Herelllllan
herelllllan2

ترامب أشعل النار وبوتين يتدفأ على وهجها

يمانيون – متابعات

اعتبرت صحيفة Handelsblatt الألمانية أن جهود الرئيس دونالد ترامب لتوحيد صف العرب ضد إيران انتهت بتشرذمهم وانتهاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفرصة لجني ثمار هذه الجهود.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه وبالتزامن مع هذا التطور، احتدم الخلاف بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن ودبّت الفرقة في صف الجانبين، شأنهما شأن العرب في ذلك، لتنتزع روسيا مجددا المبادرة وتعزز دورها قوة حاسمة في الشرق الأوسط.

 

وأضافت Handelsblatt أن الرئيس الأمريكي، وعوضا عن تطبيق شعار “أمريكا أولا”، الذي نادى به إبان حملته الانتخابية، يعكف في الوقت الراهن على إضرام النار في وقيد سريع الاشتعال في الشرق الأوسط، أخذ يتدفأ على حمّه الرئيس الروسي، مستغلا “الخدمة” الأمريكية المقدمة له في منطقة الخليج.

 

ماتياس بريوغمان صاحب مقال Handelsblatt اعتبر أن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط، لا تفضي إلا لتعزيز مواقع بوتين في المنطقة وجعله أكثر قوة، بما يخدم “جعل الرئيس الروسي منتصرا في حرب الجيوسياسة العالمية التي بدا الكرملين إبانها خاسرا لفترة طويلة”.

 

وأعاد بريوغمان إلى الأذهان الواقع الذي كان قائما في أوروبا والعالم قبل “انطلاق مبادرات ترامب الشرق أوسطية الحساسة”، معتبرا أن “العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو بعد ضمها شبه جزيرة القرم، أرهقت الاقتصاد الروسي وأدت إلى “تبخر” المليارات من الدولارات التي تحتفظ بها موسكو في صندوقها الاحتياطي”.

 

وتابع: “في سوريا، وصل الدكتاتور بشار الأسد، وهو الحليف الأخير لروسيا في المنطقة، وصل إلى حافة الهاوية، وبالكاد كان يقاوم، فيما اكتفى الكرملين بالإعراب عن امتعاضه حيال سقوط نظام القذافي معتبرا عملية التحالف الغربي في ليبيا انتهاكا للقانون الدولي”.

 

وأضاف: أما الوضع الماثل اليوم في العالم فهو مغاير لذلك تماما، حيث وقع الشقاق بين الولايات المتحدة وأوروبا على غرار ما يحدث بين العرب، فيما بوتين قرر التريث ليتيح الفرصة للآخرين علّهم يفلحون في تسوية خلافاتهم.

 

ومضى بريوغمان يقول، إن الرئيس بوتين وبالتوازي مع الخطوات المتروية التي يتخذها، تبنى جملة من التحركات التي استطاع بفضلها الارتقاء ببلاده إلى موقع ريادي لائق في هرم العولمة الدولي، “بعد أن شطب بعض المؤرخين والخبراء السياسيين والساسة الغربيين روسيا من حساباتهم.

 

واعتبر أن أهمية روسيا على الحلبة الدولية لن تتوقف عند الحد الذي بلغته، وأنها سوف تتعاظم بموجب جملة من العوامل بينها نهج ترامب وسياسة إدارته.

 

وتابع: ففي الوقت الذي كان يؤدي فيه ترامب رقصة “العرضة” في الرياض إلى جانب أفراد العائلة السعودية الحاكمة، “شرعت الاستخبارات الغربية في كيل الاتهامات لزعماء السنة بدعم فريق واسع من الجماعات السلفية، وتمويل “المساجد الراديكالية” في أوروبا، ورعاية مجرمي اعتداءات الـ11 من سبتمبر على نيويورك”.

 

وخلص  بريوغمان إلى أن الخلاف الحالي في الخليج، لا يدفع بقطر وحدها تجاه روسيا التي استحوذت منها مؤخرا على حصة كبيرة في شركتها النفطية العملاقة “روس نفط”، بل يدفع بليبيا كذلك إلى أحضان روسيا التي برعت في الآونة الأخيرة في ترتيب العلاقات مع النظام الليبي الجديد وشرعت في ترسيخ حضور شركاتها في ليبيا، خلافا لخصوم موسكو الأوروبيين.

 

وتابع: حتى تركيا ورغم عضويتها في الناتو، لقد أدارت ظهرها لأوروبا وصارت تلمس في موسكو شريكا موثوقا لها، ناهيك عن إيران الساعية للحفاظ على علاقات الشراكة مع موسكو على جميع الأصعدة، ولا سيما على الحلبة السورية، الأمر الذي يجعل روسيا قوة متنفذة وفاعلة من جديد في المنطقة. أضف على ذلك، الصين التي فضلت الوقوف في صف روسيا، ولن تغير من موقفها أبدا بعد الإهانة التي وجهها لها ترامب بموقفه تجاه مشكلة التغير المناخي في العالم.

 

وختم بريوغمان بالقول، إن الولايات المتحدة لن تسمح لنفسها بتجاهل روسيا في وقت تبحث فيه هي عن شركاء يؤازرونها في مكافحة الإرهاب، ناهيك عن اعتلاء أصوات المطالبين في الغرب برفع العقوبات عن موسكو، الأمر الذي يتيح القول في بوتين بعد كل ذلك إنه “وصل وتلفّت وانتصر”!

 

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com