Herelllllan
herelllllan2

فاكهة “المانجو” بين مطرقة الكساد وسندان الشائعات

يمانيون – متابعات
في ظل ترويج الشائعات حول إصابة بعض أصناف ثمار فاكهة المانجو، “التيمور” بالديدان، وتداول وسائل إعلامية دخول مبيدات مسرطنة إلى البلد، تراجع طلب المستهلكين على هذه الفاكهة في السوق المحلي.

تلك المتغيرات أدت إلى حالة من الكساد لثمار المانجو التي تعج بها أسواق الفاكهة في مختلف مناطق ومحافظات الجمهورية، ما ولد سخطا كبيرا لدى المزارعين ومخاوف من تعرضهم لخسائر كبيرة وحرمانهم من مصدر دخل رئيسي طالما انتظروه على مدار العام.

ما أثير في مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا من وجود ديدان في ثمار فاكهة المانجو، مجرد إشاعات مغرضة ومفتعلة بقصد الإضرار بالاقتصاد الوطني وضرب محصول المانجو لهذا الموسم، وترافق ذلك مع تدفق كميات كبيرة من المانجو من مختلف المحافظات ومناطق زراعته، في ظل غياب سياسة تسويقية تسببت في تكدس الثمار في الأسواق وبالتالي تراجعت أسعارها إلى أدنى مستوى لها.

ــ خسائر اقتصادية:

لم يتوقع المزارع عبده حسن أحمد – أحد مزارعي المانجو في وادي مور بمديرية الزهرة في محافظة الحديدة، أن تتبدد أحلامه ويتوقف طموحه عن تنفيذ مشاريعه التي خطط لها منذ بداية الموسم خاصة وأن مزارعه تعج بأشجار المانجو المثمرة بشكل غير مسبوق، ليتفاجئ بسعر السلة الواحدة من الأصناف الفاخرة كصنفي “قلب الثور” و “تيمور” يتراوح بين ألفين إلى ثلاثة آلاف ريال.

وأفاد بأن تلك الأسعار وغياب الجانب التسويقي تسبب في انتكاسة للمُزارع الذي سيضطر للبيع بهذه الأسعار تحت ضغط الوقت، لأنه لا يمتلك أي خيار يستطيع من خلاله التحكم بسعر محصوله السنوي من الفواكه، فيجبر، بدافع الخوف من تلف الفواكه، على البيع بأسعار متدنية.

ويشاطره المعاناة نفسها المزارع أحمد علي حيدر صاحب مزرعة مانجو كبيرة في محافظة الجوف، الذي أكد أنه أنفق مبالغ كبيرة في خدمة الأشجار منذ بداية الإزهار وحتى الوصول إلى إنتاج أجود ثمار المانجو وبكميات وفيرة آملا الحصول على أرباح مجزية، أسوة بالأعوام الأخيرة الماضية التي كان يحصل خلالها على أرباح وعائدات تغطي نفقات تكاليف مدخلات الإنتاج ومصاريفه لمدة عام.

ولكنه لم يفقد الأمل في الحصول على ما يغطي نفقات الإنتاج رغم تدني أسعار ثمار المانجو هذا العام إلى مستوى لم تشهده مبيعاتها في أي من السنوات الماضية.. مناشدا الدولة التدخل العاجل بعمل معالجات لدعم المزارع وحمايته من هذه الخسائر الكبيرة في المبيعات.

فيما أشار رامي محمد صالح أحد مزارعي المانجو “صنف بركاني” في مديرية حيفان بمحافظة تعز، إلى أن مؤشرات موسم بيع ثمار المانجو البركاني الذي بدأت بالتدفق إلى الأسواق ليست مشجعة هذا العام.

