شهيدان و42 جريحاً في حصيلة أولية للعدوان الأمريكي الصهيوني على مصنع اسمنت باجل
يمانيون../
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل العدوان الأمريكي الصهيوني بحق الشعب اليمني، ارتكبت قوات العدوان مجزرة مروعة بحق العمال المدنيين في محافظة الحديدة، حيث شنّت غارة مباشرة استهدفت مصنع أسمنت باجل، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد مواطنين وإصابة 42 آخرين، في حصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع.
وأفاد مصدر محلي في الحديدة بأن فرق الإسعاف والدفاع المدني تواصل عمليات إخماد النيران والبحث عن مفقودين تحت أنقاض المصنع، وسط صعوبة بالغة نتيجة حجم الدمار الذي خلّفته الغارة وشدة الانفجارات الناتجة عنها.
وكانت وزارة الصحة والبيئة قد أعلنت في وقت سابق عن حصيلة أولية تفيد باستشهاد مواطن واحد وإصابة 35 آخرين، قبل أن تتحدث مصادر طبية عن ارتفاع الأعداد لاحقاً إلى 42 جريحاً، بينهم حالات حرجة.
المصنع الذي استُهدف يُعد من أكبر المنشآت الصناعية في محافظة الحديدة، ويعمل فيه عشرات العمال من أبناء المنطقة، ما يجعل الاستهداف المباشر له جريمة موصوفة بموجب القانون الدولي الذي يجرم قصف الأعيان المدنية والمنشآت الخدمية.
وفي بيان شديد اللهجة، أدانت وزارة الصحة والبيئة الجريمة، ووصفتها بـ”الاعتداء السافر على حياة المدنيين واستهداف ممنهج للبنية التحتية الوطنية”، مؤكدة أن العدوان الأمريكي الصهيوني لا يفرّق بين عسكري ومدني، بل يتعمد قصف المرافق الاقتصادية والخدمية لشل الحياة اليومية في اليمن، وزيادة معاناة المواطنين.
كما طالبت الوزارة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتحمّل مسؤوليتها إزاء ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم متواصلة على يد واشنطن وتل أبيب، مؤكدة أن الصمت الدولي شجّع المعتدين على التمادي في استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية.
ويأتي هذا التصعيد في سياق سلسلة غارات جوية نفذتها القوات الأمريكية والصهيونية مؤخرًا على عدد من المحافظات اليمنية، مستهدفة موانئ ومصانع وبنى تحتية مدنية، في إطار سياسة ممنهجة لتجويع اليمنيين ومحاصرتهم اقتصاديًا، بعد فشل العدوان العسكري في تحقيق أي من أهدافه منذ أكثر من تسع سنوات.
وتعيد هذه الجريمة إلى الأذهان الهجمات السابقة التي طالت موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومطاري صنعاء والحديدة، ما يشير إلى توجه واضح نحو تقويض كل مرتكزات الحياة المدنية والاقتصادية في البلاد.
وفي الوقت الذي تواصل فيه صنعاء تصعيدها ضد الكيان الصهيوني دعمًا لغزة، تصعّد واشنطن وتل أبيب عدوانهما على اليمن، في محاولة لخلط الأوراق وفرض وقائع ميدانية جديدة عبر الحرب الاقتصادية والعسكرية المركبة.