Herelllllan
herelllllan2

رصد دقيق لتحركات سفن العدو الصهيوني في البحر الأحمر

يمانيون../

 تزايدت الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب عقب انشاء قناة السويس ليصبح أهم ثالث ممر مائي على مستوى العالم الذي تمر عبره ثلث التجارة العالمية حيث يمر عبره يومياً (3.3) مليون برميل نفط، وتمثل (4%) من الطلب العالمي على النفط.

كما ترتبط حركة التجارة العالمية ارتباطًا قويًا باستقرار مضيق باب المندب والبحر الأحمر، حيث تمر عبره (21) ألف سفينة سنوياً أي ما يعادل (10%) من الشحنات والبضائع البحرية العالمية، بما في ذلك معظم أنشطة التبادل التجاري بين آسيا وأوروبا. وتعبر المضيق شحنات تقدر بنحو (700) مليار دولار أمريكي سنويًا من حجم التجارة في طريقها إلى قناة السويس ومن ثم إلى البحر الأبيض المتوسط.

وقد اتجهت الأنظار الأمريكية والإسرائيلية الى السيطرة على المضيق ومنطقة جنوب البحر الأحمر والقرن الافريقي عقب احتلال إسرائيل لمنطقة ام الرشراش (يلات) في العام 1949م.

وفي ظل الاحداث الدامية التي يشهدها قطاع غزة وما احدثته المقاومة من تغيير على مستوى المنطقة في المجالين العسكرية والسياسي عاد الحديث عن البحر الأحمر وباب المندب بعد منع السفن الإسرائيلية من عبور باب المندب , مذكرا بما قامت به مصر ابان حرب أكتوبر 1973م.

 

استهداف سفن العدو

انطلاقا من  الموقف الديني والإنساني وما يوجبانه تجاه أهلنا المحاصرين في قطاع غزة وجرائم الإبادة التي يتعرضون لها على يد كيان العدو الصهيوني المحتل  من جرائم غير مسبوقة يندى لها الجبين , انبرى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي متقدما الأمة العربية والإسلامية بتلك القرارات الشجاعة بإسناد المقاومة في قطاع غزة والشعب الفلسطيني  عسكريا والتأكيد- علاوة على ذلك- بأن البحر الأحمر وباب المندب بات مغلقاً امام تحركات سفن العدو الإسرائيلي حتى يوقف عدوانه على قطاع غزة بشكل كامل .

هذا القرار التاريخي والموقف الذي أكدته القيادة الثورية اكد صلابة الموقف والوقوف والدعم بكل الإمكانات العسكرية المتاحة لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لجرائم بشعة بالقصف والتدمير لكل مناحي الحياة في قطاع غزة بإسناد ومشاركة ودعم لا محدود من قبل أمريكا .

 

ترهيب وترغيب

اعلن قائد الثورة صراحة في سياق كلمته بمناسبة أسبوع الشهيد عن الترهيب والترغيب الذي حاولت من خلاله أمريكا وادواتها في المنطقة ثني اليمن عن مساندة المقاومة في غزة والشعب الفلسطيني إلا أن موقف القيادة والشعب اليمني والرد كان قويا على تلك المطالب والتهديدات التي اكدت الرفض وعدم الرضوخ لتلك التهديدات والتبعات مهما كانت, هذا الموقف التاريخي يجسد المسؤولية الدينية والإنسانية التي عرف بها الشعب اليمني واكدها وترجمها قائد الثورة من خلال التوجيهات للقوات المسلحة بتنفيذ الضربات  الصاروخية وبواسطة الطيران المسير لمواقع العدو الصهيوني ومواصلة المساندة على كل المستويات .

 

إخفاء الهوية

وعقب هذا القرار والموقف الرسمي المعلن من قبل اليمن ادرك الاحتلال الصهيوني بان خط سير سفنه باتجاه باب المندب بات محفوفا بالمخاطر على الرغم أساليب الإخفاء والتمويه الذي تقوم به السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر ومضيق باب ا لمندب وعدم رفع العلم الإسرائيلي ولكن دقة المراقبة والمعلومات والتطور في مجال الرصد للقوات البحرية اليمنية والقدرات الدفاعية للقوات المسلحة بشكل عام بات يتابع أي  تحركات لسفن العدو الصهيوني ويضع لها خططا لكبح جماحها وكسر غطرسة الاحتلال وردعه تجاه ما يقوم به من مذابح وحشية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة والشعب الفلسطيني.

