اليمن يغيّر معادلة الصراع: ضربة فرط صوتية تعصف بمطار “بن غوريون” وتربك الكيان
يمانيون../
في خطوة نوعية غير مسبوقة، فجّرت القوات المسلحة اليمنية مفاجأة مدوية باستهدافها مطار “بن غوريون” في “يافا” المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي، في عملية حملت رسائل استراتيجية عميقة تتجاوز البعد العسكري إلى دلالات سياسية وأخلاقية، في توقيت يعصف فيه الصمت العربي، وتبرز فيه صنعاء وحدها كعنوان للكرامة والعزة.
العملية، التي أصابت هدفها بدقة، وضعت أكثر مطارات الكيان حيوية خارج الخدمة لعدة ساعات، وأجبرت ملايين المستوطنين على الاحتماء بالملاجئ، وهو مشهد لم يألفه الداخل الإسرائيلي من جبهة كصنعاء، التي أثبتت أن صوت غزة يمكن أن يُسمع من البحر الأحمر.
الهجوم لم يكن منفرداً؛ فقد تزامن مع ضربة جوية نفذها سلاح الجو المسيّر استهدفت موقعاً حيوياً في عسقلان بطائرة “يافا”، في إشارة إلى التنسيق العملياتي العالي والقدرة اليمنية على تنفيذ ضربات مزدوجة بدقة وتوقيت متقن، ضمن مسار تصعيد محسوب لا يخلو من الأبعاد السياسية والدينية.
توقيت الضربة بحد ذاته رسالة: ففي ذروة العدوان الصهيوني على غزة، وصمت الأنظمة، أرادت صنعاء أن تفرض معادلتها الخاصة، مؤكدة أن اليمن لا ينسحب من معركة التحرر، بل يقتحم ميادينها بجرأة قلّ نظيرها.
الموقف السياسي كان جلياً في بيان القوات المسلحة اليمنية الذي اعتبر العملية رداً مشروعاً على مجازر الإبادة في غزة، وتحذيراً صريحاً للمشاركين أو الصامتين، تزامن مع دعوة شركات الطيران العالمية إلى وقف رحلاتها نحو تل أبيب، في تصعيد له ما بعده.
أما من الناحية العسكرية، فإن فشل المنظومات الأمريكية والإسرائيلية في اعتراض الصاروخ اليمني يطرح علامات استفهام كبيرة حول فعالية القبة الحديدية ومنظومات “آرو” و”ديفيد سلينغ”، خاصة أمام التقنيات اليمنية الفرط صوتية التي باتت تُدخل المعركة في مستوى جديد من الردع الذكي والدقيق.
صدمة العدو كانت شاملة: داخلية وإعلامية وأمنية، ومراكز القرار في تل أبيب تسابق الوقت لامتصاص أثر الضربة، في وقت اعتبرت فيه قوى المقاومة الفلسطينية أن الضربة اليمنية تمثل دعماً عملياً غير مسبوق لغزة، وتتجاوز الشعارات إلى أفعال تؤلم وتؤثر.
سياسياً، يذهب محللون إلى القول إن الضربة كشفت عن تحوّل نوعي في العقيدة القتالية اليمنية، من الدفاع البحري إلى الضرب العميق للمراكز الحيوية، ما يضع الكيان أمام تهديد استراتيجي لا يمكن تجاهله أو تقليله.
اليمن، بهذا التحرك، يثبت أنه ليس مجرد لاعب جانبي، بل فاعل رئيسي يعيد ترتيب المشهد الإقليمي، ويفرض معادلات جديدة في زمن التشظي العربي، حاملاً راية القدس في وجه الغطرسة الغربية والصهيونية، ومجدداً تعريف العلاقة بين الإرادة والسيادة والتحرر.
خلاصة التحليل:
ضربة مطار “بن غوريون” لم تكن مجرّد صاروخ، بل إعلان دخول اليمن مرحلة “الهجوم الاستراتيجي المؤثر”، في مشهد يضع صنعاء في طليعة مشروع عربي مقاوم لم ينكسر، ويؤكد أن المعركة على فلسطين لا تزال مفتوحة، وأن صوت الشعوب حين يعلو، يهزّ حتى أكثر العروش تحصيناً.