بين فشل عسكري وسقوط استخباراتي .. سقوط أوراق ’’الفتنة والتصعيد’’ أمام يمن الثبات والتحدي
في ظل تسارع التطورات على الساحة اليمنية، تتكشف ملامح مرحلة جديدة من التصعيد الذي تقوده أدوات تحالف العدوان، من خلال تحركات عسكرية وميدانية وإعلامية واستخبارية، تهدف إلى إعادة إشعال الجبهات، وضرب التماسك الداخلي، وتمرير الأجندة الصهيوأمريكية التي فشلت في تحقيق أهدافها خلال سنوات العدوان.
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
هذا التقرير يقدم قراءة شاملة لأبرز محاور التصعيد الأخيرة، ويُبرز الترابط بين التصعيد العسكري في بعض المحافظات، والمحاولات الممنهجة لإثارة الفتن الطائفية والمناطقية، كما حدث في قضية “حنتوس” بمحافظة ريمة، بالإضافة إلى الجرائم الوحشية التي تُرتكب بحق المدنيين، وآخرها استشهاد ستة أطفال في منطقة التعزية بمحافظة تعز جراء قصف عشوائي نفذته ميليشيا الإصلاح الموالية للعدوان.
ولا تقتصر أدوات العدوان على التحرك العسكري والإعلامي، بل تشمل أيضًا نشاطًا استخباراتيًا مكثفًا تقوده أجهزة المخابرات الأمريكية والصهيونية، يهدف إلى اختراق النسيج الاجتماعي والمؤسسي للدولة اليمنية، وبث الإشاعات، وتغذية الانقسامات، وزرع العملاء، غير أن كل هذه التحركات الظاهرة والخفية، اصطدمت وتكسّرت أمام جدار الصمود الوطني والإيماني الصلب، الذي تقوده القيادة الثورية والسياسية وعلى رأسها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) .
أدوات عسكرية وإعلامية ومذهبية .. مشروع فتنة متعدد الأوجه
لا يكتفي تحالف العدوان ومرتزقته بالتصعيد العسكري والميداني، بل يلجأ في كل مرة إلى اللعب على الوتر الحساس، تمزيق النسيج الاجتماعي، وبث الكراهية المذهبية، والتحريض المناطقي، ففي قضية “حنتوس” في محافظة ريمة، تم تضخيمها إعلامياً وحاولت أبواق العدوان تصويرها كقضية مذهبية لإشعال الفتنة بين أبناء المحافظة الواحدة، لكن وعي المواطنين ويقظة العقلاء، إضافة إلى حكمة القيادة ، أسقطت تلك المحاولة قبل أن تشتعل.
وفي محافظة تعز، وتحديداً منطقة التعزية، ارتكبت ميليشيا الإصلاح الموالية للعدوان جريمة بشعة بإطلاق قذيفة هاون على حي سكني، ما أدى إلى استشهاد ستة أطفال كانوا يلعبون في باحة منزلهم، الجريمة التي تؤكد استمرار العدوان في استهداف المدنيين العزل ، أشعلت الغضب الشعبي ضد المرتزقة الذين يبيعون دماء الأبرياء خدمة لأجندات خارجية.
المشروع الصهيوأمريكي عبر بوابة الفوضى الطائفية
ما يجري اليوم في اليمن ليس صدفة، بل جزء من مخطط إقليمي – دولي تديره واشنطن وتل أبيب من خلف الكواليس، مستخدمين أدوات محلية لتمرير أجندات التقسيم والفتنة، الطائفية والمذهبية ليست سوى سلاح آخر يُستخدم متى ما فشلت أدوات الحرب التقليدية، لكن اليمن، الذي يملك مناعة فكرية وثقافية واجتماعية، أثبت مجددًا أن رهانات العدوان على تفكيكه من الداخل محكومة بالفشل.
لقد حاولوا إغراق اليمن في حروب أهلية صغيرة، وخلق استقطابات داخلية لتمرير مشاريع الوصاية والاحتلال، لكنهم لم يدركوا أن الشعب اليمني اليوم أكثر وعياً من أي وقت مضى، وأن قيادته الثورية ترى ببصيرة نافذة خلف كل ستار إعلامي أو افتعال مذهبي.
إسقاط مشروع الاختراق الاستخباري الصهيوأمريكي
في موازاة المعركة العسكرية والإعلامية التي يشنّها تحالف العدوان، تتحرك الأذرع الاستخبارية الأمريكية والصهيونية في مسارات موازية تستهدف اليمن من الداخل، عبر أدوات متعددة: نشر الإشاعات، ضرب الثقة بين الشعب وقيادته، زرع العملاء، وتوجيه الرسائل المضللة داخل المؤسسات والمجتمع.
ورغم ما تمتلكه هذه الأجهزة من قدرات تقنية ومالية وشبكات نفوذ، إلا أن صلابة الموقف اليمني وتحصين الجبهة الداخلية بهوية إيمانية راسخة، قد شكّلت حاجز صدّ قوي في وجه هذه الاختراقات. فقد فشلت استخبارات العدو في زرع الفتنة أو كسر الإرادة الشعبية، كما فشلت في جرّ البلاد إلى مستنقع الانهيار من الداخل، وهو ما كانت تسعى إليه عبر ما يُعرف بـ”الحرب الناعمة”.
لقد شكّلت التوجيهات المستمرة للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) بضرورة رفع الوعي وتعزيز التحصين الثقافي والأمني، عنصرًا حاسمًا في التصدي لهذه الحرب الخفية، فالمعركة اليوم لم تعد تقف عند حدود المدافع والطائرات، بل هي معركة وعي وهوية، نجح فيها اليمنيون في إفشال أعتى مشاريع الاختراق والتأثير الناعم التي تقودها واشنطن وتل أبيب من خلف الستار.
ويمكن القول بثقة إن المشروع الصهيوأمريكي في اليمن لم يُفشل فقط عسكريًا، بل فشل استخباراتيًا أيضًا، أمام يقظة الأجهزة الأمنية، وحصانة المجتمع، وقيادة ثورية تدير المعركة بكل أبعادها بشجاعة وعقلانية عالية.
القيادة الثورية .. صمام أمان الوحدة والسيادة
في وجه هذه الهجمات المعقدة، تقف القيادة الثورية والسياسية وعلى رأسها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) بثبات وتوازن وحنكة، لقد كانت مواقفه الجامعة والداعية دوماً إلى الوحدة الإسلامية ونبذ الطائفية، حجر الأساس الذي تبنى عليه مسيرة الصمود اليمني، ومن خلال خطاباته وتوجيهاته، استطاعت الدولة ومؤسساتها، ومعها المجتمع، امتصاص محاولات الاستفزاز ومنع انزلاق البلاد نحو الاحتراب الداخلي.
خلاصة .. ثبات القيادة وانهيار مشاريع العدوان
ما بين التصعيد العسكري، وإثارة الفتن الطائفية، وحصار اقتصادي خانق، تتعدد أدوات العدوان وتفشل تباعًا، وكلما اشتد الضغط، زاد الوعي الجمعي لدى اليمنيين وتوثقت ثقتهم بقيادتهم، واليوم، ومع كل محاولة جديدة لتحالف العدوان لإعادة تدوير مشروعه، تتبدد أحلامه على صخرة اليمن القوي بقيادة السيد القائد، الذي أفشل بإرادته الصلبة كل رهانات الهيمنة والارتهان.