واكد قائد لواء الدفاع الساحلي اللواء الركن  بحري محمد علي القادري ان الرصد والاستهداف سيتم فقط للسفن الإسرائيلية ومن يتعامل مع كيان العدو حتى يوقف اعماله البربرية على غزة ..ونوه اللواء القادري ان القوات البحرية والدفاع الساحلي تتحمل مسؤولية تأمين الممر البحري والتجارة العالمية المارة من البحر ومضيق باب المندب.

وقال اللواء محمد القادري “نحن في القوات البحرية والدفاع الساحلي قمنا بتجهيز انفسنا واسلحتنا لتنفيذ أي مهمة عاجلة بعد خطاب السيد القايد في يوم الشهيد للرصد والبحث عن أي سفينه تابعة للكيان الصهيونى ..ونحن في القوات البحرية نعاهد السيد القايد العلم باننا جاهزين لدفاع عن سيادة وكرامة الامة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني المظلوم من اي عدوان صهيوني ظالم ولن نتركهم حتي يقفوا عدوانهم علي الشعب الفلسطيني..وأضاف اللواء محمد القادري نطمئن المجتمع الدولي باننا حريصين على  أمن ممر التجارة الدولي والمياه الإقليمية الدولية وعدونا هو إسرائيل فقط لحين وقفها الحرب علي غزه والشعب الفلسطيني.

قاعدة استخبارات الكترونية

ومنذ عام 2016م، أنشأت “إسرائيل” سراً قاعدة استخبارات إلكترونية متقدمة في إريتريا لمراقبة مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي تنتقل عبره معظم شحنات النفط الخليجية في طريقها إلى العملاء في جميع أنحاء العالم، حَيثُ تقع القاعدة على أعلى جبل في ارتيريا، إمبا سويرا، خارج العاصمة أسمرة.

 

قدرات عسكرية عالية

تواصل القوات البحرية مهامها في حماية المياه الإقليمية اليمنية ومراقبة التحركات للسفن الإسرائيلية التي تحاول المرور عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب وكان مصدر في القوات البحرية قد اكد في تصريح عن مصدر مسؤول رفيع ان  القوات البحرية قادرة على استهداف  السفن الإسرائيلية في أي مكان آخر لا يتوقعه العدو الصهيوني .

 

التعامل مع سفن العدو

وكان متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع قد اكد في بيان القوات المسلحة بتاريخ 14 نوفمبر 2023م ان القوات المسلحة اطلقت بعونِ اللهِ تعالى دفعةً منَ الصواريخِ الباليستيةِ على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ في الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةٍ منها أهدافٌ حساسةٌ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ “إيلات” وذلك بعد 24 ساعةً فقطْ من عمليةٍ عسكريةٍ أخرى نفذتْها قواتُنا المسلحةُ بالطائراتِ المسيرةِ على ذاتِ الأهداف.

وأشار العميد سريع في  بيان القوات المسلحة: “إنَّ القواتِ المسلحةَ وضمنَ عملياتِها العسكريةِ ضدَّ العدوِّ الإسرائيلي تؤكدُ البَدءَ في اتخاذِ كافةِ الإجراءاتِ العمليةِ لتنفيذِ التوجيهاتِ الصادرةِ بشأنِ التعاملِ المناسبِ مع أيّ سفينةٍ إسرائيليةٍ في البحرِ الأحمر.

وأضاف: “إن القواتِ المسلحةَ لن تترددَ في استهدافِ أي سفينةٍ إسرائيليةٍ في البحرِ الأحمرِ أو أيِّ مكانٍ تطالُه أيدينا ابتداءً من لحظةِ إعلانِ هذا البيانِ.. واللهُ على ما نقولُ شهيد”.

واختتم البيان بالقول: “إن عملياتِ القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ ضدَّ العدوِّ الإسرائيلي لن تتوقفَ حتى يتوقفَ العُدوانُ الإسرائيلي على إخوانِنا في غزةَ الباسلة”.

 

تأثير إغلاق باب المندب

وعن أهمية اغلاق مضيق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية تطرق الباحث عبدالله بن عامر الى ما قامت به جمهورية مصر العربية في حرب الـ6 من أكتوبر من العام 1973م من خلال التعاون مع  اليمن (الشطرين) حينها بإغلاق باب المندب امام السفن الإسرائيلية (المتجهة من والى ايلات).

