Herelllllan
herelllllan2

عيد الأم.. نداء إنساني عاجل!

علي الشرجي

يصادف اليوم 21 مارس عيد الأم العالمي.. شخصياً أنا ضد إبداء الحماس للاحتفاء بهذا التاريخ واختزال فضل الأم في يوم عابر، وإن كان عالميا.. لكنها مناسبة للتذكير بحال الأم اليمنية في ظل العدوان والحرب والحصار.. فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

إذْ يعود عيد الأم هذا العام وآلاف الأمهات اليمنيات قد فقدن فلذات أكبادهن.. قصفاً أو مرضاً وجوعاً.. بسبب العدوان والحرب والحصار!!.

يعود هذا اليوم، وقد افتقدت الأمهات اليمنيات خيرة أبنائهن، خيرة الرجال في جبهات الصمود والاستبسال.. إما شهداء أو أسرى، ومن الأمهات من تفرقت بهنّ وأطفالهن السُبل في متاهات التشرد والنزوح، خاصة إذا ما علمنا أن عدد نازحي الحرب بلغ 4 ملايين و400 ألف نازح ونازحة، ومايزال الرقم مرشحاً للزيادة في ظل التآمر الدولي على اليمنيين لأهداف ومرامٍ مكشوفة، ضحاياها الأبرياء والسيادة الوطنية.

تحت قصف طيران العدوان السعودي – الأمريكي، وأزيز رصاص الحرب الظالمة، ووسط دائرة الحصار المغلقة جواً وبحرا، نحاول الاحتفاء بهذا اليوم رغم مرارات الحياة وجحود بعض اليمنيين بأمهم الكبرى اليمن… رغم الأرقام الصادمة التي تفيد بأن 8000 أم يمنية تموت سنوياً و3000 طفل يمني مهددون بالموت سنويا، بسبب الحصار وفقدان الخدمات الصحية جراء العدوان!!
تلك الأرقام كافية لنوجِّه صرخة في وجه العالم، لتفعيل إنسانيته بمناسبة عيد الأم العالمي.

لننتهز هذه المناسبة فرصة لإطلاق نداء استغاثة عاجل، لوقف الحرب والعدوان والحصار وإعادة فتح مطار صنعاء لسفر الأمهات المحتاجات للعلاج في الخارج، ولإعادة الأمهات النازحات إلى بيوتهن وربوعهن ولم شمل الأسر المشردة.

ينبغي أن يتحول يوم عيد الأم إلى يوم لمحاكمة المجتمع الدولي والأمم المتحدة المتواطئة مع العدوان ومع استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية- على الأقل – رحمة بالأمهات المريضات طريحات الفراش في المستشفيات والمراكز الصحية المهددة بالإغلاق وتوقف خدماتها بسبب نفاد الوقود ونفاد أكاذيب ومغالطات المبعوثين الأمميين والدوليين إلى اليمن.. ورغم ذلك نوجِّه تحية لأم غريفيث وأم غوتيريش إن كانتا باقيتين على قيد الحياة، باسم أطفال اليمن المحرومين من عيد الأم، الصامدين في وجه شبح الموت وخطر الحصار الماحق الذي لا يفرّق!!

وربما يجوز في هذا اليوم الكذب على الأطفال اليمنيين الباحثين عن هدية لأمهم، وأعلم أن هذه المناسبة تتسبب في إحراج الكثير من الآباء، خاصة ممن حرموا من رواتبهم أو يعيشون رحلة النزوح الطويلة ولا يستطيعون الوفاء بمتطلبات الفرح بالأم الغالية في هذا اليوم، الذي لا أدري من ثبّته في عقول البشر كعيد عالمي.

لا أدري.. هل أحسنت صُنعاً مع ابنتي جنى، ففي اتصال هاتفي بها-وبعد نقاش مستفيض حول عيد الأم- أقنعتها بقطف غصن من أقرب شجرة ترفقه في ورقة من دفترها المدرسي، مكتوب عليها: “أمي الغالية أحبك.. اللعنة على العدوان والحصار.. الصبر مفتاح الفرج”!!

أما أنتِ يا أمي الغالية، فإني أؤمن بأن الجنة تحت قدميك التي لا أستطيع الوصول إليها بفعل الظروف القاهرة.. وأنت خير من يقدر.. أمي أعذريني ليس عيدك اليوم .. فأنت في القلب والضمير والوجدان كل دقيقة، كل يوم، كل سنة.. ما حييت أبدا.. وكل الكلمات لا تفيك.

كوني بخير يا أمي.. كنّ بخير يا أمهات اليمن الصامدات.
ألف قُبلةٍ في جبين ورأس كل أم شهيد وأسير ومجاهد في جبهات الصمود والاستبسال.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com