قبائل اليمن صمام الأمان وجسر الإمداد
يمانيون| بقلم الشيخ| درهم محمد ابوالرجال*
تعتبر قبائل اليمن صمام أمان للوطن نظرا لدورها البارز في كل مناحي الحياة، حيث تعد أحد الركائز الرئيسية المساعدة للدولة وقوتها الفاعلة والمؤثرة، وتلاحمها دليل على سلامة مكونات الوطن ومقوماته وتوحد قدراته، كل ذلك نتيجة حملها مبادئ وقيم ثابتة راسخة لا تتأثر بمختلف العوامل الداخلية والخارجية، ولو أردنا الحديث عن مناقب القبل والقبائل اليمنية، نحتاج إلى دواوين، لكن سوف نوجز دورها المشرف في الأحداث والمستجدات الحالية التي تعصف بالمنطقة، ودورها في التصدي لدول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وأذيالهم من المرتزقة على مدى 10 سنوات وحتى اللحظة.
ونظرا للدور الهام الذي تلعبه القبائل فإنها كانت ولا تزال تمثل القوة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المؤثرة، ومفتاح القوة الضاربة، والمخزون البشري الذي لا ينضب من المقاتلين والعطاء والجهاد التي قدمته في سبيل الله ودفاعا عن هذا الشعب، في حين أنها تتميز في خلق مناخ قوي فولاذي لأكبر حاضنة شعبية، مرونة في التعامل مع البيئة السياسية، والعوامل الاجتماعية.
ومن أهم مميزاتها أنها قبائل أصيلة محاربة بالفطرة وأبنائها وأحفادها حيث أصبح السلاح جزء لا يتجزأ من هويتها وثقافتها ومكنونها، فكانت الحصن المتين والسد المنيع لكل غازي ومعتد وهي الشريان الحقيقي الذي يتدفق بكل شبر في اليمن، والرديف الأول في عزة وقوة وتماسك وتلاحم اليمن، في التصدي ودحر الغزاة على مر التاريخ.
وعندما نتكلم عن القبائل اليمنية نحن نتحدث عن مجد وتاريخ نضالي عريق ونخوة وشهامة، كتب التاريخ عنها بالخط العريض عنوان شموخ وعظمة وحضارة هذا الشعب العظيم.
ورغم الاستهداف المتكرر للقبيلة إلا أنها حافظت على هويتها ومبادئها وتماسكها واندماجها بالدولة والمواطن، وما يدل على ذلك هو تأسيس مجلس التلاحم الشعبي القبلي الذي احتوى كل المكوّنات السياسية والعسكرية والقبلية والفكرية والأكاديمية والاقتصادية، وتوسعت قاعدته الشعبية، والنخبوية القبلية بشكل غير مسبوق، كونه ضم كل القبائل في المناطق الشمالية والجنوبية من كل الأطياف، معبرا عن تطلعات الشعب اليمني، وإرادته الوطنية بعيدًا عن الطائفية والعرقية والمناطقية والحزبية الضيقة”.
ولذا فإن مجلس التلاحم القلبي أصبح مظلة لكافة شرائح القبائل اليمنية من مختلف مكوناتها وجسر الإمداد ، شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، حيث شكل تحولا أساسيا في تعزيز الصمود طوال عقد من الزمن في مواجهة دول العدوان، وكان له موقف محوري في تقوية الصف الداخلي وتعزيز الجبهة الداخلية من خلال حل وإنهاء قضايا الثارات، والنزاعات القبلية، ورفد الجبهات بالمقاتلين والقوافل البشرية والمادية والمالية، وبتلاحم القبائل اليمنية التي أصبحت اكثر تماسكا وقوة فشل مخطط امريكا وأدواتها في المنطقة.
*شيخ ضمان، ورئيس المجلس الأعلى لمنظمات المجتمع المدني.