Herelllllan
herelllllan2

تقرير غير سري من مقر الحرب الإسرائيلي

يمانيون- متابعات
عشرة أيام مرت على بدء عملية طوفان الأقصى، و”إسرائيل”، بعد أن تلقت الضربة الأولى والحاسمة، تضرب رأسها بالجدار منذ عشرة أيام من أجل إحياء قوة الردع المدمرة، وحول هذا السياق، كتب محمد إيماني الكاتب والصحفي المختص بالشؤون الصهيونية الفلسطينية في مقال له في صحيفة كيهان الايرانية، إنه بعد مرور عشرة أيام على بدء عملية طوفان الأقصى، و”إسرائيل”، بعد أن تلقت الضربة الأولى والحاسمة، تضرب رأسها بالجدار منذ عشرة أيام من أجل إحياء قوة الردع المدمرة، لكن ارتكاب جرائم حرب غير مسبوقة لم يتمكن من حل عقدة في عمل هذا النظام، ولا تزال تل أبيب وحيفا وغيرها من المناطق الصهيونية مهددة بالصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية، وبعد عشرة أيام من الهتاف بحكومة نتنياهو، وبينما يقال إن كمية القنابل التي ألقيت على غزة تبلغ 360 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل قوة تدمير ربع قنبلة ذرية، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من احتلال هذه المنطقة.

ولقد تساءل الكاتب حول ما هو احتمال استمرار الحرب؟ وأعرب أن النظام الصهيوني يشبه رافع أثقال غير مستعد وجسمه بارد، رافع الأثقال الذي لا يستطيع رفع وزن ثقيل، إذا كان لديه مهارات، فسوف يسقط الوزن في البداية وينقذ نفسه، وإذا كان ذلك مدربا، فإنه قد يرفع الثقل عن الأرض قليلًا، ولكن عندما يدرك أنه لا يستطيع ذلك، فإن العمل قد انتهى وأن رقبته وكتفه وظهره مكسورة بسبب حطام الوزن! وتواجه العملية البرية عدة تحديات كبيرة، كانهيار معنويات الجيش والسياسيين نتيجة طوفان الأقصى، والتاريخ المرير للحادثة، وثالثا، نتنياهو نفسه.

وفي المعركة الأخيرة خلف الصهاينة أكثر من 1500 قتيل و3715 جريحاً، وتحطمت صورة الردع الإسرائيلي، المشكلة غير القابلة للحل، ليس فقط بالنسبة للرأي العام في “إسرائيل”، ولكن أيضا بالنسبة لقادتها، هي أنه على الرغم من المراقبة الاستخباراتية المتعددة الطبقات، لماذا يتفاجؤون وكيف يعرفون أنهم لن يواجهوا ضربة أكبر في الجنوب ؟ أو الشمال؟ ونقلت صحيفة هآرتس عن قائد الفرقة 98 قوله: “لقد تعرضنا لضربة شديدة ونواجه أسئلة صعبة للغاية حول كيفية التعامل مع هذا الحدث”.

وحسب مجلة بوليتيكو: “انكسر كبرياء “إسرائيل” التكنولوجي أمام مقاتلي حماس، لم يكن من المفترض أن يكون مثل هذا الهجوم ممكنا؛ هجوم ضخم ومميت من منطقة بها إنترنت 2G إلى حكومة لديها إنترنت 5G ، تم كسر الجدار الأمني ​​الذي تبلغ قيمته مليار دولار، اخترق وابل الصواريخ نظام الدفاع الصاروخي للقبة الحديدية، وأثبت نظام المراقبة أنه غير كاف بشكل جيد، وتفاجأت “إسرائيل” هذه المرة بأسوأ طريقة ممكنة، لكنها لم تكن المرة الأولى، وشهدت الضفة الغربية والقدس وتل أبيب والأغوار وغيرها، عمليات شباب المقاومة مرات عديدة خلال العام الماضي، دون أن يراقبها الشاباك أو مخابرات الجيش، ففي أسبوع واحد فقط منذ بدء الحرب على غزة، استشهد 55 فلسطينياً في الضفة الغربية، ما يدل على أن المنطقة أيضاً جاهزة للانفجار، ومع مرور الوقت، يزداد عدد وسرعة وشدة وتنوع المفاجآت بالنسبة ل”إسرائيل”.

