نتنياهو بين مطرقة “أبواب الجحيم” في غزة وسندان التآكل الداخلي
يمانيون../
أثار إعلانُ جيش الاحتلال عن استعداده لعمليةٍ جديدةٍ في قطاع غزة، وإطلاق اسم توراتي عليها موجةً من السُّخرية، من يستمع إليه يعتقد أن الكيان لم يحتل ويدمّـر ويحاصر ويجوِّع، ليبدو أنهُ وبعد 19 شهرًا يدور حول نفسه ليعود إلى النفطة صفر.
وفيما مجرم الحرب نتنياهو ما يزال متوهمًا أنه يستكمل احتلال غزة وإبادة أهلِها وترحيل من نجا، بمخطّط أعدّته هيئة الأركان في جيش العدو، بتنسيق مع الأمريكيين.
أدوات الضغط الخمسة على المقاومة:
من كواليس الاستراتيجيات الأمريكية استحضر المخطّط أدواتِ الضغط على المقاومة، بدءًا باحتلال مناطق جديدة، لقطعِ الاتصال بين كتائب وسرايا المقاومة، وتدمير ممنهج للبنية التحتية المدنية والقتالية.
عملية ليست جديدة هدفُها توسيعُ مناطق العَزْل على أطراف القطاع لحماية مغتصبات غلاف غزة، ومن ثم تحريك السكان عبر نقاط تفتيش “نتساريم” إلى مناطق خالية من نفوذ المقاومة؛ ما يمنعها من التجنيد أَو السيطرة على المدنيين، كما يعتقد المخطّط.
استمرار منع تدفق المساعدات إلى غزة، ضمن أولوية العملية، مع الضغط النفسي والإعلامي “المعرفي”، والذي يريد كيان العدوّ من خلاله الوصول إلى تسويةٍ وفق شروطه لما يسميه “اليوم التالي”.
المخطّط الصهيوني وتفرعاته المزمنة -وفقًا للنظريات العسكرية التكتيكية- يشيء بوجود خلل بنيوي تتناقض فيه تفاصيل العمل الميداني مع مضامين الأهداف، حتى وإن جاءت تدريجية، إلا أنها ستمنح المقاومة مخارجَ عدة في كُـلّ مرحلة.
المخطّط الذي امتدحه وزير الحرب الصهيوني “كاتس”، لافتًا إلى أنه “منذ بداية المناورة، لن نتوقف حتى نحقّق جميع الأهداف، بما في ذلك خطة الهجرة الطوعية لسكان غزة، وسيتم إجلاء كافة سكان غزة إلى مناطق جنوب غزة”، حَــدّ زعمه.
تقارير عبرية وصفت المخطّط “بالغبي”؛ كونه لم يصمم بعناية حذرة جِـدًّا بشأن مصير الأسرى، وبالتالي لا تستبعد العائلات الصهيونية فقدان ما تبقى من جنودها الأسرى الأحياء في غزة.
ورغم التحذيرات الصهيونية المتكرّرة، بدا جيش الاحتلال مقتصدًا في استخدام قوات الاحتياط لعدم كفايته من القوى البشرية التي يعول عليها الكثير من الأعمال الميدانية، ما أوقع قواته اليوم الأربعاء، في شراك عمليات المقاومة التي فتحت عليها “أبواب الجحيم”.
سلسلة “أبواب الجحيم”:
وضمن سلسلة عمليات “أبواب الجحيم”، أعلنت القسام تمكّنها من استدراج قوة صهيونية راجلة إلى كمين جهّز مسبقًا بعددٍ من العبوات الناسفة، وغيرها من العمليات التي جاء الإعلان عنها تباعًا.
لم تنتظر المقاومة طويلًا، بل بثت مشاهد لكمين مركب ضد قوات الاحتلال، وخلال أحد كمائن سلسلة “أبواب الجحيم”، ضد جنود العدوّ شرقي رفح، ظهر أحد مجاهدي القسام قائلًا: “أصدرت قيادة القسام أمر العمليات التالي: “بدء انطلاق سلسلة عمليات “أبواب الجحيم”.
وبدا مخاطبًا كيان العدوّ، السلسلة جاءت، “لتؤكّـد أن رفح وبعد عام على القتال، كانت وما زالت تبدد وهمكم، وتقطف أرواح جندكم، فلتفتح أبواب الجحيم على مصراعيها، وليكن كُـلّ بيت وزقاق في رفح بمثابة قنبلة موقوتة، تختطف أرواح قوات نخبتكم”، متعهدًا “أننا باقون هنا في أرضنا، ندافع عنكم، وعن ديننا ووطنا الحبيب”.