القرآن الكريم في مواجهة أعداء الإسلام ..غضب لله يقوده قائد لا يساوم
في خضم الحرب الشرسة التي يشنها العدو الصهيوأمريكي على الإسلام والمسلمين ومقدساتهم، وتتعاظم فيها الضغوط السياسية والثقافية والعسكرية، يؤكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، على الخيار القرآني والموقف القرآني ، بوصفه مشروعًا متكاملًا يستند إلى أسس إلهية ثابتة، وسنن ربانية مضمونة النتائج،
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
خيار يستند إلى الوعد الإلهي
يؤكد السيد القائد حفظه الله على أن الخيار والموقف القرآني عاقبته مضمونة، لأن مصدره ليس اجتهادًا بشريًا محدودًا، ولا قراءة آنية للواقع فقط، وإنما يستند إلى وعود الله الصادقة التي لا تتخلف، فالقرآن لا يقدم توجيهات نظرية منفصلة عن الواقع، بل يحدد منهجًا عمليًا للحركة والموقف، مرتبطًا بقوانين النصر والهزيمة، ويستشهد السيد القائد بآيات قرآنية واضحة الدلالة، منها قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))، وقوله جل شأنه: ((وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)) وقوله تعالى: ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ))، هذه الآيات العظيمة، هي وعود إلهية مشروطة بالموقف والعمل، وليست وعودًا عاطفية أو رمزية.
الموقف القرآني .. طريق العزة لا الخضوع
يشدد السيد القائد أن الأمة اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما خيار قرآني يقود إلى العزة والقوة والمنعة، أو مسار الخضوع والاستسلام الذي ينتهي بالأمة ضعيفة، خانعة، واقعة تحت سيطرة أعدائها.
ويرى أن التخلي عن الموقف القرآني هو ما أوصل الأمة إلى حالة الانكسار والتبعية، حيث تتحول من أمة فاعلة تواجه الأخطار، إلى أمة مستضعفة يُسحق قرارها وتُصادر إرادتها، في المقابل، فإن التحرك وفق المنهج الذي رسمه الله يجعل الأمة في موقع الفعل لا رد الفعل، وفي موقع المبادرة لا الارتهان.
من الإيمان النظري إلى الموقف العملي
يسلط السيد القائد الضوء على نقطة هامة جداً هي الفجوة بين الإيمان النظري والتطبيق العملي، فالمسلمون يؤمنون بالقرآن، ويقرّون بصدق وعود الله، لكن هذا الإيمان غالبًا لا يترجم إلى ثقة حقيقية تنعكس في المواقف والخيارات، ولذا فإن السؤال الذي طرحه هو كيف تتحول الثقة بوعد الله إلى ثقة حية يعيشها الإنسان في وجدانه، وفي قراره، وفي ممارسته العملية؟
ويجيب بأن ذلك لا يتحقق إلا عبر الخيار القرآني، أي أن يكون القرآن هو المرجعية في تحديد العدو والصديق، وفي فهم طبيعة الصراع، ورسم أسلوب المواجهة، وتحديد الأولويات والمواقف .
عندها فقط تدخل الأمة في دائرة المعية الإلهية، حيث يكون الله معها بعونه وتوفيقه ونصره.
معية الله .. العامل الحاسم في الصراع
يؤكد السيد القائد أن أعظم ما يميز الخيار القرآني هو أنه الموقف الذي يقف الله معه، وحين يكون الله مع الأمة، فإن موازين القوة التقليدية تفقد تأثيرها الحاسم، لأن النصر لم يعد مرتبطًا فقط بالإمكانات المادية، بل بصدق التوجه وصحة المنهج.
ويشدد على أن هذه القضية ليست فكرة جديدة أو طارئة، بل هي من المسلمات في الثقافة الإسلامية، غير أن التحدي الحقيقي يكمن في إعادة إحيائها كواقع عملي .
نصرة المقدسات جزء من الخيار القرآني
وفي إطار تجسيد هذا المنهج عمليًا، يبرز السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بوصفه العَلَم المؤمن الشجاع، والقائد العربي المسلم الذي لا يفصل بين العقيدة والموقف، ولا بين الإيمان والمسؤولية، بل يغضب لله، ولرسوله، ولكتابه، ولمقدسات الأمة، حين تُنتهك أو يُساء إليها.
وقد تجلّى هذا الموقف بوضوح في أعقاب حادثة الإساءة للقرآن الكريم من قبل أحد الكفرة الأمريكيين، في اعتداء سافر على أقدس مقدسات الإسلام، واستفزاز فجّ لمشاعر الأمة الإسلامية.
أمام هذه الإهانة القذرة، لم يلتزم السيد القائد الصمت، ولم يكتفِ بالتنديد اللفظي، بل دعا بوضوح إلى مسيرة غضب لله ولمقدساته، تأكيدًا على أن السكوت على الإساءة للقرآن هو تفريط بالكرامة، وتشجيع لأعداء الله وأعداء الإسلام على التمادي في عدوانهم الثقافي والأخلاقي.
الغضب لله موقف إيماني واعٍ لا انفعال عابر
ويؤكد هذا الموقف أن غضب السيد القائد لم يكن رد فعل عاطفيًا، بل تعبيرًا واعيًا عن منهج قرآني أصيل، يجعل من نصرة المقدسات واجبًا إيمانيًا، ومن البراءة من الإهانة والعدوان جزءًا من الانتماء الحقيقي للإسلام.
فالغضب لله، في هذا السياق، هو موقف حضاري مسؤول، يحيي في الأمة روح العزة، ويعيد الاعتبار لقيم الكرامة والعزة، ويؤكد أن للأمة خطوطًا حمراء لا يجوز تجاوزها.
قائد لا يساوم على القرآن
ويرى الكثير من المهتمين والمحللين أن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يُجسد اليوم نموذج القائد العربي المسلم الذي لا يساوم على المقدسات، ولا يخضع حساباته الإيمانية لموازين السياسة الدولية، معتبرًا أن التفريط في الدفاع عن القرآن هو بداية التفريط في كل الثوابت، ويُنظر إلى هذا الموقف بوصفه امتدادًا طبيعيًا للخيار القرآني الذي يدعو إليه، خيار يجعل من نصرة الله، والدفاع عن كتابه، والوقوف بوجه أعدائه، طريقًا مضمون العاقبة، لأنه الطريق الذي وعد الله سالكيه بالنصر والمعية والتأييد.
ختاماً
يقدم السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي من خلال خطابه ومواقفه رؤية متكاملة لإخراج الأمة من حالة الضعف، تقوم على الاعتماد الصادق على الله، والثقة بوعده، والالتزام بالمنهج القرآني، وتحويل الإيمان إلى موقف عملي، ونصرة المقدسات بلا تردد
ويرى أن الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى هذا الخيار، كضرورة مصيرية، لأن العزة والقوة والنصر لا تُنال إلا في الطريق الذي رسمه الله سبحانه وتعالى.