يمن الانتصار للمستضعفين
حمزة عبدالسلام الطالبي
بسم الله العظيم، ربِّ المستضعفين، ناصر المظلومين، الذي لا تخفى عليه دمعة محروم، ولا صرخة طفل، ولا أنين أمّ تُباد ويصمت عنها العالم، ربُّ العرش الذي يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلِتْه… وهو العزيز الجبار.
في الذكرى المباركة لأولى العمليات البحرية اليمنية والسيطرة على السفينة الصهيونية جالكسي ليدر، نقف اليوم وقفة شموخ وإيمان وقفة نزداد منها يقينًا أن هذا الفعل ما كان مجرد مغامرة ولامجرد حدث عابر ، بل كان نتيجة استشعار لواجبٍ المسؤولية واستجابة لنداء أمر به الله سبحانه وتعالى
ووقوفًا في صفّ عباده المقهورين الذين غمرهم الظلم وأغلق العالم كل أبوابه في وجوههم.
لقد رأى اليمن ما يجري في غزة من مآسي يندى لها جبين الإنسانية في جريمة هي الأبشع على مر العصور وصفها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه بأنها (جريمة القرن)
رأى الأطفال تُدفن تحت الأنقاض والبيوت تُسوى بالأرض، ورأى أمة المليار تتفرّج صامتة وحكومات خانعة تستجدي حالة الرضا من الأمريكي وأدواته الرخيصة، ورأى العالم كلّه يتهرب من مسؤوليته، ويقف عاجزآ عن أن يتخذ موقفآ على مجازر لا ترضاها شريعة ولا دين ولا إنسانية.
ورأى أن المبادئ والقيم والتي كان عليها أن تكون حاضرة قد خذلت غزة…
فعز على بلد الإيمان والحكمة أن يقف متفرجآ ماضيآ وكله ثقة بوعد الله ونصره خلف قيادته الحكيمة المتمثلة في شخصية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه ، الذي عز عليه أن يصمت أمام هكذا إجرام ماضيآ مع شعبه العظيم بكل رباطة جأش في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس
فتحرك الشعب مع قائده العظيم في معركته المساندة لمظلومية غزة الجريحة
وصدق قول الله تعالى
﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ﴾
فلبّى اليمن…
وقام…
وتقدّم…
وحمل البحر على كتفه كأنما يمشي إلى صلاة.
هناك، على الموج، تجلت عدالة السماء وجاء الحق ليزهق الباطل
فكانت عناية الله
وكان نصره مرسومًا على صفحة البحر قبل أن تتحرك الزوارق، لأن الله لا يخذل من ينصر الضعفاء، ولا يخيّب أمةً رفعت راية المستضعفين حين أسقطها الجميع.
ومن هنا جاء التأييد…
ومن هنا جاء الانتصار…
ومن هنا تهاوت بوارج الاعداء وأصبحت السفن واحدة تلو الأخرى غنيمة للمجاهدين الأحرار … لأن اليمن تحرك من موقف الدفاع عن المستضعفين ولم يخرج للدفاع عن نفسه، بل قاتل من أجل أمةٍ جُرحت، وعن غزة التي سُفك الاعداء دماؤها عنوة على مرأى ومسمعو العالم يشاهد وكأنه لايعنيه ذلك في خذلان هو الأغرب من نوعه والله المستعان
وما نذكر هذه الأيام إلا ونذكر الرجال الذين حملوا هذا الدور العظيم، وفي مقدمتهم الشهيد المجاهد عبدالملك إسماعيل الطالبي، ذلك الأسد الذي كان من رجال العملية الأولى، ثم عاد مشاركًا في العملية الثانية حتى ارتقى شهيدًا في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر مع
الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
رفع الله ذكره، وأعلى منزلته، وجعل دمه شافعًا لأمته يوم يقوم الناس لرب العالمين.
إننا اليوم لا نُمجّد سفنًا أُوقفت، ولا عملياتٍ نُفّذت، بل نُمجّد قانون الله في الأرض:
أن النصر يُعطى لمن ينهض لنصرة المظلوم،
وأن القوّة تُوهب لمن يحمل راية العدل،
وأن اليمن إنما نُصر لأنه وقف حيث خاف الجميع، وتحرّك حين سكت العالم.
فسبحان من أيّد،
وسبحان من نصر،
وسبحان من جعل من اليمن جندًا عالبآ يتحرك ولازال لنصرة المستضعفين، فاختصّه من بين الأمم لنيل هذا الشرف العظيم شرف الجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين ليقضي الله أمرآ كان مفعولآ وماالنصر الا من عند الله وهو خير الناصرين