Herelllllan
herelllllan2

النظامين السعودي والإماراتي.. محاولة بائسة لمحو صورة العجز وسوء السمعة

تقرير/ محمد ناجي:
يواصل النظامين السعودي والإماراتي محاولاتهما البائسة من خلال مواصلة القصف الجوي على اليمن تحقيق أمجاد لهما بين أشلاء نساء وأطفال وكهول اليمن، علهما يمحيان تلك الصورة النمطية لعجزهما وضعفهما عن حسم هذه الحرب التي ورطا نفسيهما فيها، وأصبحت الدولتان بسببها سيئتا السمعة.

ويؤكد العديد من المراقبين أن النظام السعودي والذي يمتلك ثالث أكبر ميزانية دفاعية على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة والصين كان أداؤه العسكري في اليمن وطيلة السنوات الـ7 الماضية مُرتبك جداً، وكثيراً ما بدت قواته المسلحة غير مستعده لخوض أي حرب، خاصة في اليمن لمعرفتهما بقساوة هذه البلاد وشعبها.

ويعتبرون أن فشل النظامين السعودي والاماراتي عسكرياً في اليمن، دفعهما للجوء إلى الورقة الاقتصادية لإغلاق ملف اليمن “دون تشويه سمعتها” أو الإضرار بمستقبل ولي العهد محمد بن سلمان الذي يتوقع أن يكون ملك البلاد المستقبلي، والتغطية على ضعفهما وفشلها العسكري.

وهنا يقول الأستاذ في جامعة أيدن أرتوكلو، نجم الدين أجر في حديث لصحيفة ستار التركية: إنه “من المعروف أن السعودية تحاول ومنذ فترة طويلة التحرر من شباك حرب اليمن التي ورطت نفسها فيها، بما أنها لم تستطع إنشاء نظام سياسي يعمل لصالحها في اليمن، وخسرت سمعتها لدى الرأي العام الدولي”.

ويؤيد هذا الرأي مايكل ستيفنز، خبير شؤون الخليج في مركز الخدمات المتحدة الملكي في لندن، والذي يرى أن الحرب كانت مُضرة للسعودية بقدر ما كانت مُضرة لليمن أيضاً.

ويضيف: إن “الحرب لم تحقق فائدة تذكر للسعودية ومن الناحية الاستراتيجية يمكنك القول إن الرياض في وضع أضعف مما كانت عليه في عام 2015م”.

وينضم الى هذا الرأي الكاتب المصري أحمد التلاوي والذي يرى أن “النظام السعودي مُني بخسائر سياسية وعسكرية بالمقاييس الموضوعية، وأدت مغامرته في اليمن إلى نتائج عكسية بدورها على المشروع السياسي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتحول الحرب من داخل اليمن إلى داخل الأراضي السعودية، في تهديد قاتل للأمن القومي السعودي بأبسط معانيه، وهو وجود تهديد عسكري على هذا النحو، داخل أراضي الدولة نفسها”.

ويضيف قائلاً: “ورغم عمليات القصف المتواصلة على اليمن وطوال هذه السنوات الا أن الأمور لا تسير على النحو الذي كانت تأمله الرياض أو يتوقعه الأمير محمد بن سلمان نفسه، عندما صرح لوكالة بلومبرغ في أبريل الماضي، بقوله إن الحرب في اليمن على أبواب نهايتها، وأنهم في اليمن يفاوضون للاستسلام.

ويتابع الكاتب: إن اليمنيين وعلى الرغم من عدم امتلاكهم لاي سلاح ثقيل، فقد أصبحوا يمثلون خطراً يومياً على الأراضي السعودية، ومصدر قلق لأروقة السلطة في المملكة والتي ما انفكت تبحث عن حل لوقف هذا “الخطر” والمتمثل خصوصاً في “الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والتي أزعجت المملكة وأرقت كيانها”.

في السياق ذاته يرى الدكتور سعد الفقيه المقيم في لندن، أن السعودي محمد بن سلمان يُعتبر المحرك الأول للحرب في اليمن، لأنه كان يأمل أن تكون عضيداً له في سعيه المحموم لخلافة أبيه؛ إلا أنه فشل في ذلك.

ويضيف الدكتور الفقيه: إن “الحرب في اليمن كانت أحد أهم أدوات هذا الشاب المراهق لأجل تعضيد مركزه السياسي في منظومة الحكم في المملكة، وظن أنه سيقفز بهذه الحرب إلى أعلى عليين في سلم السلطة وفي مركزه التاريخي، فتورط، وانقلبت عليه”.

ويذهب الى نفس المعنى الكاتب البريطاني بيل لو والذي يقول في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أن قرار الحرب لمحمد بن سلمان في اليمن “كان مغامرة” تطلع من خلالها إلى “نصر سريع حاسم لتأكيد مكانته كقائد محنك، إلا أنه غفل عن التهديد الحقيقي المتمثل بالقاعدة، وتوجه للحرب في اليمن.. وحتى الآن لم تحقق أي شيء”.

فيما يشير مراقبون آخرون الى وجود تخوف لدى الأمريكيين من أن السعودية تقف أمام مفترق طرق، وأنه لو فشل محمد بن سلمان في “خططه ومشاريعه وحروبه، سواء الآن، أو بعد أن يصبح ملكاً، فإن البديل هو الانهيار، وحدوث حالة من الاضطراب والفوضى تصب في مصلحة الجماعات المتطرفة وعلى رأسها القاعدة وداعش”.

وقولون: إن هناك تقرير أمريكي مبني على تقديرات استخبارية بالأساس، يقول إن محمد بن سلمان “بادر بعدد من التدخلات المكلفة جداً مالياً وعسكرياً في شؤون الدول الأخرى، بما في ذلك إطلاق الحرب على اليمن”.

ويوضحون أن التقرير يؤكد أن هذه الحرب تكلف السعودية اقتصادياً وسياسياً، فهي تكلف المملكة 200 مليون دولار يومياً، وتتسبب في توجيه اتهامات لها بارتكاب جرائم حرب من جانب مؤسسات حقوق الإنسان لقصفها أهداف مدنية، مثل المستشفيات والأسواق الشعبية، والذي أدى إلى سقوط الكثير من المدنيين، من بينهم أطفال.

ويختتمون الى التأكيد أن التوقف عن الجرائم والعودة إلى جادة الصواب أنفع وأجدى من الإمعان في القتل والتدمير الذي نهى عنهما الإسلام، خاصة وأن هذه البلاد بلاد الحرمين ودائماً ما يتباهى اركان نظامها بانها بلد الإسلام.

أما فيما يتعلق بالنظام الإماراتي فُتجمع الشواهد والحقائق على تعمده تكريس سياسة الخداع في إعلانه المتكرر الانسحاب من حرب اليمن المستمرة منذ 7 أعوام.. ويظهر ذلك من خلال السياسة الإماراتية الخارجية منذ إعلان فوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية، التي تشير إلى التغير في ديناميكيات التدخل في شؤون الدول الأخرى.. والواقع أن الاستراتيجية القائمة على الخداع تشير إلى أن أبوظبي باتت تعتمد بشكل أكبر على أطراف محليين لتنفيذ أهدافها.

وبالنظر إلى التغطية الإعلامية للصراع على مدى السنوات الـ7 الماضية، فقد تم وصف الإمارات على نطاق واسع بأنها شريك صغير يدعم شريكها الرئيسي السعودية في حربها ضد اليمنيين.. لكن في الواقع، كان الشريك الأصغر المزعوم قادرًا على تشتيت الانتقادات عن معسكرات التعذيب وحالات الاختفاء وجرائم الحرب في اليمن.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com