وأرجع سبب تدني أسعار ثمار المانجو إلى المعوقات التي تواجه عملية التصدير وعدم وجود أسواق خارجية لاستيعاب الكميات المنتجة وذات الجودة، كما أن غياب السياسات الزراعية أحد العوامل التي أثرت على مبيعات هذه الفاكهة، حيث يتجه المزارعون في موسم واحد إلى إنتاج ثمار لأفضل وأجود الأصناف مثل التيمور ما يجعل الثمار تتكدس في الأسواق في الموعد نفسه وتصاب بالبورة “كثرة المعروض” مع قلة الطلب عليها من قبل المستهلكين فتصل الأسعار إلى أدنى مستوى لها.

سالم علي صاحب إحدى مزارع المانجو في محافظة أبين أفاد بأن المزرعة شهدت إنتاجاً وفيراً خلال الموسم الجاري، لكنه يشير إلى أنه ينتابه قلق كبير نتيجة تراجع عملية تسويق الثمار خلال هذا العام، وتصريف الكميات المنتجة عبر وسطاء البيع بأسعار رخيصة لا يمكنها أن تغطي تكاليف الإنتاج.

وأشار إلى أن غياب الجمعيات التعاونية الزراعية وتراجع وضع العمل التعاوني في المحافظة نتيجة عدم الاستقرار الاقتصادي وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية، من أبرز العوامل التي أدت إلى تراجع زراعة المانجو في المحافظة والعديد من المحافظات المحتلة.

بدوره اعتبر المزارع حيدرة محمد أحد مزارعي المانجو في محافظة لحج أن قلة المياه وتغير المناخ وارتفاع أسعار المواد والمستلزمات الزراعية من أبرز المعوقات التي تواجه زراعة المانجو وتؤثر سلبا على التوسع فيها.

وذكر أن تكدس الثمار في الأسواق جعل أفضل أجود أنواع المانجو تباع بأسعار منخفضة عن السنوات الأخيرة الماضية، كما أن هناك من يروج لشائعة وجود ديدان في ثمار المانجو التيمور وهو الذي يثير مخاوف المزارعين من تكبد خسائر اقتصادية جراء تلف ثمارهم ما يجبرهم على بيعها بأقل الأسعار.

ــ استهداف ثمار فاكهة المانجو اليمنية محلياً وخارجياً:

مهيوب الشاذلي أحد كبار مسوقي الفواكه اليمنية، أكد أن ثمار المانجو من أفضل وأجود أنواع المانجو محليا وعربيا، كما أنها تنافس وبقوة نظيراتها من ثمار المانجو الهندي والمصري وعدد من الدول المنتجة لهذا المحصول.

وأشار إلى أن تلك الميزة التي ينفرد بها إنتاج اليمن من هذه الثمار جعلها هدفا يسعى إلى تدميره أولئك المرجفون ممن يفتعلون حملات التشويه المغرضة لمثل هذه المنتجات.

ورأى الشاذلي أن تلك الحملات تأتي في إطار التنافس غير الشريف، للإضرار بسمعة المنتج اليمني والتأثير على مبيعاته وآلية تسويقه محلياً وخارجياً بهدف منع تصديره واستيراده، والسعي نحو تحقيق مآرب أخرى منها فتح المجال للأسواق المنافسة بتصدير المانجو وغيرها من المنتجات، وإحلالها بديلًا عن المنتجات اليمنية.

وحذر من خطورة التمادي في نشر مثل هذه الشائعات المغرضة التي لا تستهدف الاقتصاد الوطني فحسب بل تستهدف شريحة واسعة من المزارعين ممن يعتمدون على إنتاج مزارعهم من ثمار المانجو في توفير احتياجاتهم المعيشية ومصدر دخل لهم ولأسرهم، فضلا عن توفير فرص عمل للعديد من الأيدي العاملة.

ــ الاقتصاد الوطني يتعرض لحرب اقتصادية ممنهجة:

أكد وكيل وزارة الصناعة والتجارة لقطاع التجارة الداخلية محمد قطران، أن حملة الشائعات التي استهدفت محصول المانجو المحلي تأتي في إطار عملية استهداف منظمة للاقتصاد الوطني.

