Herelllllan
herelllllan2

صناعُ حاضر ومستقبل الأُمَّــة

بقلم/ د. مهيوب الحسام

لا حياةَ بلا حرية، ولا حرية بلا عزة وكرامة، ولا عزة ولا كرامة دون قيم وأخلاق ولا قيم ولا أخلاق دون إيمان ولا إيمان دون جهاد في سبيل الله دفاعاً عن الدين والأرض والعرض والشرف ولا حرية ولا عزة ولا كرامة دون إيمان ولا إيمان دون جهاد ولا جهاد دُون بذل وعطاء وتضحيات.. وتضحيات الشهداء في سبيل الله بالأنفس والدماء هي أغلى وأثمن وأسمى وأعظم التضحيات لذلك فَـإنَّ دماءَهم تنبت عزةً وكرامة وتزهر قيماً وأخلاقاً وتثمر قوة لإحقاق الحق وإعلاء رايته ومواجهة الباطل وإزهاقه وتقي وتحمي الأُمَّــة من الذل والاستعباد وتصنع الحرية والاستقلال.

إن الشهداءَ هم من بذلوا أنفسهم رخيصةً في سبيل الله دفاعاً عن الحرية والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية؛ ولذا فهم عنوانٌ للشرف والرجولة والبطولة والقيم والأخلاق وهم خير من جسدها واقعاً فكانوا هم أخيارنا وقادتنا وقدوتنا وهم بتضحياتهم أكرم من فينا ولهذا كرمهم الله واجتباهم إليه ورفع منزلتهم لديه وعلينا وعلى كُـلّ المؤمنين الاحتفاء والاعتزاز بهم وإنزالهم منازلهم وإيفائهم بعض حقهم علينا كواجب ديني إيماني وقيمي وأخلاقي وإنساني إرضاء لله وطاعة له.

إن شهداءنا هم عظماؤنا فهم أكرمنا وأعزنا أشرفنا وبدمائهم وتضحياتهم تجسدت معاني القيم الدينية والأخلاق الإيمانية، فهم أولُ مَن رفض الظلم والخنوع والإذلال والاستعباد ونهضوا لمواجهته، وقدموا في سبيل الله وتحقيقاً لذلك أغلى وأعز ما يملكون طاعة لله ولرسوله وإعلاء لكلمته ونيل رضاه ليرسموا لنا بدمائهم الزكية الطاهرة طريق الحرية والعزة والكرامة والاستقلال ولولا بذلهم وعطاؤهم وتضحياتهم لداسنا أعداءَ الله وأعداءَنا الطغاة الغزاة المحتلّين بأقدامهم.

إن الاحتفال بالذكرى السنوية للشهيد ليس احتفاء بمناسبة بذكرى عابرة ولا احتفالاً شكليًّا وإنما يجب أن يكون تجسيداً لقيمهم وأخلاقهم وسلوكهم وفدائهم وتضحياتهم وعزتهم وكرامتهم وبطولاتهم الأُسطورية وانتصاراتهم الإعجازية فينا وغرسها في أجيالنا القادمة ويجب أن تدرس في مناهجنا المدرسية والجامعية وفي مدارسنا وأكاديمياتنا العسكرية وأن تكون حالة يومية نعيشها لا ذكرى سنوية على أَسَاسها نمضي وبها نحيا وعليها نلقى الله بيض الوجوه لا سود الوجوه.

للشهداء علينا حقوق تجاه تضحياتهم ودمائهم وقد أوجزها قائدنا وقائد ثورتنا -سلام الله عليه- في خطابه بمناسبة الذكرى ومنها:

أن نحمل رايتهم بكل صبر وثبات وعزة وأن نواصل مشوارهم بكل جد وصدق وإخلاص وقوة وعزيمة وبمسؤولية قيمية وأخلاقية وإنسانية وإيمانية وجهاد وبروحية الوفاء والانتماء وأن نكون على استعداد عالٍ للبذل والعطاء في سبيل الله وتحقيقاً لعزتنا وكرامتنا كما أكّـد ويؤكّـد باستمرار بأننا لن نساوم على الحق القويم الذي اختطته القيادة ومعها الشعب وحمل رايتها المجاهدين وجللها الشهداء بعطائهم وتضحياتهم وعمدوها بالدماء.

سلام الله ورضوانه على شهدائنا العظماء الطاهرين وعلى جرحانا الصابرين وأسرانا الصامدين ومجاهدينا الأنقياء الأتقياء الثابتين وسلام على قيادتنا الثورية الواعية المؤمنة المجاهدة العظيمة التي بفضل الله وبها عدنا إلى ديننا وقيمنا وأخلاقنا وهُــوِيَّتنا الإيمانية والوطنية وعهداً منا أنّا على العهد والوعد ماضون، اللهم أرزقنا الشهادة في سبيلك.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com