في ذكرى جمعة رجب .. فعاليات خطابية وثقافية تؤكد مكانة اليمن ودوره الرسالي في نصرة القرآن وقضايا الأمة
يمانيون | تقرير
في مشهد إيماني يعكس عمق الارتباط التاريخي والروحي لليمنيين بالإسلام المحمدي الأصيل، شهدت عدد من المحافظات اليوم، فعاليات خطابية وثقافية وتربوية واسعة بمناسبة عيد جمعة رجب، ذكرى دخول أهل اليمن في الإسلام.
أكدت في مجملها أن هذه المناسبة ليست محطة احتفالية عابرة، بل تجديدٌ واعٍ للعهد مع الهوية الإيمانية، واستحضارٌ لدور اليمن الرسالي في نصرة الدين والقرآن وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
القطاع التربوي بصنعاء.. الهوية الإيمانية مسؤولية ورسالة
وفي السياق نظّم القطاع التربوي بمحافظة صنعاء فعالية خطابية بهذه المناسبة، أكّد خلالها وكيل المحافظة لقطاع التربية والشباب طالب دحان أن اليمنيين نالوا شرف السبق في الإيمان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن احتفاءهم بجمعة رجب إنما هو احتفاء بيوم دخولهم في الإسلام عن وعي وبصيرة، وهو ما جسّدته شهادة النبي الخاتم بقوله: «الإيمان يمان والحكمة يمانية».
واستعرض دحان الدور التاريخي لأهل اليمن في نصرة الدين، مشددًا على أن محاولات الأعداء فصل الأمة عن دينها وهويتها لن تفلح، ما دام القرآن حاضرًا في الوعي والسلوك.
كما حمّل التربويين والمعلمين مسؤولية كبرى في تنشئة الأجيال على الثقافة الإيمانية والقرآنية، وترسيخ القيم والأخلاق، والتصدي لمخاطر الحرب الناعمة التي تستهدف وعي الطلاب وهويتهم.
من جانبه، أوضح أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري أن عظمة جمعة رجب تكمن في كونها لحظة فاصلة في تاريخ اليمن، حيث دخل اليمنيون في دين الله أفواجًا رغبةً لا رهبة، ونصرةً ومحبة لله ورسوله.
واستحضر دور الإمام علي عليه السلام حين قدم مبعوثًا من رسول الله إلى قبائل همدان فأسلموا جميعًا، لتتوالى بعدها بقية القبائل اليمنية، داعيًا إلى التمسك بالهوية الإيمانية كرافعة للصمود وتماسك الجبهة الداخلية.
صنعاء الجديدة.. الإيمان حصن الصمود والانتصار للقرآن
وفي مديرية صنعاء الجديدة، نُظّمت فعالية خطابية انتصارًا لكتاب الله واحتفاءً بعيد جمعة رجب، تحت شعار «الإيمان يمان والحكمة يمانية».
وأكّد مدير المديرية عبد الله المروني أن إحياء هذه الذكرى يمثل ركيزة أساسية لتعزيز الهوية الإيمانية، باعتبارها مصدر قوة الأمة وثباتها في مواجهة التحديات.
وأشار إلى أن تمسك اليمنيين بهويتهم الإيمانية هو الامتداد الطبيعي لاستجابة الآباء والأجداد لرسالة الإسلام التي حملها الإمام علي عليه السلام، وهو ما يستوجب السير على نهجهم في نصرة الحق والتمسك بالهدي القرآني.
بدوره، شدد رئيس محكمة صنعاء الجديدة خالد شمس الدين على واجب الأمة في الانتصار للقرآن الكريم، والوقوف في وجه الإساءات المتكررة التي تقف خلفها أهداف صهيونية خبيثة تستهدف إبعاد الأمة عن مقدساتها وقيمها، داعيًا إلى مواجهة هذا المشروع بالوعي والثبات ونصرة مظلومية الأمة، وفي مقدمتها مظلومية الشعب الفلسطيني.
كما أكد مدير التعليم الأهلي أحسن البحري أهمية تجسيد الهوية الإيمانية عمليًا في مواجهة العدو الصهيوني والأمريكي.
الحديدة.. جمعة رجب امتداد للدور التاريخي في نصرة المستضعفين
وفي محافظة الحديدة، نظّم قطاع الإرشاد ووحدة العلماء والمتعلمين ندوة ثقافية بمديرية الحالي، تناولت دلالات ذكرى جمعة رجب ومكانة اليمن في التاريخ الإسلامي، وربطت بين الماضي والحاضر من خلال الموقف اليمني المشرف في نصرة الشعب الفلسطيني.
وأكد وكيل أول المحافظة أحمد البشري أن إحياء هذه الذكرى يعكس أصالة الانتماء الإيماني لليمنيين، وأن دخولهم في الإسلام كان دخولًا واعيًا ونصيرًا، أسهم في ترسيخ قيم الإيمان والحكمة في الأمة الإسلامية.
واعتبر أن الهوية الإيمانية تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، وفي مقدمتها أمريكا وكيان الاحتلال الصهيوني.
من جانبه، أوضح مسؤول وحدة العلماء والمتعلمين الشيخ علي صومل أن التمسك بالهوية الإيمانية هو السبيل لمواجهة مشاريع الهيمنة والتطبيع، مؤكدًا أن وقوف اليمن إلى جانب فلسطين نابع من هذا الوعي الإيماني العميق.
كما شدد الشيخ حسين شرف الدين على أهمية تعزيز الجبهة الثقافية والتوعوية لمواجهة محاولات طمس الهوية.
ريمة.. العلماء في طليعة النصرة للقرآن وجمعة رجب
وفي محافظة ريمة، عُقد لقاء موسع للعلماء والخطباء والمرشدين بمديرية الجبين، نصرة للقرآن وفلسطين، وتدشينًا لفعاليات جمعة رجب.
وأكّد عضو مجلس الشورى أحمد النهاري ضرورة التصدي الحازم لكل من يسيء إلى القرآن الكريم، باعتباره مصدر عزّة الأمة وقوتها.
وشدد مدير مكتب الأوقاف فتح الدين النهاري على دور العلماء في تجسيد القرآن واقعًا حيًا، وتحمل مسؤولياتهم في توعية المجتمع بمؤامرات الأعداء.
كما أكد مسؤول التعبئة رضوان الحديدي أن الهوية الإيمانية تمثل عنوان المرحلة، وتتطلب استمرار التعبئة والأنشطة التوعوية استعدادًا لمواجهة العدو.
وصدر عن اللقاء بيان عبّر عن الغضب والاستنكار للإساءات الأمريكية الصهيونية المتكررة للقرآن الكريم، محمّلًا أمريكا وبريطانيا وكيان الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عنها، وداعيًا إلى مقاطعة بضائعهم، والاستمرار في نصرة فلسطين والثبات على خط الإيمان والجهاد.
ختاماً
تعكس هذه الفعاليات المتزامنة في صنعاء والحديدة وريمة، وحدة الموقف اليمني تجاه جمعة رجب بوصفها محطة إيمانية جامعة، تتجدد فيها معاني الهوية والانتماء والوعي الرسالي.
كما تؤكد أن اليمن، الذي دخل الإسلام مبكرًا وحمله بصدق، لا يزال اليوم حاضرًا في ميادين النصرة للقرآن والمستضعفين، ثابتًا على العهد، ومتمسكًا بهويته الإيمانية في مواجهة كل مشاريع الاستهداف والهيمنة.