وأشار إلى أن الحرب الاقتصادية المستمرة على اليمن تستخدم كافة الأساليب والطرق للنيل من كل المقومات والركائز التي يمكن أن تؤسس لمرحلة نهوض وتطور اقتصادي، وأن استهداف المانجو في المقام الأول ضرب المزارعين وخصوصا أبناء تهامة وقد سبقها اشاعات استهدفت محصول الطماطم ومنتجات محلية أخرى.

ولفت قطران إلى أن الحملة جاءت بالتزامن مع تنفيذ وزارة الصناعة والتجارة عملية تحويل مصانع العصائر نحو استخدام خام المانجو المحلي بدلا من المستورد، مؤكدا أن العملية حققت نجاحا كبيرا في ظل تجاوب فاعل من قبل المصانع.

ونوه إلى أن حملة الشائعات على محصول المانجو المحلي سبقتها حملة مماثلة على وزارة الصناعة، بالإضافة إلى الحملة على العملة المعدنية، مؤكدا أن جميع تلك الشائعات هي من بوتقة واحدة ولها هدف واحد هو الإضرار بالاقتصاد الوطني، وافشال أي خطط للإصلاح والتطوير.

وأكد أن ثمار المانجو المحلي من أفضل وأجود أنواع المانجو في العالم وأن إدخالها في تصنيع العصائر سيحقق ميزة إضافية لمنتج العصائر المحلية التي بإذن الله ستحقق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلية وتفتح الأبواب نحو الأسواق في المنطقة.

كما أشار وكيل وزارة الصناعة والتجارة إلى أن الوزارة بصدد العمل على استخدام محصول الطماطم المحلي في عملية صناعة الصلصة بدلا من الخام المستورد، في إطار خطة واسعة لتحويل كافة الصناعات الغذائية نحو استخدام مدخلات الإنتاج الزراعية المحلية في عملية التصنيع.

ــ حماية المنتج واجب وطني:

مدير الإعلام والإرشاد الزراعي المهندس يوسف صبرة، وصف الشائعات التي تم الترويج لها في وسائل التواصل الاجتماعي بأنها، حرب إعلامية قذرة موجهة لاستهداف الاقتصاد الوطني، ووسيلة لتضليل الحقائق، يجب على الجميع التنبه لها، والعمل على مواجهتها بكل قوة.

وقال “يجب علينا جميعاً مواجهة هذه الحملة كون الخاسر فيها أنا وأنت وإخوتنا المزارعين الذين بذلوا كل الجهود لكي ينتجون هذه الثمرة ذات الجودة والطعم اللذيذ والتي تنافس المنتجات في الأسواق الخارجية، وهذه نعمة من الله لنا نحن كيمنيين، فيجب علينا المحافظة عليها وعدم التشكيك في منتجاتنا وتشجيعها والدفاع عنها، كون المنتج المحلي يمثل لنا العزة والكرامة والسيادة”.

وأضاف “وإذا حدثت حالة نادرة في فساد أو إصابة محصول ما، فهي بسبب الإهمال وعدم اتباع التوصيات الإرشادية في بعض العمليات الزراعية من قبل المزارعين في تفقد المحصول في الحقل أو عملية الفرز أو سوء التخزين” .

وأكد صبرة أن محصول المانجو هذا العام لا مثيل له من حيث وفرة الإنتاج وجودة الثمار.. داعيا المزارعين والمستهلكين إلى عدم الانجرار خلف الشائعات التي تستهدف الاقتصاد الوطني كون الدفاع وحماية الوطن مسؤولية الجميع.

واعتبر أن كمية العرض من ثمار المانجو في الأسواق وأسعارها المنخفضة فرصة لأصحاب المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة في الصناعات التحويلية.