وفي عام 2001، لم يكن لدى غزة ولو واحد بالألف من قوتها العسكرية الحالية، وفي ذلك الوقت أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجنرال أرييل شارون أنه سينهي العمل في غزة وفلسطين خلال 100 يوم، عُرف بـ”جرافة إسرائيل”، واعتبر “جزار صبرا وشاتيلا”؛ لقيامه بجريمة تسببت في استشهاد 3500 فلسطيني، لكنه اضطر إلى إصدار أمر الانسحاب من غزة في صيف 2005، وقال: “الانسحاب خطوة مؤلمة ولكنها حتمية لتأمين مستقبل “إسرائيل”، لا يمكننا أن نحافظ على غزة إلى الأبد” ، وبعد مرور 17 عاماً، أصبح الوضع بالنسبة ل”إسرائيل” أسوأ بكثير، وحسب شبكة “إيران إنترناشيونال”: “بدأت التوترات والخلافات في “إسرائيل” منذ أشهر مع إعلان قرار نتنياهو بشأن الإصلاحات القضائية، وفي الأشهر الماضية رفض أكثر من 10 آلاف جندي احتياط في الجيش الحضور احتجاجا على الحكومة، وقد استقالوا من مناصبهم، وبعد ذلك، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن القدرة العملياتية للقوات الجوية قد انخفضت، وفي منتصف آب، حذر مسؤولون عسكريون كبار من خطر حدوث أزمة خطيرة تهدد الجيش، ولا يقتصر تقليص القدرات على القوات الجوية، بل تأثرت أيضا القوة البرية ومقر العمليات للبحرية”.

ولقد تم تأجيل الهجوم البري على غزة للمرة الألف لليلة السبت، وتقول شبكة الحكومة البريطانية إن “الحكومة الإسرائيلية تواجه مهمة شبه مستحيلة”، وزعمت صحيفة نيويورك تايمز أن الجيش الإسرائيلي خطط لمهاجمة غزة ليلة السبت، لكن سوء الأحوال الجوية أخر الهجوم بضعة أيام! ولكن المزيد من الروايات الحقيقية متاحة أيضًا، وقد تحدثت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وجود خلاف في مجلس الوزراء حول الهجوم البري، حيث تقول القناة 13: “هناك خلافات حتى في مجلس الوزراء حول العملية البرية”، وكتب بعض نشطاء تويتر الإسرائيليين: “نتنياهو سيدفع ثمن مليار روبوت، لكن الحقيقة لا تموت، الجنود لا يثقون بنتنياهو فهو لا يستطيع قيادة إسرائيل في الحرب”.

وتقول تقارير أخرى إن نتنياهو واجه احتجاجات من الجيش، وحسب القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي: “خلال زيارة يوم السبت لقوات الاحتياط التابعة للواء 697 في الجيش بالقرب من راهوفوت، أهان بعض الجنود نتنياهو واضطر إلى إلغاء الخطاب، ووقف أحد الضباط وصرخ بألفاظ نابية على نتنياهو، وقال: “لست بشيء، أنت كاذب”، وفي هذه الأثناء، امتنع نتنياهو عن الحديث، وقام بجمع بعض جنود الاحتياط، والتقط الصور وغادر المنطقة، وبعد ذلك سمعنا أن بعض الوزراء تعرضوا لانتقادات مهينة من المستوطنين خلال رحلتهم إلى الجنوب، حدث ذلك فيما تأخرت مغادرة نتنياهو إلى مناطق النزاع لمدة أسبوع، وفي حين أعلن مراسل القناة 14 في التلفزيون الإسرائيلي، أثناء نشره مقطع فيديو، أن “وزير البيئة في حكومة نتنياهو ذهب لزيارة المصابين في مستشفى آساي في الرملة، لكنهم رفضوه، وقالوا إنك مسؤول عن هذا الوضع، لقد دمرتم الحكومة، لقد أحضرتنا إلى هنا، ارحل، اخرج من هنا”.

لقد دمرت المقاتلات الإسرائيلية ما يقارب 6 آلاف منزل ومبنى بالقصف، وقتلت أكثر من 14 صحفياً، وتجاوز عدد الشهداء المدنيين في غزة 2450، وعدد الجرحى 10 آلاف، ولكن لم يكن من الضروري أن ترتكب “إسرائيل” جرائم في غزة حتى يُرفع القناع عن وجهها، وقبل أسابيع قليلة من بدء الحرب، احتج تامير باردو، الرئيس السابق للموساد، على تصرفات النظام وقال: “إن سلوك إسرائيل في الضفة الغربية هو فصل عنصري، مسار الانهيار المتسارع لا يترك مجالاً لأي مبرر للائتلاف، في كل يوم يمر، نقترب من نهاية الحلم الصهيوني”، و7 مليارات دولار هو أقل تقدير للأضرار الاقتصادية التي لحقت ب”إسرائيل”، وحسب صحيفة وول ستريت جورنال: “إن حجم الأضرار التي لحقت بإسرائيل يظهر أن هذه الحرب ليست مثل الحروب السابقة، ولقد أدى استدعاء قوات الاحتياط إلى شل الشركات الناشئة النشطة في مجال التكنولوجيا، ويحاول مديرو هذه الشركات الانتقال إلى أوروبا أو أمريكا، وهذا يتوافق مع استطلاعات الرأي التي أجريت قبل شهر والتي أظهرت أن “70% من المديرين التنفيذيين للشركات الناشئة يستعدون لمغادرة إسرائيل مع تصاعد الأزمة السياسية في تل أبيب”.