 

العدو يخفي خسائره

وأوضح بن عامر انه خلال أيام الحرب (الأيام الأولى) كان الإسرائيلي يُكابر ولا يتحدث عن اية اضرار حتى لا يمنح الطرف الآخر انجازاً في حين ان اقتصاده كان يتكبد خسائر بشكل يومي لدرجة ان بعض المصانع توقفت ولم يكشف الإسرائيلي عن خطورة اغلاق باب المندب الا اثناء مفاوضات وقف الاشتباك او وقف اطلاق النار ولم يطرحها الإسرائيلي بنفسه بل الأمريكي، وكان كيسنجر يلح على الجانب المصري بإنهاء اغلاق باب المندب وهنا شعرت مصر بأنها اتخذت خطوة مهمة كان لها دور في اخضاع الإسرائيلي اثناء تلك المفاوضات لدرجة ان الإسرائيلي اشترط انهاء اغلاق باب المندب مقابل فك الحصار على الجيش المصري الثاني وهذه النقطة تحدث بها اكثر من كاتب مصري قبل أن تتكشف للعالم الخسائر في الاقتصاد الإسرائيلي ويمكن العودة الى ما كتبه هيكل عن تلك المرحلة واهمية البحر الأحمر في المعركة”.

 

الزاوية الاستراتيجية

وقال بن عامر ” اتحدث بهذه المعلومات حتى لا يتأثر البعض بما سيقال غداً او بعد غد لأن هناك من لا عمل له الا التشكيك والاستخفاف ولهذا يجب ترك كل هؤلاء جانباً وقراءة الخطوة من زاويتها الاستراتيجية وتأثيراتها على المعركة في غزة لاسيما وقد بدأ بعض الخبراء المصريين يحذرون من تداعيات الخطوة اليمنية ويتخذونها دليلاً على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة”.

وتابع ” ولهذا تجاهلوا أي حديث يقلل من شأن هذه الخطوة لأن السفن المتجهة من والى ايلات بدأت بالفعل تتخذ مسارات أخرى وهي مسارات مكلفة مادياً او توقفت عن المرور في البحر الأحمر إضافة الى القطع الحربية الإسرائيلية وبمعنى اشمل ان مثل هكذا خطوات تؤثر حتى لمجرد الإعلان فقط فكيف سيكون عليه الامر والقرار بات خاضعاً للتنفيذ العملي وسيدرك الجميع أهمية هذه الخطوة في الضغط ليس على الإسرائيلي فقط بل وعلى الأمريكي والاوروبي والعربي أيضاً من أجل التوجه نحو وقف اطلاق النار.. واذا ما كان هناك وقف لإطلاق النار فسوف يطرح الإسرائيلي شرطاً يتضمن انهاء الإجراءات اليمنية بمعنى اننا امام معادلة باتت حاضرة وقوية ومؤثرة”.

 

ثقل عسكري وسياسي

منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في الـ7 من أكتوبر المنصرم كان اليمن قيادة وحكومة وشعبا ولا يزال المتصدر للشعوب العربية والإسلامية في اسناد المقاومة عسكريا وشعبيا من خلال المسيرات الشعبية والدعم المادي لنصرة الأقصى في موقف تاريخي يجسد اصالة وعظمة الشعب اليمني في الوقوف الى جانب المقاومة في قطاع غزة  والشعب الفلسطيني ودك مواقع العدو  الصهيوني بالصواريخ الباليستية وارسال عشرات الطائرات المسيرة التي اصابت أهدافا حساسة للعدو الصهيوني في ام الرشراش (إيلات).. وإزاء هذا الموقف الذي شمل إيقاف تحرك السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر الى جانب الضربات المستمرة لمواقع العدو الصهيوني يؤكد خبراء عسكريون وسياسيون أن اليمن خرجت من الحرب العدوانية لتسع سنوات بمستوى متقدم في الجانب العسكري بما تمتلكه من قدرات عسكرية لا سميا في منظومة الصواريخ والطائرات المسيرة التي باتت اليد الطولى والسلاح القوي لليمن في توجيه ضربات نوعية على مديات بعيدة تصل الى اكثر من 2000 كيلو متر, وهذا التطور اللافت جعل من اليمن تمثل ثقلا سياسيا وعسكريا على مستوى المنطقة وبات اليمن قادرا على فرض معادلات كبيرة في قوة الردع مع الدول المعادية.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com