإقامة الفعاليات والأنشطة.

ويحمل الإحتفاء بذكرى مولد خير البشر في محافظة الحديدة دلالات ومعان عظيمة خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الأمة وفي مقدمتها استمرار خروقات العدوان، ولعل ما يميزه هذا العام ما تشهده المحافظة من تحسن ملحوظ في الجانب التنموي حيث تم تدشين وافتتاح ووضع حجر الأساس لـ 41 مشروعاً في قطاعات الطرق والاتصالات والنقل والزراعة والأسماك والصحة بتكلفة 8 مليارات و 102 مليون و 407 آلاف ريال بتمويل ودعم محلي ، منها 15 مشروعا تم إنجازه بتكلفة بلغت مليارين و 472 مليوناً و334 ألف ريال، و 26 مشروعا قيد التنفيذ بتكلفة تصل إلى 5 مليارات و630 مليوناً و 73 ألف ريال.

وأكد محافظ المحافظة محمد قحيم أن المولد النبوي فرصة لتلمس أحوال المواطنين والإطلاع على احتياجاتهم الضرورية والعمل من أجل تلبيتها والتخفيف من معاناتهم المستمرة جراء تواصل العدوان والحصار .

وأوضح قحيم لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن محافظة الحديدة تسعى لأن تكون الأولى في مستوى الاحتفالات التي ستشهدها محافظات الجمهورية بهذه المناسبة وبما يليق بعظمة ومكانة الرسول الكريم في نفوس أبناء تهامة.

ولفت إلى ما يشهده مركز المحافظة بمديرياتها الثلاث (الحوك – الميناء ـ الحالي) ومربعات المحافظة الجنوبي والشرقي والشمالي من تفاعل رسمي وشعبي لاستكمال الترتيبات والتحضيرات للاحتفال المركزي بهذه المناسبة .

وذكر أن أعمال تركيب الزينة والإضاءة تتواصل بالتزامن مع حملة نظافة واسعة دشنت الأسبوع الماضي بدعم ومساهمة من وزارة الإتصالات وتقنية المعلومات لتكون الحديدة عروساً في ذكرى ميلاد سيد البشر.

وأشاد قحيم بصبر وثبات وصمود أبناء المحافظة الذين راهن عليهم الأعداء في استقبالهم بالورود والأهازيج.

وأكد أهمية الإحتفال بذكرى مولد سيد البشر لاستلهام الدروس والعبر، وتأصيل الهوية الإيمانية في نفوس الأجيال من خلال تعريفهم بنبيهم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وسيرته العطرة.

فيما اعتبر وكيل أول المحافظة أحمد البشري مولد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أبرز حدث في التاريخ ، كونه حمل آخر الرسالات السماوية إلى البشرية كافة ، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويرشدهم إلى طريق الحق المبين بإذن ربه.

وأشار إلى أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف فرصة لاستلهام الدروس والعبر من السيرة النبوية العطرة وتجسيدها قولاً وعملاً للتغلب على التحديات التي تواجهها الأمة.

وثمن الوكيل البشري التفاعل غير المسبوق في مختلف القطاعات الرسمية والشعبية مع هذه المناسبة، التي يتميز أبناء الحديدة في إحيائها منذ القدم ولازالوا رغم محاولات طمسها من قبل المد الوهابي الذي شهدته البلاد في السنوات الأخيرة.

بدوره أوضح وكيل المحافظة المساعد رئيس اللجنة التحضيرية للفعالية علي الكباري إلى تواصل التجهيزات لإقامة الفعالية المركزية بمركز المحافظة من خلال تنظيم اللقاءات والإشراف على رفع الأعلام والزينات الضوئية على المباني والشوارع الرئيسية .

من جانبهما أوضح مديرا مكتبي الهيئة العامة للأوقاف فيصل الهطفي والإرشاد وشؤون الحج والعمرة عبد الرحمن الورفي، أنه تم وضع خطة مشتركة لإقامة الفعاليات والندوات والأمسيات الثقافية بمشاركة العلماء والخطباء والمرشدين إحتفاء بهذه المناسبة الغالية على قلوب اليمنيين.

ودعا الهطفي والورفي أئمة المساجد والخطباء والمرشدين إلى الاضطلاع بدورهم في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية هذه المناسبة الدينية والدعوة إلى إحياء قيم ومناقب الرسول الكريم في نفوس أبناء الأمة من أجل مواجهة التحديات التي فرضها العدوان وكل الدعوات الهادفة إلى فصلهم عن نبيهم.

فيما أكد رئيس جامعة دار العلوم الشرعية مفتي المحافظة العلامة محمد مرعي أهمية إحياء ذكرى المولد الشريف، امتثالاً لأوامر الله وتعظيماً لشأن رسوله الكريم الذي مثل مولده بداية لعهد جديد من العدل والمساواة ودفعا للظلم الذي طغى على الأمة.

وأكد أن نجاة الأمة من المؤامرات التي تُحاك ضدها، تكمن في العودة إلى الله وتدبر سيرة وسنة ومناقب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والاقتداء به.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com