وإذا كان الأمر بيد نتنياهو، فبسبب عمق الأزمات التي وقع فيها، فهو يريد إشراك “إسرائيل” وأمريكا بشكل عميق في الحرب الحالية، والحقيقة أن أمريكا و”إسرائيل” لا تملكان القوة الكافية لذلك الصراع ولا يريدون أن يتحملون عواقب هذه الحرب على نطاق واسع، وذلك لان لديهم حرب إقليمية ولا يثقون بنتنياهو. ولا يستطيع اقتصاد أمريكا والغرب تحمل صدمة سياسية واقتصادية جديدة. وتسعى أمريكا إلى الحد من التدخل في مستنقع غرب آسيا والتركيز على الأزمة المتفاقمة بين الصين وروسيا، وحذرت المنظمة المؤلفة من الحزبين والمعروفة باسم “لجنة الموقف الاستراتيجي الأمريكي”، والتي تعمل تحت إشراف الكونجرس، في تقرير لها الخميس الماضي من أنه “مع تعرض النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة للتهديد من قبل الصين وروسيا، فإن الولايات المتحدة وحلفائها يجب عليه الاستعداد للحرب مع كليهما في الوقت نفسه.

إن الحكومات الخمس الأخيرة في “إسرائيل” لم تصمد ولو لمدة عام واحد بسبب عدم الاستقرار الشديد، وإلا لما كان لنتنياهو دوره وهو مستعد للتضحية ب”إسرائيل” من أجل إنقاذ نفسه، ومثل هذه التهمة الثقيلة في “إسرائيل” موجهة ضده وستتبع بجدية أكبر بعد انتهاء الحرب، لقد كان متهماً سابقاً بالفساد الاقتصادي والسياسي وتسبب هذا الامر في انقسام المجتمع الصهيوني إلى فصيلين، وهو الآن متهم بإهمال عملية كبرى لا يمكن إصلاحها بطموحه، لذا، بمجرد أن ينقشع غبار الحرب، سيتم الاحتجاج عليه وربما محاكمته مرة أخرى، ولكن هذه المرة بشكل أشد قسوة، إن نتنياهو مستعد لإطالة أمد الحرب لإنقاذ نفسه وكسب الوقت، لكن هذا السلوك يجعل حياته السياسية أقصر، من المؤكد أن العملية البرية لدخول غزة ستتسبب في خسائر بشرية أكبر بكثير من القتلى الحاليين البالغ عددهم 1500 شخص على أيدي الصهاينة، في حين أن احتمال النجاح في احتلال غزة بعيد للغاية، وفي الوقت نفسه فإن نتنياهو هو المتهم الأول في أسر واختفاء نحو ألف صهيوني، وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت: “نتنياهو مجرم ويجب أن يستقيل”. لقد دمر الردع الإسرائيلي وتجاهل كل التحذيرات بشأن فقدان الردع”.

وتظهر نتائج استطلاع معهد “الحوار” التابع لـ “البروفيسور كاميل فوكس” الأستاذ في جامعة تل أبيب: “94% من الإسرائيليين يعتبرون حكومة نتنياهو مسؤولة عن الفشل الاستخباراتي في الهجوم الأخير، و” 67% يعتبرون هذا الفشل الاستخباراتي أسوأ من حرب 1973، كما يعتقد 56% أنه كان ينبغي على نتنياهو الاستقالة بعد هجوم حماس، وقال 59% إنهم لا يثقون بحكومة نتنياهو التي تقود الحرب”، وفي جميع الاحتمالات، لن يمر وقت طويل قبل أن تمتد الاحتجاجات القاسية والمسيئة ضد نتنياهو من الأروقة السياسية الخلفية إلى شوارع تل أبيب، هذه لعبة خاسرة لمن لم يفهم عندما جلس على المنشار ولم يترك ل”إسرائيل” طريقا للأمام والخلف، وقبل المفاجأة في الساحة، كان نتنياهو مكروهاً من قبل قسم كبير من المجتمع الصهيوني، الذي يخرج إلى الشوارع كل أسبوع لمدة 9 أشهر لإطاحته، وفي السابق، تم انتقاده لمحاولته إخصاء النظام القضائي وإنشاء دكتاتورية بلا منازع، لكنه الآن متهم أيضًا بالخيانة التي أدت إلى الحرب وقتل الآلاف من الصهاينة، ومن المؤكد أن اسم نتنياهو سيكون على رأس المتهمين الذين عجلت أفعالهم بلعنة “زوال إسرائيل التي لا تبلغ 80 عاما”.

الوقت التحليلي

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com