Herelllllan
herelllllan2

معركة السلاح الناري في قلب الكونجرس

يمانيون – مروان أنعـم

تكشفت الديمقراطية الأمريكية الشكلية والمزيفة للرأي العام العالمي على حقيقتها، الأربعاء الماضي، بعد اقتحام أنصار الرئيس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن، لمنع عقد جلسة إقرار فوز جو بايدن بالرئاسة، وسط انقسامات سياسية وحزبية وشعبية حادة في الشارع الأمريكي.

والثلاثاء الماضي اجتمع أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن العاصمة للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ودعم مطالبة ترامب لنائب الرئيس مايك بنس والكونغرس برفض فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، وتجمع المتظاهرون في مسيرة «أنقذوا أمريكا»، وهو حدث مخطط له في ذا إيلابس «متنزه ترامب» حيث استمع الحاضرون إلى خطابات من ترامب ومحاميه رودي جولياني.

قبل انتهاء الخطابات، سار حشد من المتظاهرين إلى الكونغرس واقتحموا المبنى، كان الكونغرس منعقدًا في ذلك الوقت، حيث أجرى فرز أصوات الهيئة الانتخابية ومناقشتها بعد أن اعترض السناتور تيد كروز من تكساس، وعضو الكونغرس بول جوسار من الدائرة الرابعة للكونغرس في أريزونا على فرز أصوات الهيئة الانتخابية في ولاية أريزونا. وأُخليت العديد من المباني في مجمع الكابيتول الأمريكي واخترق المتظاهرون الأمن لدخول مبنى الكابيتول الأمريكي، بما في ذلك قاعة التماثيل الوطنية، ثم أغلقت في وقت لاحق جميع المباني في مجمع الكابيتول.

إغلاق مبنى الكونجرس
أغلقت السلطات الأمريكية مبنى الكونغرس إثر اشتباك بين أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وقوات الأمن خارج المبنى.
وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن أنصار الرئيس ترامب اشتبكوا مع عناصر الشرطة أمام مبنى الكونغرس خلال محاولتهم اقتحامه.

وأشارت الوكالة إلى استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص الحي على المحتجين لإبعادهم وإجلائهم من مبنى الكونغرس.

وأوضحت أنه تم إغلاق مبنى الكونغرس، بينما يجتمع أعضاؤه في الداخل للتصويت على نتائج الانتخابات الرئاسية.

وقبيل بدء جلسة المصادقة، خرج الرئيس ترامب أمام أنصاره وأكد لهم أنه لن يستسلم ولن يعترف بخسارته الانتخابات.

قتلى وجرحى وحقائب مفخخة
توفي 5 أشخاص في أحداث اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي، بينهم امرأة قتلت برصاص رجال الأمن، كما تم اعتقال 52 شخصاً، فضلاً عن إصابة 14 من عناصر الشرطة.

وأوضحت الشرطة في مؤتمر صحفي أن من بين القتلى امرأة قتلت برصاص رجال الأمن، مضيفة أنه تم إلقاء القبض على 52 شخصاً. وأشارت إلى إصابة 14 من عناصرها في هذه الأحداث.

وقال قائد شرطة العاصمة الفدرالية روبرت كونتي خلال مؤتمر صحافي إنّ تحقيقاً فتح لتحديد ملابسات مقتل «أشلي بابيت» برصاص رجال الشرطة.

وأكد كونتي أنه تم توقيف 52 شخصاً الأربعاء، 26 منهم في حرم الكابيتول، لخرقهم حظر التجول والدخول غير الشرعي وتهم متعلقة بالأسلحة. وأصيب 14 شرطيا بجروح، إصابة أحدهم خطرة، بعد أن تم سحبه إلى وسط حشد والتعرض له، وفق كونتي.

وإضافة إلى ذلك قال كونتي إنه تم ضبط قنبلتين أنبوبيتين في مقر اللجنتين الوطنيتين للحزبين الجمهوري والديمقراطي، وكذلك مبرّد في سيارة بساحة مبنى الكونجرس كان يحتوي على مادة متفجرة.

في غضون ذلك، أفادت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية بأن عمدة واشنطن موريل باوزر قررت تمديد حالة الطوارئ لأسبوعين، وهي المدة المتبقية للرئيس ترامب في الحكم. وقالت باوزر: «أدرك أنني أتحدث نيابة عن الجميع عندما أقول إننا شهدنا هجوماً غير مسبوق على الديموقراطية الأميركية بتحريض من رئيس الولايات المتحدة، وينبغي أن يُحاسب».

