صمود الهوية اليمنية أمام مخاطر التحريف والانحراف

في ذكرى جمعة رجب من العام 1440 هـ، ألقى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي خطابًا هاماً، تناول فيه مستقبل الأمة اليمنية والعربية والإسلامية، مركزًا على الخطرين الرئيسيين الذين يهددان الهوية الإيمانية للشعب اليمني، ’’التحريف والانحراف’’ ،  جاء الخطاب في سياق تاريخي وديني عميق، حيث ربط السيد القائد بين واقع الشعب اليمني الراسخ في الإيمان منذ صدر الإسلام، والتحديات المعاصرة التي تحاول طمس هذه الأصالة، سواء عبر الجماعات التكفيرية أو التأثيرات الثقافية الغربية .

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

وجه السيد القائد تحذيراً للشعب نحو الوعي بمخاطر محاولات التحريف الديني التي تهدف إلى قلب مفاهيم الإيمان الأصيلة، والانحراف الأخلاقي والاجتماعي الذي يسعى لتفكيك القيم المجتمعية تحت شعارات زائفة مثل الحرية أو الحضارة، وبالتالي تهديد الهوية الوطنية والدينية معًا، ويتميز الخطاب بالبعد التحليلي العميق، حيث يوضح السيد القائد العلاقة بين الماضي التاريخي للأمة، والحاضر المليء بالتحديات، والمستقبل الذي يحتاج فيه الشعب إلى الحذر والصمود للحفاظ على أصالته الإيمانية.

 

التحريف ..  تهديد الهوية الإيمانية
يشير السيد القائد إلى أن التحريف يشمل تغيير جوهر العلاقة بين الإنسان وربه، ويستهدف المعتقدات الأساسية، والعبادات، والممارسات الدينية التقليدية للشعب اليمني، مؤكداً أن التكفيريون يحاربون الشعائر الدينية والمناسبات الدينية ، ويصفونها بالبدعة ، كتلاوة سور القرآن الكريم في المناسبات الدينية، أو الاحتفال بذكرى مولد النبي صلوات الله عليه وآله وسلم، تُحارب وتعتبر مخالفة للعقيدة وفق منهجهم التكفيري، كذلك العلاقة بالإمام علي عليه السلام وآل البيت، والتي هي جزء من التراث الديني للأمة، يتم تشويهها، وإضعاف مكانتها في الذهنية العامة للشعب، خلافًا لما أراده الإسلام من محبتهم والتوقير لهم.
ويزرعون في النفوس القسوة والكراهية بدل الرحمة واللين، ويحولون التربية الدينية إلى أداة لإنتاج العنف والجريمة.
تعليمهم يهدف إلى تغيير طبيعة الشعب اليمني الذي تربى على الرحمة واللين منذ صدر الإسلام، ويزرعون في النفوس أفكار الكراهية تجاه الأطفال والمجتمع ككل.
وشدد السيد القائد على أن هؤلاء التكفيريين لا يعترفون بأصالة الشعب اليمني، ويحاولون فصله عن تاريخه الممتد منذ عهد الرسول صلوات الله عليه وآله، وصولًا إلى الإمام علي عليه السلام ، وجميع رموز الخير والصلاح في اليمن والتاريخ الإسلامي يحاولون تصنيفهم خارج الملة، بغرض إخضاع الشعب لهويتهم الخاصة المبنية على التطرف.

الانحراف .. تهديد الأخلاق والقيم
الانحراف يشمل الانحرافات السلوكية والأخلاقية الحديثة المستوردة من الغرب، مثل الانفتاح المفرط على العلاقات الفوضوية بين الجنسين، الخمر، المخدرات، والخلاعة  والمجون تحت شعارات الحرية أو الحضارة.
يؤكد السيد القائد أن هذا الانحراف يسعى لتفكيك القيم المجتمعية اليمنية الأصيلة، وخلق فجوة بين الشباب ومبادئ دينهم وأخلاقهم، من خلال الترويج لبعض الموضات والسلوكيات الغربية  الذي هو جزء من مخطط لتفكيك الهوية الإيمانية، حيث يتم تسويق الانحراف على أنه تقدم حضاري، محذراً من التأثر بالثقافة الغربية السطحية، ويشدد على ضرورة العودة للأصالة الإيمانية كأساس للنهج الحضاري الحقيقي.

 أبعاد ودلالات هامة في خطاب السيد القائد
يؤكد السيد القائد على أهمية صون العلاقة مع الله ورسوله صلوات الله عليه وآله وآل البيت عليهم السلام، وتعزيز التمسك بالممارسات الدينية الصحيحة، والتحذير من التكفيريين يظهر كدعوة للحفاظ على الرحمة واللين والمحبة في القلوب، بما يتوافق مع تعاليم الإسلام الأصيلة، مؤكداً على أهمية حماية المجتمع من الانحرافات الحديثة، وتربية الشباب على القيم الدينية والأخلاقية الأصيلة، مشدداً على ضرورة تحصين المجتمع ضد كل محاولات الفصل بين الإنسان وقيمه الدينية والاجتماعية، بما يعزز الوحدة المجتمعية، داعياً إلى إحياء التراث الديني والثقافي للشعب اليمني، بما في ذلك الشعائر الدينية، المناهج التعليمية، الموروث الثقافي والتاريخي، ومواجهة محاولات الطمس التاريخي لمكانة ودور الإمام علي وآل البيت عليهم السلام،
وفي البعد السياسي ، فإن خطاب السيد القائد، يعكس وعيًا استراتيجيًا، ويحذر من التأثيرات الغربية والأجندات الخارجية التي تهدف لتفكيك هوية الشعب اليمني الدينية والثقافية، مشدداً على أن الحفاظ على الهوية الإيمانية هو جزء من المقاومة الوطنية والسياسية، ويؤكد على صمود الشعب أمام كل محاولات الهيمنة.

ختاماً 
خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في جمعة رجب 1440 هـ يمثل خارطة طريق للحفاظ على الهوية الإيمانية لليمنيين ، من مخاطر التحريف التي تمثل تهديد شامل للعقيدة، القيم، والتاريخ الديني، ومن مخاطر الانحراف التي هي تهديد للأخلاق والسلوك الاجتماعي عبر التأثيرات الغربية والترويج الممنهج من قبل العدو للفساد.
مؤكداً على ضرورة الوعي المجتمعي، والتربية الدينية القيمية الصحيحة، وإحياء التراث الإيماني، وأن الحفاظ على الأصالة الدينية والأخلاقية هو أداة مقاومة لكل محاولات الهيمنة من قبل العدو وأدواته، ويشكل دعوة صريحة للمجتمع اليمني للحفاظ على قيمه، أصالته، وانتمائه الإيماني في مواجهة تحديات العصر.

You might also like