Herelllllan
herelllllan2

الصيف بدأ.. والصواريخ لن تخطئ.. اليمن يفتح موسم الردع للكيان ورسائل نارية تتجاوز البحر والجو

يمانيون | تقرير

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومعاودته استهداف مطار صنعاء الدولي، أطلقت صنعاء رسائل غير مسبوقة تعلن من خلالها عن دخول مرحلة استراتيجية جديدة من المواجهة.

فبعد سلسلة من العمليات البحرية الناجحة وتصاعد الوتيرة العملياتية منذ صيف 2024، تشير جميع المؤشرات إلى أن صيف 2025 سيكون حاسمًا ومتفجرًا على مختلف الجبهات، حيث الانتقال من الرد إلى الهجوم المبادر، ومن الرسائل إلى الإنذارات الفعلية، بما يعكس تحولًا نوعيًا في ميزان المواجهة.

اليمن –وفق خطابي القائد والرئيس– لم يعد يكتفي بإعلان المواقف، بل بات يرسم حدود المعركة القادمة عبر الفعل الميداني المدروس، مدفوعًا برصيد تعبوي وشعبي واسع، واستعداد تقني يضع العدو أمام تحديات تتجاوز قدرته على الاحتواء التقليدي.

السيد القائد: موقفنا ديني ولا يُقايض
في محاضرته اليوم، جدّد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي التأكيد على أن الموقف اليمني تجاه فلسطين هو موقف ثابت ومبدئي، منطلق من التزام ديني لا يرتبط بالحسابات السياسية أو التحالفات المؤقتة. هذا التصريح أتى ردًا على تصعيد العدوان الإسرائيلي ضد المنشآت المدنية في اليمن ومنها مطار صنعاء الدولي، في محاولة بائسة –كما وصفها السيد القائد– لاستعادة الردع المفقود عبر العنف والتدمير.

العدو الصهيوني، وفق ماذكر السيد القائد، أراد التفرّد بالفلسطينيين دون تدخل من الدول الإسلامية، لكن اليمن أفشل هذه المعادلة عبر تدخّله النشط منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”، في لحظة فشل أمريكي واضح، عجزت فيه واشنطن عن تغطية العدوان سياسيًا وعسكريًا كما كانت تفعل سابقًا.

الرئيس المشاط: كل الخيارات مطروحة والمطارات ضمن الأهداف
الرئيس مهدي المشاط، وفي خطابٍ استثنائي ألقاه من مطار صنعاء الدولي الذي كان هدفًا لغارات إسرائيلية، أكد أن اليمن بات اليوم في موقع المُبادر وليس المدافع. ومثلما تحوّل المطار إلى رمز في وجه الاستهداف، تحوّل الخطاب إلى إعلان واضح بأن مطار “بن غوريون” المحتل –اللُّد– دخل دائرة النار اليمني، ومعه كل الطائرات التجارية والمدنية التي ترتبط به.

تحذير الرئيس المشاط لم يكن ضمن سياق الحرب النفسية فقط، بل استند إلى واقع عملياتي مؤكد، أثبت فيه اليمن خلال الشهور الماضية امتلاكه أدوات قادرة على ضرب أهداف تبعد آلاف الكيلومترات بدقة متناهية، وهو ما رأيناه في ضرب الموانئ الإسرائيلية في البحر الأحمر والمتوسط على حد سواء.

“الملاجئ لن تحميكم”..
في فقرة لافتة، خاطب المشاط المستوطنين الصهاينة بالقول: “الملاجئ لن تكون آمنة”، وهي عبارة تجاوزت البُعد التعبوي لتكشف عن فشل المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في طمأنة جمهورها. هذه العبارة أعادت إلى الأذهان هشاشة ما يُعرف بـ”الردع الإسرائيلي”، الذي بُني لعقود على ترسانة هجومية ضخمة، لكنّه بات عاجزًا أمام الإرادة والقدرات المتطورة لطرف كاليمن، لا يملك غطاءً نوويًا أو شبكة تحالفات دولية لكنه يملك مشروعية أخلاقية ودعمًا شعبيًا حاسمًا.

ما بعد التحذير
تصريحات الرئيس المشاط حول صواريخ اليمن التي “ستُصمّم على الوصول لهدفها” تحمل دلالتين واضحتين: الأولى أن مرحلة الإنذار قد انتهت، والثانية أن مرحلة التنفيذ لن تكون انتقائية أو رمزية. هذا يعني أن بنك الأهداف اليمني بات مفعّلًا بشكل كامل، وأنه يشمل مطارات، موانئ، ومنشآت حيوية صهيونية، ما يضع تل أبيب في مرمى الاستنزاف المستمر.

كما مثّلت إشارته إلى طائرات F-35 –وهي من أحدث الطائرات الأمريكية التي يستخدمها الكيان– تحديًا علنيًا للهيبة العسكرية الإسرائيلية، في تطوّر يعكس امتلاك اليمن لوسائل دفاع جوي جديدة يُحتمل أنها محلية الصنع أو مطوّرة بما يكفي للتعامل مع هذه التقنية الشبحية.

من الفعل العسكري إلى التأثير الدولي
إلى جانب الرسائل العسكرية، كانت هناك رسائل سياسية واضحة. فتهديد شركات الطيران العالمية وضع العالم أمام مسؤولياته القانونية، ورسّخ حضور اليمن كطرف قادر على فرض قواعد اشتباك جديدة لا تقف عند حدود البحر الأحمر.

بات من الواضح أن اليمن لم يعد مجرد قوة ردع موضعية، بل أصبح لاعبًا مؤثرًا في الأمن الإقليمي والجوي والتجاري على مستوى واسع.

هذا التحول الاستراتيجي فرض نفسه على قرارات الشركات العالمية، التي باتت تضطر للتعامل مع التحذيرات اليمنية بجدية متزايدة، خصوصًا في ظل سجل عملياتي يؤكد أن التهديدات لا تصدر عبثًا، بل تُنفّذ بدقة عندما يحين أوانها.

 اليمن رقم صعب في زمن الهشاشة السياسية
ختام الخطابين الرئاسي والثوري، عبّر عن مناخ سياسي جديد تسير فيه صنعاء بثقة وثبات. عبارة “صيفٌ ساخن” لم تعد تعني فصلًا عاديًا، بل باتت عنوانًا لمعادلة استراتيجية قوامها الردع والالتزام، ووعد لا يُنكث، ورسالة رُعب حقيقية لكيان طالما اعتاد أن يُخيف دون أن يُخاف.

بهذا التصعيد، تؤكّد صنعاء أن المعركة مع العدو لم تعد محدودة بالميدان الفلسطيني، بل أصبحت معركة كرامة أُمّة، وأن اليمن –بقدراته المحدودة وموقفه الصلب– قد نجح في قلب الطاولة، وتحوّل من دولة مُحاصرة إلى لاعب مؤثر في توازنات الإقليم.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com