وأشار إلى أن السياسات السابقة الخاطئة أوصلت اليمن إلى أن يكون سوقاً للمنتجات الخارجية .. داعياً رجال الأعمال والمستثمرين إلى التوجه نحو الاستثمار في الجانب الزراعي كونه بيئة اقتصادية واعدة في هذه المرحلة التي تم خلالها التخلص من الوصاية الخارجية في ظل القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وتوجهاتهما نحو تحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي.

ــ توصيات إرشادية:

وحث مدير الإرشاد والإعلام الزراعي، المزارعين على الالتزام بالتوصيات الإرشادية والرجوع إلى المختصين من المرشدين والمهندسين الزراعيين في هيئة تطوير تهامة ومكاتب الزراعة في المحافظات والمراكز الإرشادية بالمديريات في مناطقهم أو عبر الأرقام أو مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالإدارة العامة للإرشاد والإعلام الزراعي والهيئة العامة لتطوير تهامة ومكاتب الزراعة وفروعها، والاستفادة من الخدمات الإرشادية عبر تطبيق المرشد الزراعي اليمني الذي يتم تحميله على الهواتف المحمولة.

ونوه إلى أن المرشد الزراعي سيسهم في ايصال المعلومات والإرشادات الزراعية بطريقة سريعة وسهلة للمزارعين، إلى جانب تمكينهم من الاستفادة من البرامج الإرشادية الإذاعية والتلفزيونية والبرامج الميدانية التي سيتم تنفيذها عبر فريق الإرشاد الزراعي في فروع الهيئة ومكاتب الزراعة بالمديريات.

ــ الإصابة بسيطة لا تشكل واحد بالمائة من الإنتاج:

وأكد مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة والري المهندس وجيه المتوكل، أن ظهور مثل هذه الإصابة بحشرة ذبابة ثمار الخوخ وهي نادرة والكميات المصابة بسيطة جدا لا تتعدى واحد بالمائة من الإنتاج لهذا الموسم، نتيجة لكون ثمار المانجو المعروضة في الأسواق مكشوفة قد تتعرض للإصابة بالحشرة.

وأشار إلى أهمية تفعيل دور الإرشاد الزراعي بتوعية المزارع والتاجر وبائع الثمار بضرورة الالتزام بالمعاملات السليمة لترتيب ثمار المانجو وتجهيزها للتسويق بحيث يتم رصف الثمار ثمرة بجوار الأخرى.. مبينا أن ثمار المانجو “مدلًلة” مثل الرمان ولذا فهي بحاجة إلى اهتمام ورعاية لحمايتها من التلف وضمان وصولها إلى المستهلك طازجة وسليمة.

ــ تكدس الثمار سبب رئيسي لانخفاض أسعارها:

وأوضح المتوكل أنه عندما تم إدخال صنف التيمور إلى البلاد وهو من أفضل وأجود أنواع المانجو اليمني، ونتيجة لأن أسعار ثماره قبل سنتين إلى ثلاث سنوات مرتفعة حيث وصل سعر الكيلو جرام، إلى ألفي ريال، ما دفع المزارعين إلى تطعيم أشجار المانجو في مزارعهم سواء من أصناف السوداني والبركاني وقلب الثور وغيرها بصنف التيمور، وأدى ذلك إلى زيادة الإنتاج من ثمار التيمور بكميات كبيرة ما تسبب في تكدس كميات الإنتاج من هذا الصنف وتراجعت قيمته الشرائية ووصولها إلى أدنى مستوى لها بمعدل ثلاثة كيلو بألف ريال.

ولفت مدير عام الإنتاج النباتي إلى دور وزارة الزراعة في تنظيم عملية الإنتاج والتسويق للمحاصيل والمنتجات الزراعية والاستفادة منها في مجال الأمن الغذائي، وتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج.