عنصرية الشرطة في التعامل مع المتظاهرين
كتبت شيلا ديوان مراسلة «نيويورك تايمز» في قضايا العدالة الجنائية والشرطة والسجون، أن الشرطة الأمريكية تعاملت بتمييز صارخ بين الهجوم على «الكابيتول هيل» من قبل أنصار ترامب البيض، والاحتجاجات على مقتل جورج فلويد.

وقالت في تقرير بالصحيفة إن المتظاهرين السلميين في ساحة لافاييت ضد مقتل فلويد في مايو/أيار الماضي، قوبلوا فجأة بقنابل يدوية ورذاذ كيميائي، وأُبعدوا من قبل رجال الشرطة بمعدات مكافحة الشغب لتمهيد الطريق أمام الرئيس دونالد ترامب ليقف أمام كنيسة سانت جون.

وتضيف الصحيفة: خلال تلك الاحتجاجات، تعهد ترامب «بالسيطرة» على المتظاهرين، واصفا إياهم بـ»المتطرفين» و»المخربين»، بينما قام رجال الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي واجتياح الحشود بشاحنات لا تحمل أية علامات.

وهدد ترامب في ذلك الوقت بأن أي شخص يخترق السياج الأمني خارج البيت الأبيض سيواجه «أفظع الكلاب والأسلحة المشؤومة التي لم أر مثلها على الإطلاق».

أما الليلة قبل الماضية، حين اقتحمت مجموعة من أنصار ترامب الخارجين عن القانون، مبنى الكابيتول، فقد كانت اللهجة والاستجابة الأولية لتطبيق القانون مختلفة بشكل لافت للنظر.

أحد مقاطع الفيديو أظهر ضباط شرطة الكابيتول وهم يحركون جانبا الحواجز، ويتراجعون مع تدفق الحشود من خلالها، وداخل المبنى ناشد أحد الضباط رجلا يرتدي حقيبة ظهر خضراء، قائلا: «أنتم يا رفاق بحاجة فقط للخروج»، وعندما سُئل عن سبب عدم طردهم للمتظاهرين، قال الضابط: «علينا فقط أن ندعهم يفعلون ما يريدون الآن».

وتبع ذلك سيل من التعليقات، حيث أشار كثيرون إلى أن الغوغاء ظهروا إلى حد كبير من البيض، كما أشارت هذه التعليقات إلى أنهم كانوا سيُعاملون بقسوة أكبر لو كانوا من السود أو كانوا يحتجّون على العنصرية.

دعوات لعزل ترامب فوراً
من جانبه، دعا رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي، جيرولد نادلر، إلى ضرورة عزل الرئيس دونالد ترامب فوراً من منصبه.

وتزامن موقف نادلر مع إعلان المدعي الفدرالي، مايكل شيروين، الذي يحقق في أحداث الكونغرس، أن التحقيقات والاتهامات ستطال ترامب بسبب تصريحاته أمام حشد من المتظاهرين قبل وقت قصير من اقتحامهم قاعات الكونغرس، موضحاً أن الاتهامات لن تنحصر بأولئك الذين اقتحموا الكونغرس، بل سينظر في وضع جميع المتورطين في الأحداث.

نصر الله: ما يجري في واشنطن حدث كبير وخطير
من جانبه، أكد السيد حسن نصر الله، أمس، أن ما حصل في الكونغرس حدث كبير وخطير جداً ولا يمكن تسخيفه.

وقال سماحة السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة له مساء أمس: «إن ما حصل في أميركا اعتاد الأمريكيون أن يفعلوه في البلدان الأخرى، والآن جاء ترامب ليطبقه في بلده»، مشيراً إلى أن «الأمريكيين لمسوا عن قرب نتيجة سياسة ترامب واستعداده لقتل حتى الأمريكيين من أجل السلطة».

وأضاف: «لطالما حذرنا من سياسة ترامب، وما شاهدوه عينة بسيطة مما ارتكبه ترامب في اليمن وسوريا والعراق وفلسطين وحصار إيران وفنزويلا»، مؤكداً أن «ترامب يمثل عينة فجة عن الغطرسة السياسية والعسكرية الأمريكية التي لطالما فرضت هيمنتها على الشعوب وقوضت سيادتها».

وأوضح أن «الديمقراطية الأمريكية عقيمة، ووصول ترامب إلى السلطة نموذج لهذه الديمقراطية، وأن ترامب مع شركائه وحلفائه نموذج للحكام الديكتاتوريين المتعطشين للسلطة ولو على حساب شعوبهم».

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com