Herelllllan
herelllllan2

كيف وظفت الإمارات العمل الإنساني .. للتغطية على جرائمها وأطماعها في اليمن ؟

يمانيون – متابعات
بعد أشهر من انطلاق العدوان على اليمن بقيادة السعودية، سلكت الإمارات العربية المتحدة، العضو الثاني في التحالف، طريقها الخاص.
ولإبراز دورها الوهمي، أنشأت ودعمت أبوظبي مواقع وقنوات إخبارية عديدة.

إلى جانب الحرب على حزب التجمع اليمني للإصلاح، المتحالف مع السعودية، وضعت الإمارات الموانئ اليمنية نصب عينيها، وبدأ الإعلام المدعوم منها يعمل في اتجاه التهيئة لهكذا أطماع.
تحرَّك الإعلام الموجه في اتجاهين، أولهما إبراز أهمية الدور الإماراتي في اليمن، على الصعيدين العسكري والإنساني، وثانيهما ربط حزب الإصلاح بالتنظيمات الإرهابية؛ لتبرير الحرب عليه.
بالنسبة إلى وسائل الإعلام الجديدة، من قنوات ومواقع إخبارية، كانت التوجيهات تأتي على شكل حملات، تتضمن محاور معينة؛ لإعداد مواد صحفية حولها، والترويج لها، مع تناول يوميات الحرب في سياق يخدم التوجه العام للإمارات في اليمن، وعدم إغفال ما يتعلق بتفاصيل الحرب على أنصار الله، للحفاظ على هوية العملية العسكرية “عاصفة الحزم”.
عمل الإعلام المحسوب على الإمارات، ولازال، على تكثيف المواد الخاصة بحزب الإصلاح، والتي لم تخرج، في الغالب، عن دائرة تأكيد علاقة الحزب بالتنظيمات الإرهابية؛ لتبرير الحرب عليه لاحقا، ووضعها في سياق حرب الإرهاب، التي يجوز فيها كل شيء، مع اطمئنان تام لعدم المساءلة أو الملاحقة القانونية والدولية.
بعد أشهر من التهيئة الإعلامية، بدأت تصفيات ممنهجة لأئمة وخطباء مساجد في عدن (جلهم محسوبون على الإصلاح)، إضافة إلى التصفية لقيادات عسكرية في محافظات أخرى.
من المهم الإشارة هنا، إلى أن محاولة ربط الإصلاح بتنظيمات إرهابية، كالقاعدة وداعش، كان الغرض منه أيضا التغطية على علاقة الإمارات بتلك التنظيمات، وهي علاقة أكدتها تقارير صحفية غربية، من بينها تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية قبل أكثر من عام.
وعلى الأرجح، فقد استعانت الإمارات بمحسوبين على تلك التنظيمات لتنفيذ اغتيالات في عدن، مثلما استعانت بمرتزقة أجانب للغرض ذاته.

ـ العمل الإنساني:
قدَّمت الإمارات، عبر هيئة الهلال الأحمر، بعض المساعدات الغذائية والإيوائية والطبية للسكان في عدد من المحافظات اليمنية، منذ بداية الحرب، كغيرها من دول العالم ومنظماته.
غير أن مساعدات الإمارات قُدِّمت لأغراض غير إنسانية، حيث حرصت أبوظبي على إبراز جانب إنساني ليكون بمثابة الرد العملي على كل ما يثار حول طبيعة وجودها في اليمن، ودورها ضمن قوات تحالف العدوان.
لقد استخدمت الإمارات الهلال الأحمر، ومنظومتها الإعلامية كقوة ناعمة تظهر للعالم، وتحاول أن تسوِّق جانبها الناعم والإنساني للشعب اليمني، بينما الهدف الاستراتيجي والواقعي أن هذه المبالغ صرفت بهدف تأسيس مليشيات في المحافظات المحتلة.
يمكن القول إن حاجة الإمارات لتوظيف المساعدات الإنسانية كانت أكبر من حاجة السكان في مناطق الحرب لتلك المساعدات، فمع كل إثارة لأطماع الإمارات في اليمن، تنبري وسائل الإعلام المحسوبة عليها للدفاع عنها، من خلال الحديث عما قدمته من مساعدات.
ووفق مصادر وثيقة الاطلاع، وجهت الإمارات تلك الوسائل المدعومة منها، في أكثر من مناسبة، بالتركيز على موضوع المساعدات، من خلال نشر مواد صحفية على هيئة تقارير، وتحقيقات، ومواد مصورة، وانفوجرافك، واستطلاعات، وغير ذلك.
وبتفحص نماذج من مشاريع الإمارات في اليمن، سنجدها مشاريع شبه وهمية، لكنها حظيت بتسويق إعلامي كبير.
على سبيل المثال، مستشفى خليفة بن زايد في سقطرى كان مستشفى سابق وموجود، وتم ترميمه، واليوم لا يزال أبناء سقطرى يسافرون إلى حضرموت، وإلى خارج سقطرى من أجل العلاج.

ـ اختراق للسعودية:
في تلك الفترة، تمكنت الإمارات من شراء ولاء كثير من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، وكان لافتا أن أكثر هؤلاء من الجنسية السعودية، وهو اختراق سمحت به، حينها، طبيعة العلاقة الجديدة بين الإمارات وسعودية بن سلمان.
كان هؤلاء المغردون ينشرون على صفحاتهم تدوينات وفق توجيهات على هيئة حملات إعلامية، مصدرها أبو ظبي، تحدد ما عليهم الكتابة حوله، ومناقشته، وبأية طريقة يتم ذلك، وفق مصادر مطلعة. انصب تركيز هؤلاء على العمل الإنساني الإماراتي المزعوم، وعلى جهود مكافحة الإرهاب.
حينها، كان المغردون السعوديون، من كتاب وإعلاميين ونشطاء، لا يراعون السياسة السعودية التي تبدو أقل اندفاعا من سياسة الإمارات في تناول كثير من القضايا والملفات، وهم، في ذلك، يعون جيدا أن السعودية القادمة ستكون نسخة من الإمارات في كل شيء. على سبيل المثال، بدأت الإمارات قبل أعوام بشن حملات إعلامية ضد قطر، عبر إعلامها الرسمي وعبر الإعلام المرتزق المحسوب عليها، ولم يطل الأمر كثيرا حتى التحقت بها وسائل الإعلام السعودية. كان لـسعودي الإمارات داخل المملكة دور كبير في ذلك، لكنَّ الأمر تغير حاليا، بعدما طفت الخلافات على السطح، بل وتبلورت إلى صراع عن طريق أدواتهما في اليمن.
والمهم في الأمر هو أن الإمارات وضَّفت إمكاناتها وما استطاعت من إمكانات السعودية لإبراز جانبها الإنساني في اليمن، بغرض التغطية على سياسات وجرائم وأطماع، لكنها وجدت نفسها، أخيرا، في مواجهة السعودية.

عرب جورنال – عبدالرزاق علي

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com