ــ زراعة المانجو مجدية وبيئة خصبة للاستثمار:

وحسب المهندس وجيه المتوكل فإنه نتيجة لكون زراعة المانجو كانت مجدية ومربحة في التسعينات فقد توجه الكثير من المزارعين والمستثمرين إلى زراعة هذا المحصول حتى وصل عدد المزارع في تهامة فقط إلى 350 مزرعة مانجو في عام 2003م، وشهدت زراعة المانجو توسعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة في مختلف مناطق السهل التهامي، والتي شملت مزارع الاستثمار والقطاع الخاص والدولة والمزارعين.

وبين أن ذلك أسهم في الوصول إلى إنتاج كميات كبيرة ولكن لم يتم الإعداد لإنشاء أسواق محلية منظمة للفواكه ولم يتم فتح أسواق خارجية.

ــسياسات زراعية وتسويقية:

وشدد المتوكل على أهمية إيجاد سياسة زراعية وتسويقية منظمة وفتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار في مجال تخزين الثمار، وإيجاد برادات كبيرة ذات سعات تخزينية عالية، بحيث يمكنها الاحتفاظ بثمار المانجو وتوفيرها على مدار العام لتغطية الاحتياج من العصائر والوصول إلى مرحلة الاكتفاء والتقليل من فاتورة الاستيراد، إلى جانب الاستغناء عن استيراد العصائر والمعلبات ولب المانجو من الخارج.

وأوصى بتشجيع الاستثمار الزراعي في هذا الجانب بإيجاد وكلاء تبريد وتسويق في كل محافظة للإسهام في إطالة فترة توفير المانجو في السوق بحيث يأتي شهر يوليو وثمار المانجو ما تزال موجودة، والإسهام في ضمان استقرار أسعار المنتج في السوق بحيث لا يتضرر المزارع ولا الاقتصاد.

وحث على أهمية تعزيز دور الإرشاد والتوعية بمختلف المعاملات الزراعية والتسويقية المتعلقة بالمانجو، والتركيز على طريقة القطف والتعبئة، فضلا عن تنفيذ مدارس حقلية وجلسات توعية حول ثمار المانجو كونها تختلف عن المحاصيل الأخرى، والعمل على فتح أسواق خارجية، وتشجيع إقامة مصانع ومنشآت لإنتاج لب المانجو محليا ووقف استيراد لب المانجو والعصائر من الخارج والذي يكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة.

ــ ذبابة ثمار الخوخ أو ذبابة ثمار الفاكهة وطرق المكافحة:

أوضح خبير الآفات ووقاية النباتات المهندس أحمد سيف، أن ذبابة ثمار الخوخ أو ذبابة ثمار الفاكهة من الحشرات التي دخلت اليمن عام 1992م، وهذه الحشرة تصيب الثمار عند النضج وأحيانا قد تصيب الثمار في المزرعة أو عندما يتم نقلها من المزرعة إلى الأسواق، وهذه الحشرة تتواجد في اليمن بشكل مستمر نتيجة تواجد ثمار الفاكهة على مدار العام وهي تصيب أنواع مختلفة من الثمار.

وأشار إلى أن مكافحة هذه الحشرة باستخدام المبيدات غير مجدية لأنها تضع البويضات تحت قشرة الثمرة مباشرة، ولذلك يتم مكافحتها عن طريق برنامج المكافحة المتكاملة، الذي يتضمن العديد من العمليات، وعندما تصاب الثمار في المزرعة بهذه الحشرة فإنها تبدأ بالتساقط، وهنا يجب على المزارع القيام بجمع الثمار المتساقطة ووضعها في أكياس بلاستيكية وتركها تحت أشعة الشمس أو دفنها تحت التربة على مسافة 11 سنتيمتر للتخلص من اليرقات والقضاء عليها.

