Herelllllan
herelllllan2

اغتيال العقول النووية : العدو الصهيوني يصفي نخبة العلماء الإيرانيين بدعم أمريكي غربي (تفاصيل المعركة الخفية)

يمانيون / تقرير / خاص

في يونيو 2025، فجّر العدو الصهيوني الوضع من جديد عبر تنفيذ عملية استخباراتية دقيقة استهدفت علماء ومنشآت نووية إيرانية، مدعومة بمعلومات غربية، في إطار ما أصبح يعرف بـ”حرب الظل” بين الطرفين. هذه العمليات لا تمثل حوادث منفردة، بل تُعد امتدادًا لتاريخ طويل من المواجهة ، يتمحور حول منع إيران من امتلاك المعرفة والقدرة النووية.

 اغتيال العلماء استراتيجية صهيونية 

منذ أكثر من عقدين، وضع الكيان الصهيوني العلماء النوويين الإيرانيين ضمن قائمة أولويات جهاز الاستخبارات الخارجية “الموساد” ، ويرى الكيان أن البرنامج النووي الإيراني يهدد وجوده الاستراتيجي، وبهذا السياق نفذت بين 2010 و2020 خمس عمليات اغتيال مباشرة لعلماء نوويين في طهران، أبرزهم:

مسعود علي محمدي (2010): أستاذ فيزياء، اغتيل بتفجير دراجته النارية أمام منزله.

مجيد شهرياري (2010): اغتيل بتفجير سيارة مفخخة.

داريوش رضائي نجاد (2011): قتل برصاص مسلحَين أمام منزله.

مصطفى أحمدي روشن (2012): مهندس في منشأة نطنز، اغتيل بتفجير لاصق وضع على سيارته.

محسن فخري زاده (2020): العالم الأبرز والمشرف على البرنامج النووي العسكري، اغتيل بسلاح يتم التحكم به عن بُعد. كل هذه العمليات نُسبت بشكل مباشر أو غير مباشر إلى جهاز الموساد، بدعم معلوماتي من أجهزة غربية .

معنى هذه المعركة بالنسبة للكيان الصهيوني 

يعتبر الكيان الصهيوني هذه المواجهة جزءًا من صراع وجودي، لا مجرد نزاع إقليمي ، في عقيدة الأمن القومي للكيان ، يُنظر إلى امتلاك إيران لقدرة نووية – حتى إن لم تكن سلاحًا فعليًا – كعامل يخلّ بتوازن الردع في المنطقة ويقوّض هيمنتها ،وهو ما أكده يوفال شتاينيتس، وزير الطاقة الصهيوني الأسبق، في 2021 الذي قال : “منع إيران من أن تصبح دولة نووية ليس هدفًا تكتيكيًا، بل هو هدف استراتيجي وجودي لإسرائيل.”

وبحسب مركز الأبحاث التابع لجيش العدو الصهيوني (INSS)، فإن تل أبيب تتبع سياسة “جزّ العشب” ضد إيران، من خلال استهداف العلماء والمرافق بشكل متكرر لتأخير التقدم النووي دون الدخول في حرب شاملة.

دور الولايات المتحدة والمعسكر الغربي

كشفت صحيفة NBC News أن الولايات المتحدة زودت الكيان الصهيوني بمعلومات استخباراتية دقيقة ساعدت في تنفيذ الضربات الأخيرة على علماء إيرانيين. كما لعبت فرنسا وبريطانيا دورًا في نقل بيانات متقدمة عن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية .

إيران بين المقاومة والاستنزاف

الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من جانبها، تعتبر هذه الاستهدافات جزءًا من حرب استخباراتية قذرة، وأعلنت مرارًا أنها لن تتراجع عن برنامجها النووي السلمي. بعد اغتيال فخري زاده، زادت من تخصيب اليورانيوم ورفعت سقف التحدي، مما فاقم التوتر الإقليمي ، وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا بعد الهجمات الأخيرة جاء فيه: “سنرد في الوقت والمكان المناسب، والمعركة لم تنتهِ بعد. المعركة مع العدو الصهيوني ليست مجرد نزاع، بل معركة كرامة وسيادة وطنية.”

العدوان الأخير استهداف العلماء النوويين

الضربة الأخيرة التي نفذتها إسرائيل في يونيو 2025 استهدفت تسعة من كبار العلماء الإيرانيين المرتبطين بالبرنامج النووي، بينهم فريدون عباسي دواني، الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ومحمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة آزاد الإسلامية. هذه العملية تأتي بعد سلسلة من الاغتيالات السابقة، مما يشير إلى استمرار إسرائيل في استراتيجيتها المتمثلة في استهداف الكوادر العلمية والتقنية لإيران.

خاتمة

الصراع بين إيران والعدو الصهيوني حول البرنامج النووي لا يدور فقط حول أجهزة طرد مركزي، بل هو صراع على النفوذ، والهيبة، والتفوق في الشرق الأوسط.
العدو الصهيوني، بدعم أمريكي غربي واستخباراتي، اختارت طريق الاستهداف الممنهج للعقول والقدرات الإيرانية. وإيران، رغم الجراح، تسير في طريق الرد والتحدي، في مشهد معقد تتقاطع فيه الجغرافيا مع الأمن والمصالح الدولية ، وهو ما يضع المنطقة أمام سيناريوهات تصعيد مدمرة في ظل غياب الثقة بين الأطراف الدولية والإقليمية .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com