Herelllllan
herelllllan2

اليمن… عنوان المقاومة وعصبها الحي: من البحر الأحمر إلى غزة، معركة وعي وصمود بوجه التحالف الصهيو-أمريكي

يمانيون../
منذ اندلاع العدوان الصهيوني على غزة في أكتوبر 2023، تحولت اليمن من دولة محاصرة إلى لاعب إقليمي وفاعل مؤثر في معادلة الصراع العربي-الصهيوني، بعد أن أصبحت أراضيها ومياهها الإقليمية وصواريخها عنوانًا متقدماً للمقاومة والصمود والعزة.

هذا ما أكده السياسي الأردني وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب الديمقراطي، محمد زرقان، في حديثه لمنصة “عرب جورنال”، حين قال: “اليمن بات قلب العروبة النابض، وكلنا يمنيون من المحيط إلى الخليج، لأن اليمن اليوم يجسد كرامة الأمة وخط الدفاع الأول عن فلسطين.”

الدعم اليمني لغزة: إسناد حقيقي يتجاوز الشعارات
واعتبر زرقان أن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية نصرة لغزة، لم تكن مجرد رد رمزي، بل ساهمت فعليًا في رفع معنويات المقاومين في الميدان، وبثت الروح الثورية في الشارع العربي الذي كان لسنوات يرزح تحت وطأة الصمت والتطبيع.

“إن ما قدمه اليمن، ليس فقط دعماً معنوياً، بل عملياً وملموساً على أرض الواقع، وبصواريخ ومسيرات غيّرت قواعد الاشتباك في البحر الأحمر والكيان المؤقت.”

ولفت إلى أن الاستنفار الغربي – من واشنطن إلى تل أبيب – لم يكن عبثاً، بل جاء نتيجة مباشرة للعمليات اليمنية التي أربكت الممرات الملاحية، وأثبتت أن باب المندب لم يعد تحت الهيمنة الغربية المطلقة.

باب المندب: من معبر تجاري إلى جبهة مقاومة
وأشار زرقان إلى أن ما يملكه اليمن من موقع جغرافي حيوي في البحر الأحمر، وقدرته على التأثير في حركة التجارة والطاقة، لو استُثمر بالشكل الصحيح، سيكون رافعة استراتيجية كبرى للمقاومة والمشروع العربي المناهض للهيمنة الغربية والصهيونية.

“تحول اليمن من متلقٍ للعدوان إلى طرف يفرض المعادلة، أظهر أن الإرادة السياسية المستقلة قادرة على صنع فارق كبير في ميزان القوى.”

وحدة الساحات: اليمن يعيد تشكيل المفهوم
وأكد أن اليمن بموقفه الصلب والداعم لغزة قدّم نموذجاً متقدماً في مفهوم “وحدة الساحات”، حيث لم يعد دعم فلسطين شعارًا نظريًا، بل أصبح فعلاً مقاومًا يوجع العدو ويكبّده خسائر باهظة.

وأضاف: “لقد استطاعت اليمن أن ترفع كلفة العدوان الصهيوني على غزة عبر بوابة البحر الأحمر، وأن ترسخ بأن الشعوب الحيّة قادرة على الرد متى توفرت القيادة والشجاعة.”

حرب إبادة في فلسطين… ومشروع أوسع من “الطوفان”
وحول التطورات في فلسطين المحتلة، شدد زرقان على أن ما يحدث في غزة والضفة ليس مجرد رد على عملية “طوفان الأقصى”، بل هو جزء من مشروع تطهيري صهيوني يستهدف الوجود الفلسطيني ككل.

“هي حرب إبادة ممنهجة، صامت عليها الأنظمة الغربية وتورطت بها أنظمة عربية، لكن اليمن اختارت الوقوف في الجهة الصحيحة من التاريخ.”

اليمن والمقاومة… تاريخ يتجدد بالسلاح والعقيدة
وفي سياق الأرقام، تُظهر بيانات جبهة الإسناد اليمنية منذ إعلان مشاركتها الفعلية في نوفمبر 2023، إطلاق أكثر من 1200 صاروخ ومسيرة نحو العمق الصهيوني، واستهداف أكثر من 240 قطعة بحرية معادية، وإسقاط 26 طائرة أمريكية من طراز MQ-9 في واحدة من أضخم عمليات الردع على مستوى المنطقة.

هذه الأرقام ليست مجرد إنجازات عسكرية، بل شهادة تاريخية على أن مشروع المقاومة ما زال حيًا، وأن هناك من يرفض الانصياع لقواعد الهيمنة الغربية، ويعيد الاعتبار لعقيدة التحرير والتصدي.

خلاصة:
اليمن اليوم لم يعد مجرد دولة في جنوب الجزيرة العربية، بل صار رمزًا عربيًا جامعًا، يمسك بندقية بيد، ويحمل في الأخرى مشروع أمة ترفض التصفية والخنوع. إنه اليمن الذي من رماده خرج طوفان جديد، يُعيد رسم خريطة الصراع على أسس الكرامة والسيادة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com