ــ إرشادات زراعية توعوية:

ومن العمليات الزراعية أيضاً يجب على المزارع جني الثمار مع بداية النضج مباشرة، إلى جانب حراثة التربة للتخلص من العذارى التي تتساقط في نهاية الموسم

وأفاد بأن الإصابة بهذه الحشرة تكون كبيرة عندما تترك الثمار مكشوفة، وأحيانا تصاب في السوق وليس في المزرعة وكلما زاد نضج الثمرة كلما كانت أكثر عرضة للإصابة بهذه الحشرة.

ولأن المزارع اليمني يجني الثمار مبكراً فلا خوف من أكل الثمار، فهي ذات جودة عالية.

وتطرق إلى إمكانية استخدام المصائد الفرمونية للقضاء على الحشرة ومنعها من وضع البيوض، وهذه المصائد مخصصة لجمع الذكور والقضاء عليها، بحيث لاتكون الإناث مخصبة عندما تضع البيض، كما يمكن استخدام مواد جاذبة مع مادة قاتلة للحشرة توضع على جذوع الأشجار ولا ترش على الأشجار مباشرة.

وحث المهندس أحمد سيف المزارعين، على عدم الاكتفاء بزراعة أصناف مختلفة من الفواكه في بستان أو مزرعة واحدة، ولكن يجب تخصيص مزرعة لزراعة أشجار المانجو فقط ولا تزرع بجوارها أشجار أخرى كالجوافة أو التين لأن الجوافة من الثمار المفضلة لدى الحشرة إلى جانب المانجو.

ونصح خبير الآفات المستهلكين باقتناء ثمار المانجو التي تكون قاسية في بداية النضج والابتعاد عن الثمار الرطبة التي تكون رقيقة وعليها علامات وفيها ترهلات في اللب لأنها تكون عرضة للإصابة بحشرة ذبابة ثمار الخوخ.

ـ الإصابة بسيطة ولا ترقى إلى مستوى التهويل الإعلامي والإشاعات المغرضة:

ذكر الباحث في محطة البحوث والإرشاد الزراعي في تهامة المهندس علي عبد المغني، أن المانجو في تهامة من أفضل أنواع الثمار وتشتهر تهامة بإنتاجيتها وجودة ثمارها، وأصناف المانجو المزروعة هناك تمت دراستها في البحوث الزراعية ولم يخرج أي صنف إلا بعد خضوعه للاختبارات الفنية منذ البذرة وحتى عمر 12 عاما للشجرة، حيث يتم أخذ بيانات عنها وعن الآفات والحشرات والأمراض التي تصيبها.

وأكد أن مانجو اليمن من أفضل أنواع وأجود المانجو في العالم، بشهادات خبراء ومزارعين وباحثين ومتخصصين في الشأن الزراعي.

وفيما يتعلق بالشائعة لفت عبدالمغني إلى أن هناك إصابة في كمية صغيرة وبسيطة جداً في بعض ثمار المانجو في صنف تيمور لا تتجاوز نسبة الإصابة واحد بالمائة.

وقال “ربما صادف أحد المواطنين أو المستهلكين أن وجد واحدة من ثمار المانجو فيها ديدان هي عبارة عن يرقات لحشرة ذبابة الخوخ أو ذبابة الفاكهة، وهي ليست بتلك المشكلة أو الكارثة التي تم التهويل حولها إعلاميا ونشر إشاعات مغرضة تستهدف المنتج نفسه والمزارعين والاقتصاد الوطني بشكل عام”.

وأوضح أن المبيدات ليست لها علاقة بظهور مثل تلك الديدان في بعض الفواكه، وإذا وجدت الديدان في فاكهة المانجو مثلا فهي بشكل نادر، نتيجة إصابة بآفة أو حشرة ثمار الخوخ، كما أن ثمار المانجو ليست أحد مسببات الإصابة بمرض الكوليرا مثلما يعتقد البعض.

