هتافات الغضب المقدس .. اليمن يرفع القرآن نصرة للأمة وفلسطين

شهدت العاصمة صنعاء اليوم، ومعها مختلف المحافظات اليمنية الحرة، زخمًا شعبيًا غير مسبوق، مليونيًا هادرًا، خرج دفاعًا عن القرآن الكريم ونصرةً لفلسطين، ورفضًا للإساءات الأمريكية والصهيونية لمقدسات الأمة، المسيرات لم تكن مجرد حشود عابرة، بل بيانًا جماهيريًا موحدًا وهتافات صاخبة تعكس أن الإساءة للقرآن خط أحمر، وتحويل الغضب إلى موقف إيماني وسياسي واضح، في هذا المشهد، ارتفع المصحف الشريف كرمز للكرامة والهوية، وصدحت الهتافات بوصفها أداة تعبير ومؤشرًا على فهم واعي للصراع بين مشروع الإيمان ومشروع الطغيان، وامتدادًا عمليًا لقضية فلسطين ورفضًا للعدوان على الأمة ومقدساتها.

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

وفي قراءةٍ أعمق لمشهد المسيرات المليونية، تبرز الهتافات بوصفها النصّ الأكثر كثافة في التعبير عن وعي الشارع ودلالاته، فهي ليست مجرد عبارات حماسية، بل خطابٌ شعبي مكثف، يحمل أبعادًا عقائدية وسياسية ونفسية، ويكشف بوضوح طبيعة الصراع كما يفهمه أبناء الشعب اليمني.

 

 الهتافات بوصفها إعلان هوية إيمانية

الهتافات : القرآن كتاب الله .. لن ينجو أعداء الله ، لو عدنا لكتاب الله.. لهزمنا أعداء الله،

تعكس مركزية القرآن في الوعي اليمني، فالهتاف هنا يقدّم القرآن كمرجعية ومنهج حياة ومصدر قوة، والدلالة العميقة أن الجماهير ترى أن المعركة ليست معركة سياسية مؤقتة، بل مواجهة بين منهجين، منهج إلهي ومنهج عدواني، وأن النصر وفق هذا الوعي، مرتبط بالتمسك بالقرآن الكريم لا بتوازنات القوة المادية وحدها.

 

 الغضب للقرآن كواجب إيماني

هتافات : من لم يغضب للقرآن .. ليس به ذرة إيمان ،،  غضبًا من يمن الإيمان.. لن نتسامح في القرآن،

تحمل دلالة قوية وعميقة في آن واحد، إذ تُحوِّل الغضب من حالة شعورية فردية إلى موقف إيماني واجب، هنا يتم ترسيم خط فاصل بين من هو منتميًا للأمة، ومن هو متخاذل أو فاقد للبوصلة الإيمانية، هذه الهتافات تؤدي وظيفة تعبئة معنوية عالية، وتُغلق الباب أمام الحياد في قضايا المقدسات.

 

 تحديد العدو بوضوح كامل

الهتافات : أمريكا أكبر شيطان .. وسنهزمها بالقرآن ،، إسرائيل وأمريكا.. للإسلام أشد عداء ،، أمريكا الشيطان الأكبر.. شر دائم لا يتغير،

تحمل دلالة سياسية مباشرة لا لبس في تحديد العدو، فالخطاب الشعبي لا يتحدث عن أخطاء أو ممارسات، بل عن عداء بنيوي دائم، واستخدام مفردات دينية مثل الشيطان يعكس فهمًا عقديًا للصراع، يرى فيه مواجهة ممتدة مع مشروع معادٍ للإسلام، لا مجرد خلافات سياسية عابرة.

 

 الهتافات كأداة تعبئة وجهاد معنوي

في هتافات : جند الله يا جند الله.. انتصروا لكتاب الله ،، جند الشيطان الرجيم .. يحرق قرآني العظيم ،

هذه الثنائية تعبّر عن ذهنية تعبئة عالية، تهدف إلى رفع الاستعداد النفسي، وبناء شعور بالاصطفاف الكامل، والدلالة هنا أن الهتاف لا يكتفي بوصف الواقع، بل يصنعه نفسيًا، ويحوّل الجمهور من متلقٍ إلى طرف فاعل في الصراع.

 

فلسطين بوصفها امتدادًا للقرآن

الهتافات المرتبطة بفلسطين مثل : يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين ،، ياغزة وإحنا معاكم .. أنتم لستم وحدكم،، فلسطين أرض عربية.. لن تبقى للصهيونية،،

تؤكد أن القضية الفلسطينية ليست منفصلة عن قضية القرآن، بل جزء منها،  والدلالة العميقة أن الجماهير اليمنية ترى في فلسطين ساحة تجلٍّ عملي للعداء نفسه الذي يُسيء للقرآن، وأن النصرة واحدة، والمعركة واحدة، والعدو واحد.

 

 التفويض للسيد القائد

هتاف: فوضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك ،

يحمل دلالة سياسية واضحة، إذ يعكس حالة ثقة وتسليم بالقيادة، ويمنحها غطاءً شعبيًا واسعًا للتحرك واتخاذ القرار، هذا النوع من الهتاف لا يُقرأ فقط كولاء، بل كإعلان استعداد عام للمواجهة للعدو الصهيوني تحت قيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، الذي خرج وحيداً ليعلن موقف الغضب لله ولمقدسات الاسلام.

 

ختاماً 

الهتافات التي صدحت بها الجماهير اليمنية الغاضبة شكّلت بيانًا شعبيًا مفتوحًا، اختزل رؤية الشارع للصراع، وحدد بوصلته، ورفع سقف الخطاب من مستوى الاحتجاج إلى مستوى التعبئة الشاملة.
هي هتافات تؤكد أن الإساءة للقرآن لم تُواجَه برد فعل عاطفي عابر، بل بخطاب جماهيري يرى نفسه في قلب معركة هوية ووجود، ويقدّم الغضب للقرآن بوصفه موقفًا إيمانيًا، وواجبًا أخلاقيًا، وخيارًا لا رجعة عنه.

You might also like