عروض عسكرية ومناورات قتالية في صعدة وحجة استعداداً لمعركة التحرير الكبرى
يمانيون | تقرير
في مشهد تعبوي واسع يعكس التحول العميق في المزاج الشعبي اليمني نحو الجهاد والانخراط العملي في معركة الأمة، شهدت محافظات حجة وصعدة وإب اليوم الأربعاء فعاليات ميدانية موسّعة شملت عروضًا عسكرية ومناورات قتالية ولقاءات مسلحة قبلية، في إطار حملة التعبئة العامة ضمن مرحلة “طوفان الأقصى”، وتأكيدًا على الجهوزية الكاملة للمواجهة إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة.
1500 مقاتل في حجة يستعرضون جهوزيتهم لخوض معركة التحرير
في محافظة حجة، نظّمت التعبئة العامة عرضًا عسكريًا مهيبًا لـ1500 مقاتل من خريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية المغربة، حيث قدّم المشاركون عروضًا ميدانية عكست المهارة والانضباط القتالي والاستعداد العالي للالتحام المباشر بجبهات المواجهة.
رفع المشاركون شعارات العزة والكرامة المناهضة للعدوان الصهيوني الأمريكي، ورددوا الهتافات المؤيدة للمقاومة في فلسطين، مؤكدين أن التحاقهم بهذه الدورات ليس حدثًا عابرًا، بل امتداد طبيعي لموقف الشعب اليمني الثابت في مواجهة العدوان، وترجمة فعلية لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
حضر العرض عدد من القيادات المحلية، بينهم وكيل المحافظة أحمد الأخفش، والمستشار هادي عيطان، إلى جانب مسؤول التعبئة محمد الدرة وشخصيات اجتماعية وعسكرية وجمع غفير من المواطنين.
صعدة.. مناورات واقعية وخطاب تعبوي متقدم في حيدان
وفي محافظة صعدة، نفذت التعبئة العامة في منطقة آل الزبير بمديرية حيدان مسيرًا راجلًا ووقفة مسلحة واسعة، تلاها تنفيذ مناورة عسكرية افتراضية لخريجي دورة “طوفان الأقصى – المستوى الثاني”، تحت شعار “نحن معكم حتى تحرير كل فلسطين (الوعد وفاء)”.
وأعلن المشاركون النفير العام واستعدادهم القتالي الكامل، مؤكدين أن فلسطين ليست قضية تضامن عاطفي، بل قضية مركزية عقائدية ترتبط بالهوية والمشروع القرآني.
المناورة التي أعقبت الوقفة عكست المستوى المتقدم من التدريب والدقة في إصابة الأهداف وتوزيع الأدوار القتالية، ما يؤكد الجهوزية الكاملة للدخول في المواجهات المباشرة ضد قوى العدوان.
إب.. قبائل بني سليمان تُعلن النفير وتؤكد التصعيد الشعبي في دعم غزة
وفي عزلة بني سليمان بمديرية حزم العدين – محافظة إب، عقدت القبائل لقاءً موسعًا ومسلحًا أعلنت فيه النفير العام لمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني، مجددة موقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني.
وأكدت القبائل في بيان اللقاء أن الشعب اليمني لن يتراجع عن واجبه الديني والإنساني تجاه غزة، محذّرة من التورط في خيانة الوطن عبر تقديم المعلومات للعدو بأي شكل من الأشكال، داعية إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية في كشف المتورطين، ومعاقبة كل من تسوّل له نفسه الارتباط بالعدو.
وجدد المشاركون تفويضهم الكامل للسيد القائد في اتخاذ ما يراه مناسبًا من خيارات في معركة الدفاع عن اليمن وفلسطين، داعين إلى المشاركة الواسعة في دورات التعبئة العامة، لتعزيز الجهوزية المجتمعية والرد العملي على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة.
كما أشادت قبائل بني سليمان بالسياسات الاقتصادية الوطنية التي تنتهجها القيادة الثورية والحكومة للحفاظ على استقرار العملة الوطنية والتخفيف من آثار الحصار والعدوان الاقتصادي.
موقف شعبي يرسخ مشروع التحرير ويعيد تعريف الجهاد
تمثّل هذه الفعاليات التعبوية والميدانية المتسارعة مؤشرًا واضحًا على أن مشروع التعبئة الشعبية في اليمن تجاوز البعد الدفاعي التقليدي، ليأخذ طابعًا هجوميًا تحرريًا يُعيد رسم معادلة الردع ويُؤسّس لجبهة شعبية مقاومة تمتد من صنعاء إلى غزة، ومن حجة وصعدة إلى النقب واللد.
ويؤكد اتساع دائرة المشاركة الشعبية في هذه الأنشطة أن الشعب اليمني لا ينظر إلى القضية الفلسطينية من منطلق التضامن، بل من منطلق الالتزام الجهادي والثوري، في إطار معركة الأمة الكبرى ضد الاستكبار العالمي، وتحت راية مشروع قرآني تحرري تتقدمه صنعاء وتباركه دماء الشهداء وتضحيات المجاهدين.
إن مشهد اليوم من المغربة إلى حيدان، ومن بني سليمان إلى السواحل والجبال، يثبت أن اليمن، شعبًا وقيادة، يعيش حالة نهوض تعبوي استثنائي، وأنه ماضٍ في طريق الصمود والتصعيد حتى تحقيق الوعد الإلهي بالنصر والتحرير.