ــ إجراءات وتدابير للسيطرة على حشرة ذبابة الفاكهة:

ودعا الباحث في محطة البحوث الزراعية وزارة الزراعة والري إلى الأخذ بعين الاعتبار اتخاذ الإجراءات والتدابير المناسبة لمواجهة هذه المشكلة والحد منها خلال الفترة القادمة، وفي حال إهمال عملية المكافحة لهذه الحشرة ستتطور في المستقبل وستؤثر كثيرا على إنتاجية اليمن وصادراته من ثمار المانجو، ما يجعل مستقبل زراعة المانجو مهدداً.

ــ سلوكيات خاطئة:

وحذر الباحث علي عبدالمغني من مخاطر السلوكيات الخاطئة لدى بعض المزارعين والتجار الذين يتعاملون مع ثمار المانجو، عند فرز المصابة أو التالفة منها ورميها في الأرض، وهذه العملية تشكل بيئة مناسبة وخصبة لتكاثر الحشرة وانتشارها على الثمار السليمة والانتقال إلى المزارع.

ويمكن التخلص منها بوضع الثمار التالفة أو المصابة في أكياس بلاستيكية سوداء وتعريضها لأشعة الشمس أو جمعها ودفنها في حفرة تحت الأرض على مسافة معينة في التربة.

ــ كساد المانجو:

بحسب خبراء أكاديميين فإن العام الذي تكون الأمطار فيه غزيرة، يزيد المعروض في السوق، فينخفض السعر، على عكس السنة التي يقل فيها المعروض، فيزداد سعر المانجو، كما أن موجة الحر الشديد التي تشهدها مناطق زراعة المانجو باعتبارها ثمرة صيفية كانت أحد عوامل تعجيل نضج الثمار، وصولًا إلى طور النضج الاستهلاكي، حيث قام المزارعون بقطف الثمار في وقت واحد، مما أدى إلى زيادة المعروض.

كما أن الإنضاج الصناعي للثمار أدى إلى ضغط الموسم وزيادة العرض من أصناف المانجو المختلفة في وقت واحد، وعدم التنوع في الأصناف المزروعة والاقتصار على صنفين أو ثلاثة “قلب الثور والسمكة والتيمور”، أدى إلى تكدس الثمار في الأسواق وبالتالي انخفاض أسعارها إلى مستوى قياسي.

وأشار الخبراء إلى أن تراجع التصدير للدول المجاورة بسبب استمرار العدوان والحصار أدى إلى إغراق الأسواق بالمانجو، وانخفاض سعره، فضلا عن عدم وجود مصانع متخصصة لصناعة لب المانجو أو المانجو المركز الطبيعي بدلًا عن استيراده من الخارج.

ـ إحصائية رسمية:

أوضحت بيانات كتاب الإحصاء الزراعي أن إنتاجية اليمن من فاكهة المانجو بلغت 402 ألف طن تقريبا من مساحة تقدر بأكثر من 26 ألف هكتار خلال العام 2021م، ارتفاعاً من 291 ألف طن من مساحة قدرها 23 ألف هكتار خلال العام 2018م .

وبحسب البيانات فإن محافظة حجة تصدرت قائمة المحافظات إنتاجاً للمانجو في العام 2021م بإنتاجية 202 ألف طن تقريبا من مساحة مزروعة قدرها 13 ألف هكتار، تلتها محافظة الحديدة بإنتاجية قدرها 167 ألف طن من مساحة تقارب 11 ألف هكتار.

وتعتبر المانجو فاكهة الصيف ومصدر دخل أساسي لمعظم المزارعين في مناطق زراعتها باليمن.

وتشهد القرى والمناطق التي تتواجد بها مزارع المانجو حركة تجارية كبيرة حيث توفر فرص عمل للعديد من الأيدي العاملة فالبعض يعمل في جني الثمار أو تحضيرها للتسويق أو في بيعها، والعديد من الأعمال التي تعتمد عليها غالبية الأسر في المناطق الريفية اعتمادا كليا في توفير احتياجاتها المعيشية.

سبأ

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com