أكاديميون صهاينة يتهمون حكومتهم بإبادة جماعية في غزة: لا تُرتكب الجرائم باسمنا
يمانيون |
في موقف صادم للرأي العام الصهيوني، أطلق أكثر من ألف أكاديمي ومحاضر وعامل في قطاع التعليم العالي داخل كيان الاحتلال، اليوم الإثنين، نداءً عاجلًا يطالب بوقف فوري للحرب الإجرامية التي تشنها حكومة العدو على قطاع غزة، متهمين إياها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للعيش البشري.
البيان، الذي صدر عن نخبة من الأساتذة الجامعيين والإداريين والباحثين في الجامعات الصهيونية، أشار إلى أن سلطات الاحتلال خرقت وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي، ومنذ ذلك الحين قتلت ما يقارب 3,000 مدني فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، ليصل عدد الشهداء الإجمالي في غزة إلى أكثر من 53,000 منذ بدء العدوان، من بينهم 15,000 طفل، في حين لم يتجاوز عدد القتلى من المستوطنين خلال الحرب سوى 41 شخصًا بينهم أسرى كانوا لدى المقاومة الفلسطينية.
الأكاديميون الصهاينة، وفي تحول نادر في الخطاب داخل الكيان، أكدوا أنهم يتحملون مسؤولية أخلاقية ومجتمعية عن الجرائم التي ترتكبها حكومتهم، مشيرين إلى أن العدوان الوحشي طال المستشفيات والمدارس والجامعات ومؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة، ما أدى إلى تدمير ممنهج للبنية التحتية الأكاديمية والقضاء على أي أمل في استمرار العملية التعليمية في القطاع المحاصر.
وشدد البيان على أن هذه الممارسات الوحشية تجري باسم الشعب الصهيوني وبأيدي جنوده، ما يستوجب على النخبة الأكاديمية كسر حاجز الصمت، وعدم التواطؤ مع آلة القتل الرسمية، داعين الجامعات الصهيونية إلى رفع صوتها والتحدث بوضوح أمام طلابها وأمام المجتمع المحلي والدولي، وتسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية دون مواربة أو خضوع للدعاية العسكرية.
كما دعا الموقعون إلى تحمّل الجامعات الصهيونية لمسؤوليتها المؤسسية في مواجهة “الواقع الكارثي”، كما وصفوه، والتوقف عن تجاهل جرائم الحرب التي تُرتكب باسم العلم والحداثة، مؤكدين أن مناهج التعليم العالي في الكيان لا يجب أن تكون غطاءً أيديولوجيًا أو أخلاقيًا للعدوان الوحشي.
هذا الموقف غير المعتاد من داخل المنظومة الأكاديمية الصهيونية يعكس عمق الأزمة الأخلاقية والانقسام الداخلي المتصاعد في كيان الاحتلال، حيث بات حتى بعض مكوّناته النخبوية يرفضون الصمت أمام المجازر المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، بعد ستة قرون من الاحتلال الاستيطاني والتطهير العرقي المنظم.
ووسط هذه الموجة من الإدانات الداخلية، تبدو حكومة نتنياهو أكثر انكشافًا من أي وقت مضى، ليس فقط أمام المجتمع الدولي الذي يتزايد فيه الحديث عن محاكمات جرائم حرب، بل أمام جمهورها الأكاديمي والثقافي الذي بدأ يخرج عن صمته في لحظة تاريخية فارقة.